فضائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ابو القاسم نبي الرحمة


تفسير

رقم الحديث : 273

" وَالشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ ، وَالضَّرْبِ الشَّدِيدِ بَعْدَ طُولِ الْحَبْسِ فِي ضَنْكِ الْحَدِيدِ ، فَبَذَلَ لِلَّهِ مُهْجَةَ نَفْسِهِ ، وَجَادَ بِالْحَيَاةِ لأَهْلِهَا ، وَآثَرَ الْمَوْتَ عَلَى أَصْعَبِ الْعُقُوبَاتِ ، يَرْضَى مِنْهُ عَلَى بُلُوغِ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْعُلَمَاءِ مِنَ الْقِيَامِ بِأَمْرِهِ ، وَرَحْمَةً مِنْهُ عَلَى الْخَلْقِ ، وَشَفَقًا عَلَيْهِمْ ، فَصَبَرَ لَعَظِيمِ جَهْدِ بَلاءِ الدُّنْيَا نَفْسَهُ ، وَاحْتَمَلَ فِي ذَاتِ اللَّهِ كُلَّمَا عَجَزَ الْخَلْقُ أَجْمَعُونَ عَنِ احْتِمَالِ مِثْلِهِ أَوْ بَعْضِهِ ، أَخَذَ بِعِنَانِ الْحَقِّ صَابِرًا عَلَى وَعْرِ الطَّرِيقِ وَخُشُونَةِ الْمَسْلَكِ ، مُنْفَرِدًا بِالْوَحْدَةِ ، عَاضًّا عَلَى لِجَامِ الصَّوَابِ ، جَوَّادًا لِمَحْبُوبِ الْعَافِيَةِ لأَهْلِهَا ، إِذْ كَانُوا لا يَصِلُونَ إِلَيْهَا إِلا بِفِرَاقِ السُّنَّةِ ، فَحَالَفَ الْوَحْشَةَ ، وَأَنِسَ بِالْوَحْدَةِ ، فَمَضَى عَلَى سُنَّتِهِ عَلَى مُعَانَقَةِ الْحَقِّ غَيْرَ مُعَرِّجٍ عَنْهُ ، رَضِيَ بِالْحَقِّ صَاحِبًا ، وَقَرِينًا ، وَمُؤْنِسًا ، لا يُثْنِيهِ عَنْ ذَلِكَ خِلافُ مَنْ خَالَفَهُ ، وَلا عَدَاوَةُ مَنْ عَادَاهُ ، لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ ، لا يُزْعِجُهُ هَلَعٌ ، وَلا يَسْتَمِيلُهُ طَمَعٌ ، وَلا يُزِيغُهُ فَزَعٌ ، حَتَّى قَمَعَ بَاطِلَ الْخَلْقِ بِمَا صَبَّرَهُ عَلَيْهِ مِنَ الأَخْذِ بِعِنَانِ الْحَقِّ ، لا يَسْتَكْثِرُ لِلَّهِ الْكَثِيرَ ، وَلا يَرْضَى لَهُ مِنْ نَفْسِهِ بِالْقَلِيلِ ، صَابِرًا مُحْتَسِبًا ، غَيْرَ مُدْبِرٍ ، مُعَانِقًا لَعِلْمِ الْهُدَى ، غَيْرَ تَارِكٍ لَهُ ، حَتَّى أَوْرَى زِنَادَ الْحَقِّ ، فَاسْتَضَاءَ بِهِ أَهْلُ السُّنَّةِ فَاتَّبَعُوهُ ، وَكَشَفَ عَوْرَاتِ الْبِدَعِ ، وَحَذَّرَ مِنْ أَهْلِهَا ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ حَتَّى رَجَعُوا إِلَى قَوْلِهِ طَوْعًا وَكَرْهًا ، فَدَخَلُوا فِي الْبَابِ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ ، وَعَادُوا لِلْحَقِّ الَّذِي رَغِبُوا عَنْهُ ، وَاعْتَرَفُوا لَهُ بِفَضْلِ مَا فَضَّلُهُ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ ، فَأَقَرُّوا لَهُ بِالإِذْعَانِ ، وَسَمِعُوا لَهُ وَأَطَاعُوا ، إِذْ كَانَ أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ ، وَأَنْظَرَهُمْ لِخَلْقِهِ ، وَأَدَلَّهُمْ عَلَى سُبُلِ النَّجَاةِ ، وَأَمْنَعَهُمْ لِمَوَاقِعِ الْهَلَكَةِ ، فَبَيْنَا الْخَلْقُ بِضِيَائِهِ مُسْتَتِرُونَ ، يُحْصِي لَهُمُ الْحَقَّ ، وَيَنْفِي عَنْهُمُ الْبَاطِلَ ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ، إِذْ أَتَاهُ أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَتَى مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَأَهْلِ طَاعَتِهِ ، وَاسْتَأَثْرَ اللَّهُ بِهِ ، وَنَقَلَهُ إِلَى مَا عِنْدِهِ ، فَتَحَيَّرَتْ مِنْ بَعْدِهِ الأَدِلاءُ ، وَتَاهَ الْجَاهِلُونَ فِي سَكَرَاتِ الْخَطَأِ ، فَكَانَ خَلْفَهُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ مَنْ أَقَامَ نَفْسَهُ مِنْ بَعْدِهِ ذَلِكَ الْمَقَامَ ، مُنْتَصِبًا لِمَذَاهِبِهِ ، ذَابًّا عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ ، مُتَشَدِّدًا عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ فِي حَقَائِقِ الأُمُورِ ، لا يَنْعَرِجُ عَنْ مَذَاهِبِهِ ، وَلا يُدَنِّسُهُ طَمَعُ طَامِعٍ ، مُؤْنَسًا بِالْوَحْشَةِ ، مُنْفَرِدًا بِالْوَحْدَةِ ، صَابِرًا مُحْتَسِبًا ، مُبِينًا عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ ، مُشْفِقًا عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ ، لا يَفْزَعُهُ مَيْلُ مَنْ مَالَ إِلَى غَيْرِهِ ، لَمْ يَدْعُهُ طَمَعٌ إِلَى أَحَدٍ ، صَبَرَ عَلَى الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، وَاثِقًا بِمَوَاهِبِ اللَّهِ لَهُ مِنْ لُزُومِ أَصْحَابِهِ إِيَّاهُ ، قَامِعًا لأَهْلِ الْبِدَعِ ، مُحِبًّا لأَهْلِ الْوَرَعِ ، فَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْمَرُّوذِيِّ ، وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوَانُهُ ، فَقَدْ كَانَ وَفِيًّا لِصَاحِبِهِ ، مُشْفِقًا عَلَى أَصْحَابِهِ ، لَمْ تَرَ مِثْلَهُ الْعُيُونُ ، فَجَزَاهُ اللَّهُ مِنْ صَاحِبٍ وَأُسْتَاذٍ خَيْرًا ، فَأُلْزِمُوا مِنَ الأَمْرِ مَا تَوَفَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأَبَا بَكْرٍ الْمَرُّوذِيَّ ، فَإِنَّهُ الدِّينُ الْوَاضِحُ ، وَكُلُّ مَا أَحْدَثَ هَؤُلاءِ فَبِدْعَةٌ وَضَلالَةٌ ، فَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ، وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ، وَعَلَيْكُمْ بِلُزُومِ السُّنَّةِ ، وَتَرْكِ الْبِدَعِ وَأَهْلِهَا ، فَقَدْ كَانَ أَحْدَثَ هَذَا التِّرْمِذِيُّ الْمُبْتَدِعُ بِبَلَدِنَا مَا اتَّصَلَ بِنَا أَنَّهُ حَدَثَ بِبَلَدِكُمْ ، وَهَذَا أَمْرٌ قَدْ كَانَ اضْمَحَلَّ وَأَخْمَلَهُ اللَّهُ ، وَأَخْمَلَ أَهْلَهُ وَقَائِلَهُ ، وَلَيْسَ بِمَوْجُودٍ فِي النَّاسِ ، قَدْ سُلِبَ عَقْلُهُ ، أَخْزَاهُ اللَّهُ وَأَخْزَى أَشْيَاعَهُ ، وَقَدْ كَانَ الشُّيُوخُ سُئِلُوا عَنْهُ فِي حَيَاةِ أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وُمَحَدِّثِي بَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، فَلَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا أَنْكَرَهُ ، وَكَرِهَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَتَبْنَا بِهِ إِلَيْكُمْ لِتَقِفُوا عَلَيْهِ ، فَأَمَّا مَا قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ عِنْدَ سُؤَالِهِمْ إِيَّاهُ عَنْهُ وَرَدِّهِ حَدِيثَ مُجَاهِدٍ : ذَكَرَ أَنَّ هَذَا التِّرْمِذِيَّ الَّذِي رَدَّ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ مَا رَآهُ قَطُّ عِنْدَ مُحَدِّثٍ ، وَلا يَعْرِفُهُ بِالطَّلَبِ ، وَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لا يُنْكِرْهُ إِلا مُبْتَدِعٌ جَهْمِيُّ ، فَنَحْنُ نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ مِنْ بِدْعَتِهِ وَضَلالَتِهِ ، فَمَا أَعْظَمَ مَا جَاءَ بِهِ هَذَا مِنَ الضَّلالَةِ وَالْبِدَعِ ، عَمَدَ إِلَى حَدِيثٍ فِيهِ فَضِيلَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرَادَ أَنْ يُزِيلَهُ وَيَتَكَلَّمُ فِي مَنْ رَوَاهُ ، وَقَدْ " وَالشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ ، وَالضَّرْبِ الشَّدِيدِ بَعْدَ طُولِ الْحَبْسِ فِي ضَنْكِ الْحَدِيدِ ، فَبَذَلَ لِلَّهِ مُهْجَةَ نَفْسِهِ ، وَجَادَ بِالْحَيَاةِ لأَهْلِهَا ، وَآثَرَ الْمَوْتَ عَلَى أَصْعَبِ الْعُقُوبَاتِ ، يَرْضَى مِنْهُ عَلَى بُلُوغِ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْعُلَمَاءِ مِنَ الْقِيَامِ بِأَمْرِهِ ، وَرَحْمَةً مِنْهُ عَلَى الْخَلْقِ ، وَشَفَقًا عَلَيْهِمْ ، فَصَبَرَ لَعَظِيمِ جَهْدِ بَلاءِ الدُّنْيَا نَفْسَهُ ، وَاحْتَمَلَ فِي ذَاتِ اللَّهِ كُلَّمَا عَجَزَ الْخَلْقُ أَجْمَعُونَ عَنِ احْتِمَالِ مِثْلِهِ أَوْ بَعْضِهِ ، أَخَذَ بِعِنَانِ الْحَقِّ صَابِرًا عَلَى وَعْرِ الطَّرِيقِ وَخُشُونَةِ الْمَسْلَكِ ، مُنْفَرِدًا بِالْوَحْدَةِ ، عَاضًّا عَلَى لِجَامِ الصَّوَابِ ، جَوَّادًا لِمَحْبُوبِ الْعَافِيَةِ لأَهْلِهَا ، إِذْ كَانُوا لا يَصِلُونَ إِلَيْهَا إِلا بِفِرَاقِ السُّنَّةِ ، فَحَالَفَ الْوَحْشَةَ ، وَأَنِسَ بِالْوَحْدَةِ ، فَمَضَى عَلَى سُنَّتِهِ عَلَى مُعَانَقَةِ الْحَقِّ غَيْرَ مُعَرِّجٍ عَنْهُ ، رَضِيَ بِالْحَقِّ صَاحِبًا ، وَقَرِينًا ، وَمُؤْنِسًا ، لا يُثْنِيهِ عَنْ ذَلِكَ خِلافُ مَنْ خَالَفَهُ ، وَلا عَدَاوَةُ مَنْ عَادَاهُ ، لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ ، لا يُزْعِجُهُ هَلَعٌ ، وَلا يَسْتَمِيلُهُ طَمَعٌ ، وَلا يُزِيغُهُ فَزَعٌ ، حَتَّى قَمَعَ بَاطِلَ الْخَلْقِ بِمَا صَبَّرَهُ عَلَيْهِ مِنَ الأَخْذِ بِعِنَانِ الْحَقِّ ، لا يَسْتَكْثِرُ لِلَّهِ الْكَثِيرَ ، وَلا يَرْضَى لَهُ مِنْ نَفْسِهِ بِالْقَلِيلِ ، صَابِرًا مُحْتَسِبًا ، غَيْرَ مُدْبِرٍ ، مُعَانِقًا لَعِلْمِ الْهُدَى ، غَيْرَ تَارِكٍ لَهُ ، حَتَّى أَوْرَى زِنَادَ الْحَقِّ ، فَاسْتَضَاءَ بِهِ أَهْلُ السُّنَّةِ فَاتَّبَعُوهُ ، وَكَشَفَ عَوْرَاتِ الْبِدَعِ ، وَحَذَّرَ مِنْ أَهْلِهَا ، فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ حَتَّى رَجَعُوا إِلَى قَوْلِهِ طَوْعًا وَكَرْهًا ، فَدَخَلُوا فِي الْبَابِ الَّذِي خَرَجُوا مِنْهُ ، وَعَادُوا لِلْحَقِّ الَّذِي رَغِبُوا عَنْهُ ، وَاعْتَرَفُوا لَهُ بِفَضْلِ مَا فَضَّلُهُ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ ، فَأَقَرُّوا لَهُ بِالإِذْعَانِ ، وَسَمِعُوا لَهُ وَأَطَاعُوا ، إِذْ كَانَ أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ ، وَأَنْظَرَهُمْ لِخَلْقِهِ ، وَأَدَلَّهُمْ عَلَى سُبُلِ النَّجَاةِ ، وَأَمْنَعَهُمْ لِمَوَاقِعِ الْهَلَكَةِ ، فَبَيْنَا الْخَلْقُ بِضِيَائِهِ مُسْتَتِرُونَ ، يُحْصِي لَهُمُ الْحَقَّ ، وَيَنْفِي عَنْهُمُ الْبَاطِلَ ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ ، إِذْ أَتَاهُ أَمْرٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَتَى مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَأَهْلِ طَاعَتِهِ ، وَاسْتَأَثْرَ اللَّهُ بِهِ ، وَنَقَلَهُ إِلَى مَا عِنْدِهِ ، فَتَحَيَّرَتْ مِنْ بَعْدِهِ الأَدِلاءُ ، وَتَاهَ الْجَاهِلُونَ فِي سَكَرَاتِ الْخَطَأِ ، فَكَانَ خَلْفَهُ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ مَنْ أَقَامَ نَفْسَهُ مِنْ بَعْدِهِ ذَلِكَ الْمَقَامَ ، مُنْتَصِبًا لِمَذَاهِبِهِ ، ذَابًّا عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ ، مُتَشَدِّدًا عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ فِي حَقَائِقِ الأُمُورِ ، لا يَنْعَرِجُ عَنْ مَذَاهِبِهِ ، وَلا يُدَنِّسُهُ طَمَعُ طَامِعٍ ، مُؤْنَسًا بِالْوَحْشَةِ ، مُنْفَرِدًا بِالْوَحْدَةِ ، صَابِرًا مُحْتَسِبًا ، مُبِينًا عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ ، مُشْفِقًا عَلَى أَهْلِ السُّنَّةِ ، لا يَفْزَعُهُ مَيْلُ مَنْ مَالَ إِلَى غَيْرِهِ ، لَمْ يَدْعُهُ طَمَعٌ إِلَى أَحَدٍ ، صَبَرَ عَلَى الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، وَاثِقًا بِمَوَاهِبِ اللَّهِ لَهُ مِنْ لُزُومِ أَصْحَابِهِ إِيَّاهُ ، قَامِعًا لأَهْلِ الْبِدَعِ ، مُحِبًّا لأَهْلِ الْوَرَعِ ، فَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ الْمَرُّوذِيِّ ، وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوَانُهُ ، فَقَدْ كَانَ وَفِيًّا لِصَاحِبِهِ ، مُشْفِقًا عَلَى أَصْحَابِهِ ، لَمْ تَرَ مِثْلَهُ الْعُيُونُ ، فَجَزَاهُ اللَّهُ مِنْ صَاحِبٍ وَأُسْتَاذٍ خَيْرًا ، فَأُلْزِمُوا مِنَ الأَمْرِ مَا تَوَفَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَأَبَا بَكْرٍ الْمَرُّوذِيَّ ، فَإِنَّهُ الدِّينُ الْوَاضِحُ ، وَكُلُّ مَا أَحْدَثَ هَؤُلاءِ فَبِدْعَةٌ وَضَلالَةٌ ، فَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا ، وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ، وَعَلَيْكُمْ بِلُزُومِ السُّنَّةِ ، وَتَرْكِ الْبِدَعِ وَأَهْلِهَا ، فَقَدْ كَانَ أَحْدَثَ هَذَا التِّرْمِذِيُّ الْمُبْتَدِعُ بِبَلَدِنَا مَا اتَّصَلَ بِنَا أَنَّهُ حَدَثَ بِبَلَدِكُمْ ، وَهَذَا أَمْرٌ قَدْ كَانَ اضْمَحَلَّ وَأَخْمَلَهُ اللَّهُ ، وَأَخْمَلَ أَهْلَهُ وَقَائِلَهُ ، وَلَيْسَ بِمَوْجُودٍ فِي النَّاسِ ، قَدْ سُلِبَ عَقْلُهُ ، أَخْزَاهُ اللَّهُ وَأَخْزَى أَشْيَاعَهُ ، وَقَدْ كَانَ الشُّيُوخُ سُئِلُوا عَنْهُ فِي حَيَاةِ أَبِي بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ وُمَحَدِّثِي بَغْدَادَ وَالْكُوفَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، فَلَمْ يَكُنْ مِنْهُمْ أَحَدٌ إِلا أَنْكَرَهُ ، وَكَرِهَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَتَبْنَا بِهِ إِلَيْكُمْ لِتَقِفُوا عَلَيْهِ ، فَأَمَّا مَا قَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ عِنْدَ سُؤَالِهِمْ إِيَّاهُ عَنْهُ وَرَدِّهِ حَدِيثَ مُجَاهِدٍ : ذَكَرَ أَنَّ هَذَا التِّرْمِذِيَّ الَّذِي رَدَّ حَدِيثِ مُجَاهِدٍ مَا رَآهُ قَطُّ عِنْدَ مُحَدِّثٍ ، وَلا يَعْرِفُهُ بِالطَّلَبِ ، وَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لا يُنْكِرْهُ إِلا مُبْتَدِعٌ جَهْمِيُّ ، فَنَحْنُ نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِيَةَ مِنْ بِدْعَتِهِ وَضَلالَتِهِ ، فَمَا أَعْظَمَ مَا جَاءَ بِهِ هَذَا مِنَ الضَّلالَةِ وَالْبِدَعِ ، عَمَدَ إِلَى حَدِيثٍ فِيهِ فَضِيلَةٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرَادَ أَنْ يُزِيلَهُ وَيَتَكَلَّمُ فِي مَنْ رَوَاهُ ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ، لا يَضُرُّهُمُ مَنْ نَاوَأَهُمْ . وَنَحْنُ نَحْذِرُ عَنْ هَذَا الرَّجُلِ أَنْ تَسْتَمِعُوا مِنْهُ ، وَمِمَّنْ قَالَ بِقَوْلِهِ ، أَوْ تُصَدِّقُوهُمْ فِي شَيْءٍ ، فَإِنَّ السُّنَّةَ عِنْدَنَا إِحْيَاءُ ذِكْرِ هَذَا الْحَدِيثِ ، وَمَا أَشْبَهَهُ مِمَّا تَرُدُّهُ الْجَهْمِيَّةُ " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.