القول في تاويل قوله ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الو...


تفسير

رقم الحديث : 6050

حَدَّثَنِي يُونُسُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ زَيْدٍ وَقَرَأَ : " الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ سورة هود آية 1 ، قَالَ : وَذُكِرَ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ آيَةً مِنْهَا ، وَحَدِيثُ نُوحٍ فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ آيَةً مِنْهَا . ثُمَّ قَالَ : تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ سورة هود آية 49 ، ثُمَّ ذَكَرَ : وَإِلَى عَادٍ سورة هود آية 50 فَقَرَأَ حَتَّى بَلَغَ : اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ سورة هود آية 52 ، ثُمَّ مَضَى ، ثُمَّ ذَكَرَ صَالِحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَلُوطًا وَشُعَيْبًا ، وَفَرَغَ مِنْ ذَلِكَ ، وَهَذَا يَقِينٌ ، ذَلِكَ يَقِينٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ سورة هود آية 1 ، قَالَ : وَالْمُتَشَابِهُ ذِكْرُ مُوسَى فِي أَمْكِنَةٍ كَثِيرَةٍ ، وَهُوَ مُتَشَابِهٌ ، وَهُوَ كُلُّهُ مَعْنًى وَاحِدٌ وَمُتَشَابِهٌ : فَاسْلُكْ فِيهَا سورة المؤمنون آية 27 ، احْمِلْ فِيهَا سورة هود آية 40 ، اسْلُكْ يَدَكَ سورة القصص آية 32 ، وَأَدْخِلْ يَدَكَ سورة النمل آية 12 ، حَيَّةٌ تَسْعَى سورة طه آية 20 ، ثُعْبَانٌ مُبِينٌ سورة الأعراف آية 107 ، قَالَ : ثُمَّ ذَكَرَ هُودًا فِي عَشْرٍ آيَاتٍ مِنْهَا ، وَصَالِحًا فِي ثَمَانِي آيَاتٍ مِنْهَا ، وَإِبْرَاهِيمَ فِي ثَمَانِي آيَاتٍ أُخْرَى ، وَلُوطًا فِي ثَمَانِي آيَاتٍ مِنْهَا ، وَشُعَيْبًا فِي ثَلاثَ عَشْرَةَ آيَةً ، وَمُوسَى فِي أَرْبَعِ آيَاتٍ ، كُلُّ هَذَا يَقْضِي بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ وَبَيْنَ قَوْمِهِمْ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ، فَانْتَهَى ذَلِكَ إِلَى مِائَةِ آيَةٍ مِنْ سُورَةِ هُودٍ ، ثُمَّ قَالَ : ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ سورة هود آية 100 ، وَقَالَ فِي الْمُتَشَابِهِ مِنَ الْقُرْآنِ : مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ الْبَلاءَ وَالضَّلالَةَ ، يَقُولُ : مَا شَأْنُ هَذَا لا يَكُونُ هَكَذَا ؟ وَمَا شَأْنُ هَذَا لا يَكُونُ هَكَذَا ؟ " . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلِ الْمُحْكَمُ مِنْ آيِ الْقُرْآنِ : مَا عَرَفَ الْعُلَمَاءُ تَأْوِيلَهُ ، وَفَهِمُوا مَعْنَاهُ وَتَفْسِيرَهُ ، وَالْمُتَشَابِهُ : مَا لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ إِلَى عِلْمِهِ سَبِيلٌ مِمَّا اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِهِ دُونَ خَلْقِهِ ، وَذَلِكَ نَحْوُ الْخَبَرِ عَنْ وَقْتِ مَخْرَجِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَوَقْتِ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَقِيَامِ السَّاعَةِ ، وَفَنَاءِ الدُّنْيَا ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ ، فَإِنَّ ذَلِكَ لا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ ، وَقَالُوا : إِنَّمَا سَمَّى اللَّهُ مِنْ آيِ الْكِتَابِ الْمُتَشَابِهِ الْحُرُوفِ الْمُقَطَّعَةَ الَّتِي فِي أَوَائِلِ بَعْضِ سُوَرِ الْقُرْآنِ مِنْ نَحْوِ : " الم ، وَالمص ، وَالمر ، والر " ، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ ؛ لأَنَّهُنَّ مُتَشَابِهَاتٌ فِي الأَلْفَاظِ ، وَمُوَافِقَاتٌ حُرُوفَ حِسَابِ الْجُمَّلِ ، وَكَانَ قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَمِعُوا أَنْ يُدْرِكُوا مِنْ قِبَلِهَا مَعْرِفَةَ مُدَّةِ الإِسْلامِ وَأَهْلِهِ ، وَيَعْلَمُوا نِهَايَةَ أُكُلِ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ ، فَأَكْذَبَ اللَّهُ أُحْدُوثَتَهُمْ بِذَلِكَ ، وَأَعْلَمُهُمْ أَنَّ مَا ابْتَغَوْا عِلْمَهُ مِنْ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ هَذِهِ الْحُرُوفِ الْمُتَشَابِهَةِ لا يُدْرِكُونَهُ وَلا مِنْ قِبَلِ غَيْرِهَا ، وَأَنَّ ذَلِكَ لا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ ، وَهَذَا قَوْلٌ ذُكِرَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِئَابٍ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا الرِّوَايَةَ بِذَلِكَ عَنْهُ وَعَنْ غَيْرِهِ مِمَّنْ قَالَ نَحْوَ مَقَالَتِهِ فِي تَأْوِيلِ ذَلِكَ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ : الم { 1 } ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ سورة البقرة آية 1-2 .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.