وَبِهِ وَبِهِ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ : " أَنَّ مَلِكًا مِنْ مُلُوكِ أَهْلِ دِمَشْقَ ، يُقَالُ لَهُ : هَدَّادُ بْنُ هَدِّادٍ ، صَنَعَ طَعَامًا وَدَعَا إِلَيْهِ النَّاسَ ، وَكَانَ فِيمَنْ دَعَا عِيسَى الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَحَوَارِيِّيهِ ، فَقَالَ الْمَسِيحُ لِحَوَارِيِّيهِ لَا تَذْهَبُوا ، وَخَرَجَ بِهِمْ فَأَتَى بِهِمْ شَاطِئَ بَرَدَى ، فَأَخْرَجُوا كِسَرًا لَهُمْ ، فَجَعَلُوا يَبِلُّونَهَا فِي الْمَاءِ وَيَأْكُلُونَ ، فَقَالَ الْمَسِيحُ : يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ عَجَبًا لِلْمُلُوكِ وَمَا أُوتُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا ! وَمَا يُصْنَعُ بِهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ! يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَطَحَ لَكُمُ الدُّنْيَا عَلَى وَجْهِهَا ، وَأَجْلَسَكُمْ عَلَى ظَهْرِهَا ، فَلَيْسَ يُشَارِكُكُمْ فِيهَا إِلَّا الشَّيَاطِينُ وَالْمُلُوكُ ، فَأَمَّا الشَّيَاطِينُ فَاسْتَعِينُوا عَلَيْهِمْ بِالصَّوْمِ وَالصَّلَاةِ ، وَأَمَّا الْمُلُوكُ فَدَعُوهُمْ وَالدُّنْيَا ، يَدَعُوكُمْ وَالْآخِرَةَ " .