حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، قَالَ : دَخَلَ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْقَيْسِيُّ عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بَعْدَ وَفَاةِ الْحَجَّاجِ ، وَكَانَ يَزِيدُ دَمِيمًا قَصِيرًا ، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ : مَا جَاءَ بِكَ ؟ مَنِ اسْتَكْتَبَكَ ؟ وَمَنْ قَلَّدَكَ ؟ قَبَّحَكَ اللَّهُ ! فَقَالَ لَهُ يَزِيدُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، " نَظَرْتَ إِلَيَّ وَقَدْ أَدْبَرَ أَمْرِي فَصَغُرَ فِي عَيْنِكَ مَا عَظُمَ فِي عَيْنِ غَيْرِكَ . فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ : أَتَرَى صَاحِبَكَ يَهْوِي بَعْدُ فِي النَّارِ ، أَمْ قَدِ اسْتَقَرَّ ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : إِنَّهُ يُحْشَرُ غَدًا بَيْنَ أَبِيكَ وَأَخِيكَ ، فَضَعْهُمَا حَيْثُ شِئْتَ . قَالَ : ثُمَّ كَشَفَهُ سُلَيْمَانُ فَلَمْ يَجِدْ عَلَيْهِ خِيَانَةً ، دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا ، فَهَمَّ بِاسْتِكْتَابِهِ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : أُنْشِدُكَ اللَّهَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ تُحْيِيَ ذِكْرَ الْحَجَّاجِ بِاسْتِكْتَابِكَ كَاتِبَهُ . فَقَالَ : يَا أَبَا حَفْصٍ ، إِنِّي كَشَفْتُهُ فَلَمْ أَجِدْ عَلَيْهِ خِيَانَةً . فَقَالَ عُمَرُ : أَنَا أُوجِدُكَ مَنْ هُوَ أَعَفُّ عَنِ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ مِنْهُ . فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ : وَمَنْ هَذَا ؟ قَالَ : إِبْلِيسُ ، مَا مَسَّ دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا بِيَدِهِ ، وَقَدْ أَهْلَكَ هَذَا الْخَلْقَ . فَتَرَكَهُ سُلَيْمَانُ " .