القول في تاويل قوله جل ثناؤه ولا يقبل منها شفاعة سورة البقرة اية


تفسير

رقم الحديث : 845

حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : " كَانَ السَّامِرِيُّ رَجُلا مِنْ أَهْلِ بَاجَرْمَا ، وَكَانَ مِنْ قَوْمٍ يَعْبُدُونَ الْبَقَرَ ، وَكَانَ حُبُّ عِبَادَةِ الْبَقَرِ فِي نَفْسِهِ ، وَكَانَ قَدْ أَظْهَرَ الإِسْلامَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَلَمَّا فَصَلَ هَارُونُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، وَفَصَلَ مُوسَى إِلَى رَبِّهِ ، قَالَ لَهُمْ هَارُونُ : أَنْتُمْ قَدْ حُمِّلْتُمْ أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ ، آلِ فِرْعَوْنَ ، وَأَمْتِعَةً وَحُلِيًّا ، فَتَطَهَّرُوا مِنْهَا ، فَإِنَّهَا نَجَسٌ ، وَأَوْقَدَ لَهُمْ نَارًا ، فَقَالَ : اقْذِفُوا مَا كَانَ مَعَكُمْ مِنْ ذَلِكَ فِيهَا ، قَالُوا : نَعَمْ ، فَجَعَلُوا يَأْتُونَ بِمَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ تِلْكَ الأَمْتِعَةِ وَذَلِكَ الْحُلِيِّ ، فَيَقْذِفُونَ بِهِ فِيهَا ، حَتَّى إِذَا تَكَسَّرَ الْحُلْيُ فِيهَا وَرَأَى السَّامِرِيُّ أَثَرَ فَرَسِ جِبْرِيلَ فَأَخَذَ تُرَابًا مِنْ أَثَرِ حَافِرِهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَى النَّارِ ، فَقَالَ لِهَارُونَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، أُلْقِيَ مَا فِي يَدِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَلا يَظُنُّ هَارُونُ إِلا أَنَّهُ كَبَعْضِ مَا جَاءَ بِهِ غَيْرُهُ مِنْ ذَلِكَ الْحُلِيِّ وَالأَمْتِعَةِ ، فَقَذَفَهُ فِيهَا ، وَقَالَ : كُنْ عِجْلا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ ، فَكَانَ لِلْبَلاءِ وَالْفِتْنَةِ ، فَقَالَ : هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى سورة طه آية 88 . فَعَكَفُوا عَلَيْهِ ، وَأَحَبُّوهُ حُبًّا لَمْ يُحِبُّوا مِثْلَهُ شَيْئًا قَطُّ ، يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ ذِكْرُهُ : فَنَسِيَ سورة طه آية 88 . أَيْ : تَرَكَ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِسْلامِ ، يَعْنِي : السَّامِرِيَّ ، أَفَلا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا سورة طه آية 89 . قَالَ : وَكَانَ اسْمُ السَّامِرِيِّ مُوسَى بْنَ ظُفُرٍ ، وَقَعَ فِي أَرْضِ مِصْرَ ، فَدَخَلَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَلَمَّا رَأَى هَارُونُ مَا وَقَعُوا فِيهِ ، قَالَ : يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي { 90 } قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى { 91 } سورة طه آية 90-91 . فَأَقَامَ هَارُونُ فِي مَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ مِمَّنْ لَمْ يَفْتَتِنْ ، وَأَقَامَ مَنْ يَعْبُدُ الْعِجْلَ عَلَى عِبَادَةِ الْعِجْلِ ، وَتَخَوُّفَ هَارُونُ إِنْ سَارَ بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يَقُولَ لَهُ مُوسَى : فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي سورة طه آية 94 . وَكَانَ لَهُ هَائِبًا مُطِيعًا " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.