حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، قَالَ : " كَانَتْ لِفَاطِمَةَ ابْنَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ امْرَأَةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ جَارِيَةٌ تُعْجِبُ عُمَرَ ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى مَا صَارَ إِلَيْهِ زَيَّنَتْهَا فَاطِمَةُ ، وَطَيَّبَتْهَا ، وبَعَثَتْ بِهَا إِلَيْهِ ، وَقَالَتْ : إِنِّي قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهَا تُعْجِبُكَ ، وَقَدْ وَهَبْتُهَا لَكَ ، فَتَنَاوَلْ مِنْهَا حَاجَتَكَ . فَلَمَّا جَاءَتْ قَال لَهَا عُمَرُ : اجْلِسِي يَا جَارِيَةُ ، فَوَاللَّهِ مَا شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا كَانَ أَعْجَبَ إِلَيَّ مِنْكِ أَنْ أَنَالَهُ ، فَأَخْبِرِينِي بِقِصَّتِكِ ، وَمَا كَانَ سَبَبُكِ . قَالَتْ : كُنْتُ مِنَ الْبَرْبَرِ ، جَنَى أَبِي جِنَايَةً ، فَهَرَبَ مِنْ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ عَامِلِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ ، فَأَخَذَنِي مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ ، فَبَعَثَ بِي إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَوَهَبَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ لِفَاطِمَةَ ، فَبَعَثَتْ بِي فَاطِمَةُ إِلَيْكَ . فَقَالَ عُمَرُ : كِدْنَا وَاللَّهِ نُفْتَضَحُ . فَجَهَّزَهَا ، وَبَعَثَ بِهَا إِلَى أَهْلِهَا " .