كما حدثنا ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : ثنا يَعْقُوبُ الْقُمِّيُّ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ ، فِي قَوْلِهِ : " وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ سورة الكهف آية 99 . قَالَ : إِذَا مَاجَ الْجِنُّ وَالإِنْسُ ، قَالَ إِبْلِيسُ : فَأَنَا أَعْلَمُ لَكُمْ عِلْمَ هَذَا الأَمْرِ ، فَيَظْعَنُ إِلَى الْمَشْرِقِ ، فَيَجِدُ الْمَلائِكَةَ قَدْ نطقوا الأَرْضَ ، ثُمَّ يَظْعَنَ إِلَى الْمَغْرِبِ ، فَيَجِدُ الْمَلائِكَةَ قَدْ نطقوا الأَرْضَ ، ثُمَّ يَصْعَدُ يَمِينًا وَشِمَالا إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ ، فَيَجِدُ الْمَلائِكَةَ نطقوا الأَرْضَ ، فَيَقُولُ : مَا مِنْ مَحِيصٍ ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ ، إِذْ عَرَضَ لَهُ طَرِيقٌ كَالشِّرَاكِ ، فَأَخَذَ عَلَيْهِ هُوَ وَذُرِّيَّتُهُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَيْهِ ، إِذْ هَجَمُوا عَلَى النَّارِ ، فَأَخْرَجَ اللَّهُ خَازِنًا مِنْ خُزَّانِ النَّارِ ، قَالَ : يَا إِبْلِيسُ أَلَمْ تَكُنْ لَكَ الْمَنْزِلَةُ عِنْدَ رَبِّكِ ، أَلَمْ تَكُنْ فِي الْجِنَانِ ؟ فَيَقُولُ : لَيْسَ هَذَا يَوْمُ عِتَابٍ ، لَوْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيَّ فَرِيضَةً لعَبَدْتُهُ فِيهَا عِبَادَةً لَمْ يَعْبُدْهُ مِثْلَهَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ ، فَيَقُولُ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكَ فَرِيضَةً ، فَيَقُولُ : مَا هِيَ ؟ فَيَقُولُ : يَأْمُرُكَ أَنْ تَدْخُلَ النَّارَ ، فَيَتَلَكَّأُ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ بِهِ وَبِذُرِّيَتِهِ بِجَنَاحَيْهِ ، فَيَقْذِفُهُمْ فِي النَّارِ ، فَتَزْفَرُ النَّارُ زَفْرَةً فَلا يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، وَلا نَبِيُّ مُرْسَلٌ إِلا جَثَا لِرُكْبَتَيْهِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |