حُدِّثْتُ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُعَاذٍ الْفَضْلَ بْنَ خَالِدٍ ، قَالَ : ثنا عُبَيْدُ بْنُ سليمان ، عَنِ الضَّحَّاكِ : " مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ سورة المائدة آية 103 ، أَمَّا الْبَحِيرَةُ : فَكَانَتِ النَّاقَةُ إِذَا نَتَجُوهَا خَمْسَةَ أَبْطُنٍ نَحَرُوا الْخَامِسَ ، إِنْ كَانَ سَقْبًا ، وَإِنْ كَانَ رُبَعَةً شَقُّوا أُذُنَهَا وَاسْتَحْيَوْهَا ، وَهِيَ بَحِيرَةٌ ، وَأَمَّا السَّقْبُ فَلا يَأْكُلُ نِسَاؤُهُمْ مِنْهُ ، وَهُوَ خَالِصٌ لِرِجَالِهِمْ ، فَإِنْ مَاتَتِ النَّاقَةُ أَوْ نَتَجُوهَا مَيِّتًا ، فَرِجَالُهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ يَأْكُلُونَ مِنْهُ . وَأَمَّا السَّائِبَةُ : فَكَانَ يُسَيِّبُ الرَّجُلُ مِنْ مَالِهِ مِنَ الأَنْعَامِ ، فَيُهْمَلُ فِي الْحِمَى فَلا يُنْتَفَعُ بِظَهْرِهِ ، وَلا بِوَلَدِهِ ، وَلا بِلَبَنِهِ ، وَلا بِشَعْرِهِ ، وَلا بِصُوفِهِ . وَأَمَّا الْوَصِيلَةُ : فَكَانَتِ الشَّاةُ إِذَا وَلَدَتْ سَبْعَةَ أَبْطُنٍ ذَبَحُوا السَّابِعَ إِذَا كَانَ جَدْيًا ، وَإِنْ كَانَ عَنَاقًا اسْتَحْيَوْهُ ، وَإِنْ كَانَ جَدْيًا وَعَنَاقًا اسْتَحْيَوْهُمَا كِلَيْهِمَا ، وَقَالُوا : إِنَّ الْجَدْيَ وَصَلَتْهُ أُخْتُهُ ، فَحَرَّمَتْهُ عَلَيْنَا ، وَأَمَّا الْحَامِي : فَالْفَحْلُ إِذَا رَكِبُوا أَوْلادَ وَلَدِهِ ، قَالُوا : قَدْ حَمَى هَذَا ظَهْرَهُ ، وَأَحْرَزَ أَوْلادُ وَلَدِهِ ، فَلا يَرْكَبُونَهُ ، وَلا يَمْنَعُونَهُ مِنْ حِمَى شَجَرٍ ، وَلا حَوْضٍ مَا شَرَعَ فِيهِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْحَوْضُ لِصَاحِبِهِ ، وَكَانَتْ مِنْ إِبِلِهِمْ طَائِفَةٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا فِي شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِمْ ، لا إِنْ رَكِبُوا ، وَلا إِنْ حَمَلُوا ، وَلا إِنْ حَلَبُوا ، وَلا إِنْ نَتَجُوا ، وَلا إِنْ بَاعُوا ، فَفِي ذَلِكَ أَنْزَلَ اللَّهُ ، تَعَالَى : مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ ، إِلَى قَوْلِهِ : وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ سورة المائدة آية 103 " .