حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ ، قَالَ : ثنا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ : " مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ سورة المائدة آية 103 ، فَالْبَحِيرَةُ مِنَ الإِبِلِ : كَانَتِ النَّاقَةُ إِذَا نُتِجَتْ خَمْسَةَ أَبْطُنٍ ، إِنْ كَانَ الْخَامِسُ سَقْبًا ذَبَحُوهُ ، فَأَهْدَوْهُ إِلَى آلِهَتِهِمْ ، وَكَانَتْ أُمُّهُ مِنْ عَرَضِ الإِبِلِ ، وَإِنْ كَانَتْ رُبَعَةً اسْتَحْيَوْهَا ، وَشَقُّوا أُذُنَ أُمِّهَا ، وَجَزُّوا وَبَرَهَا ، وَخَلَّوْهَا فِي الْبَطْحَاءِ ، فَلَمْ تَجُزْ لَهُمْ فِي دِيَةٍ ، وَلَمْ يَحْلِبُوا لَهَا لَبَنًا ، وَلَمْ يَجِزُّوا لَهَا وَبَرًا ، وَلَمْ يَحْمِلُوا عَلَى ظَهْرِهَا ، وَهِيَ مِنَ الأَنْعَامِ الَّتِي حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا ، وَأَمَّا السَّائِبَةُ : فَهُوَ الرَّجُلُ يُسَيِّبُ مِنْ مَالِهِ مَا شَاءَ ، عَلَى وَجْهِ الشُّكْرِ ، إِنْ كَثُرَ مَالُهُ ، أَوْ بَرَأَ مِنْ وَجَعٍ ، أَوْ رَكِبَ نَاقَةً فَأَنْجَحَ ، فَإِنَّهُ يُسَمَّى السَّائِبَةَ ، يُرْسِلُهَا فَلا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلا أَصَابَتْهُ عُقُوبَةٌ فِي الدُّنْيَا . وَأَمَّا الْوَصِيلَةُ فَمِنَ الْغَنَمِ : هِيَ الشَّاةُ إِذَا وَلَدَتْ ثَلاثَةَ أَبْطُنٍ أَوْ خَمْسَةً ، فَكَانَ آخِرُ ذَلِكَ جَدْيًا ، ذَبَحُوهُ وَأَهْدَوْهُ لِبَيْتِ الآلِهَةِ ، وَإِنْ كَانَتْ عَنَاقًا اسْتَحْيَوْهَا ، وَإِنْ كَانَتْ جَدْيًا وَعَنَاقًا اسْتَحْيَوُا الْجَدْيَ مِنْ أَجْلِ الْعَنَاقِ ، فَإِنَّهَا وَصِيلَةٌ وَصَلَتْ أَخَاهَا . وَأَمَّا الْحَامِ : فَالْفَحْلُ يَضْرِبُ فِي الإِبِلِ عَشْرَ سِنِينَ ، وَيُقَالُ : إِذَا ضَرَبَ وَلَدُ وَلَدِهِ قِيلَ : قَدْ حُمِيَ ظَهْرُهُ ، فَيَتْرُكُونَهُ لا يُمَسُّ ، وَلا يُنْحَرُ أَبَدًا ، وَلا يُمْنَعُ مِنْ كَلإٍ يُرِيدُهُ ، وَهُوَ مِنَ الأَنْعَامِ الَّتِي حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا " .