ذكر من فتنة النساء عن طاعة الله تعالى وعظيم غلبة الشهوة


تفسير

رقم الحديث : 211

وَرُوِيَ عَنْ وَرُوِيَ عَنْ جُوَيْبِرٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا رَفَعَ إِدْرِيسَ مَكَانًا عَلِيًّا ، قَالَ بَعْضُهُمْ : مَاتَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، وَقُبِرَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَمَّا رُفِعَ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، قَالَتِ الْمَلائِكَةُ : مَا بَالُ هَذَا الْخَاطِئِ بَيْنَ الْمَلائِكَةِ الَّذِينَ لَمْ يُخَالِطُوا الأَدْنَاسَ وَالذُّنُوبَ ؟ ! فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنَّكُمْ عَيَّرْتُمْ بَنِي آدَمَ بِالذُّنُوبِ ، وَزَعَمْتُمْ : مَا بَالُ هَذَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ ! فَانْتَخِبُوا عَشَرَةً مِنْ أَفَاضِلِكُمْ . فَفَعَلُوا ، ثُمَّ قَالَ : انْتَخِبُوا ثَلاثَةً مِنْ أَفَاضِلِكُمْ . فَفَعَلُوا ، فَانْتَخَبُوا عِزًّا وَعُزَيًّا وَعِزْرَائِيلُ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنِّي أُهْبِطُكُمْ إِلَى الأَرْضِ فَتَكُونُونَ حُكَّامًا ، فَتَقْضُونَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ ، وَتُخَالِطُونَهُمْ فِي الْمَأْكَلِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلْبَسِ ، وَأَجْعَلُ فِيكُمُ اللَّذَّاتِ ، وَالشَّهَوَاتِ ، وَأُوصِيكُمْ بِوَصَايَا . قَالُوا : نَفْعَلُ . قَالَ : أُوصِيكُمْ أَنْ تَعَبُدُونِي ، وَتُقِيمُوا الْحَقَّ ، وَتَعْدِلُوا بَيْنَ النَّاسِ ، وَأَنْهَاكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا ، وَإِيَّاكُمْ وَقَتْلَ النَّفْسِ الْحَرَامِ ، وَالزِّنَا ، وَشُرْبَ الْخَمْرِ . ثُمَّ أُهْبِطُوا إِلَى الأَرْضِ ، فَخَالَطُوا النَّاسَ فِي الْمَطْعَمِ ، وَالْمَشْرَبِ ، وَاللِّبَاسِ ، وَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ مَذَاكِيرُ ، وَجَعَلَ فِيهِمْ شَهْوَةً كَشَهْوَةِ بَنِي آدَمَ ، فَكَانُوا يَقْضُونَ بِالنَّهَارِ ، وَيَرْتَفِعُونَ بِاللَّيْلِ إِلَى السَّمَاءِ ، فَإِذَا رُفِعُوا إِلَى السَّمَاءِ كَانُوا فِي حَدِّ الْمَلائِكَةِ وَمَا جُبِلُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا هَبَطُوا إِلَى الأَرْضِ كَانُوا فِي حَدِّ بَنِي آدَمَ وَطَبَائِعِهِمْ ، فَلَمَّا رَأَى عِزًّا ذَلِكَ وَعَرَفَ أَنَّهَا الْفِتْنَةُ ، وَعَلِمَ أَنَّهُ لا طَاقَةَ لَهُ بِذَلِكَ اسْتَغْفَرَ رَبَّهُ ، وَاسْتَقَالَهُ فَأَقَالَهُ ، وَبَقِيَ عُزَيًّا وَعِزْرَائِيلُ ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَ الأَمْرِ ، وَالآخَرُ صَاحِبَ الْقَضَاءِ ، يَقْضِيَانِ فِي الأَرْضِ بِالنَّهَارِ ، وَيَرْتَفِعَانِ بِاللَّيْلِ ، حَتَّى جَاءَتْ إِلَيْهِمَا امْرَأَةٌ مِنْ أَجْمَلِ أَهْلِ زَمَانِهَا ، وَكَانَتْ تُسَمَّى بِالْعَرَبِيَّةِ الزَّهْرَةَ ، وَبِالْفَارِسِيَّةِ بِهَذَاخْتَ ، فَجَاءَتْ وَعَلَيْهَا قَبَاءٌ حَرِيرٌ ، وَقَدْ شَدَّتْ وَسَطَهَا بِمَنْطَقٍ مِنْ قَزْوٍ ، لَهَا ذَوَائِبُ تَبْلُغُ عَجِيزَتَهَا ، قَدْ جَاءَتْ تَشْكُو زَوْجَهَا ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِمَا وَرَأَيَاهَا وَسَمِعَا نَغَمَتَهَا فَتَنَتْهُمَا لِسَاعَتِهَا ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا شَأْنُهَا ، وَكَتَمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ مَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ مِنْهَا ، ثُمَّ قَالا لَهَا : أَيْنَ مَنْزِلُكِ ؟ قَالَتْ : فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا . قَالا لَهَا : ارْجِعِي يَوْمَكِ حَتَّى نَنْظُرَ فِي أَمْرِكِ ، فَلَمَّا قَامَا مِنْ مَجْلِسِهِمَا مِنْ يَوْمِهِمَا ذَهَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ دُونِ صَاحِبِهِ إِلَى مَنْزِلِهَا ، فَاتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى الْبَابِ ، فَأَخْبَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِالَّذِي وَقَعَ فِي نَفْسِهِ مِنْهَا ، فَاسْتَأْذَنَا عَلَيْهَا فَأَذِنَتْ لَهُمَا ، ثُمَّ أَرَادَاهَا ، فَقَالَتْ : لا يَسْتَقِيمُ فِي دِينِنَا هَذَا ، وَأَنْتُمَا عَلَى غَيْرِ دِينِي وَمِلَّتِي ، فَإِنْ أَرَدْتُمَا ذَلِكَ فَادْخُلا فِي دِينِي ، وَاسْجُدَا لِصَنَمِي . فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ هَذَا الشِّرْكُ ، وَإِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ . قَالَتْ : فَإِنْ أَبَيْتُمَا ذَلِكَ فَعِنْدِي جَارِيَتِي أُزَيِّنُهَا بِزِينَتِي ، وَأُطَيِّبُهَا بِطِيبِي ، وَأُحَلِّيهَا بِحِلْيَتِي ، وَأُلْبِسُهَا ثِيَابِي ، فَشَأْنَكُمَا بِهَا . قَالا : إِيَّاكِ أَرَدْنَا . قَالَتْ : أَمَّا إِذَا أَبَيْتُمَا ذَلِكَ فَاشْرَبَا لِي خَمْرًا . قَالا : هَذَا أَهْوَنُ . فَقَالَتْ لِجَارِيَتِهَا : ائْتِينِي بِخَمْرَةٍ حَمْرَاءَ وَخُمْرَةٍ بَيْضَاءَ ، فَإِذَا أُطْعِمَا فَأَمَرْتُكِ أَنْ تَسْقِيَهُمَا ، فَأَخْرِجِي الْخَمْرَةَ الْحَمْرَاءَ فَامْزُجِيهَا بِالْخُمْرَةِ الْبَيْضَاءِ فَاسْقِيهِمَا . فَفَعَلَتْ ، فَلَمَّا شَرِبَا طَابَتْ لَهُمَا ، قَالا لَهَا : زِيدِينَا . فَزَادَتْهُمَا ، ثُمَّ اسْتَزَادَا ، فَزَادَتْهُمَا ، ثُمَّ اسْتَزَادَا ، فَزَادَتْهُمَا فَسَكِرَا ، فَلَمَّا سَكِرَا رَاوَدَاهَا عَنْ نَفْسِهَا ، فَقَالَتْ : لا ، دُونَ أَنْ تَسْجُدَا لِصَنَمِي . فَسَجَدَا لِصَنَمِهَا ، وَقَالا لَهَا : أَمْكِنِينَا الآنَ مِنْ نَفْسِكِ . وَدَخَلَ عَلَيْهَا سَائِلٌ ، فَقَالَتْ : إِنَّ هَذَا السَّائِلَ سَيُذِيعُ عَلَيْنَا ، قُومَا فَاقْتُلاهُ . فَقَامَا فَقَتَلاهُ ، وَقَالا : أَمْكِنِينَا مِنْ نَفْسِكِ . قَالَتْ : نَعَمْ ، وَلَكِنْ عَلِّمَانِيَ الاسْمَ الَّذِي تَصْعَدَانِ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، فَعَلَّمَاهَا ، فَتَكَلَّمَتْ فَارْتَفَعَتْ فِي الْهَوَاءِ ، فَلَمْ تَبْلُغْ حَتَّى مَسَخَهَا اللَّهُ كَوْكَبًا " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

Whoops, looks like something went wrong.