حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ لِرَوْحِ بْنِ زِنْبَاعٍ : يَا أَبَا زُرْعَةَ ، قَدْ غَلَبَنِي الْوَلِيدُ بِاللَّحْنِ ، وَسَأُظْهِرُ الْعَشِيَّةَ كَآبَةً ، فَسَلْنِي عَنْهَا ، وَدَعْنِي وَالْوَلِيدَ . " فَلَمَّا أُذِّنَ بِالْعِشَاءِ أَظْهَرَ كَآبَةً وَعِنْدَهُ الْوَلِيدُ ، وَسُلَيْمَانُ ، وَرَوْحٌ ، فَقَالَ لَهُ رَوْحٌ : مَا هَذِهِ الْكَآبَةُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَا يَسُوءُكَ اللَّهُ ، وَلَا يُرِيكَ مَكْرُوهًا ؟ . قَالَ : ذَكَرْتُ مَا فِي عُنُقِي مِنْ أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَإِلَى مَنْ أُصَيِّرُ أَمْرَهَا بَعْدِي . فَقَالَ لَهُ رَوْحٌ : يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَيْنَ أَنْتَ عَنِ الْوَلِيدِ سَيِّدِ شَبَابِ الْعَرَبِ ؟ قَالَ : يَا أَبَا زُرْعَةَ ، لَا يَنْبَغِي أَنْ يَلِيَ الْعَرَبَ إِلَّا مَنْ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِهَا . فَقَامَ الْوَلِيدُ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ ، وَجَمَعَ إِلَيْهِ أَصْحَابَ النَّحْوِ ، فَأَقَامَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ مَعَهُمْ ، وَخَرَجَ يَوْمَ خَرَجَ وَهُوَ أَجْهَلُ بِالنَّحْوِ مِنْهُ يَوْمَ دَخَلَ . فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ : قَدِ اجْتَهَدَ وَأَعْذَرَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |