سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، بِالرَّمْلَةِ ، وَهُوَ نَازِلٌ فِي فُنْدُقِ الرُّهْبَانِ ، وَقَدْ وَجَّهَهُ الْمُوَفَّقُ إِلَى أَحْمَدَ بْنِ طُولُونَ وَقَدْ كَارَّهُ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ ، فَحَدَّثَهُمْ يَوْمَيْنِ ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ بِالْغَدَاةِ فِي وَقْتِ رُكُوبِهِ ، حَدَّثَهُمْ وَأَنَا حَاضِرٌ ، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى أَبُو الْحَارِثِ ، وَكَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ : يَا أَبَا الْفَضْلِ ، إِنَّ مَنْ حَضَرَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيثِ يُحِبُّونَ أَنْ يَعْرِفُوا مَا تَقُولُ ، وَمَا كَانَ رَأْيُ الشَّيْخِ ، يُرِيدُونَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، فِي التَّفْضِيلِ وَالْخِلَافَةِ . فَقَالَ : " نَعَمْ ، سَأَلْتُ أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، مَا تَقُولُ فِي التَّفْضِيلِ ؟ فَقَالَ : أَذْهَبُ فِيهِ إِلَى حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ ، وَأَذْهَبُ فِي الْخِلَافَةِ إِلَى حَدِيثِ سَفِينَةَ ، أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، لِأَنَّهُ قَدْ تَسَمَّى بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَهْلُ بَدْرٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَوَافِرُونَ يَدْعُونَهُ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ . فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَهْ ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَخْرُجُ عَلَى الْأُمَّةِ بِسَيْفِهِ وَيُسَمَّى بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَجُوزُ ذَلِكَ لَهُ ؟ فَقَالَ لِي : يَا بُنَيَّ أَتَجْعَلُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَالْخَوَارِجِ ؟ وَأَهْلَ بَدْرٍ كَسَائِرِ النَّاسِ ؟ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْغُلُوِّ ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْغُلُوِّ ، يُرَدِّدُهَا ثَلَاثًا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |