حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْوَاسِطِيُّ النَّحْوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ تَغْلِبَ يُدْعَى زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو ، وَقَالَ : " كَانَ فِينَا رَجُلٌ لَهُ ابْنَةٌ شَابَّةٌ جَمِيلَةٌ ، وَكَانَ لَهُ ابْنُ أَخٍ يَهْوَاهَا وَتَهْوَاهُ ، فَمَكَثَ بِذَاكَ دَهْرًا ، ثُمَّ إِنَّ الْجَارِيَةَ خَطَبَهَا بَعْضُ الأَشْرَافِ فَأَرْغَبَ فِي الْمَهْرَ ، فَأَنْعَمَ أَبُو الْجَارِيَةِ ، وَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ لِلْخِطْبَةِ ، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ لأُمِّهَا : يَا أُمِّي ، فَمَا يَمْنَعُ أَبِي أَنْ يُزَوِّجَنِي مِنَ ابْنِ عَمِّي ؟ ! قَالَتْ : أَمْرٌ كَانَ مَقْضِيًّا ، قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا أَحْسَنَ ، رَبَّاهُ صَغِيرًا ، ثُمَّ يَدَعُهُ كَبِيرًا ، ثُمَّ قَالَتْ : أَيْ أُمِّي ، إِنِّي وَاللَّهِ حَامِلٌ ، فَاكْتُمِي إِنْ شِئْتِ أَوْ بُوحِي ، فَأَرْسَلَتِ الأُمُّ إِلَى الأَبِ فَخَبَّرَتْهُ ، فَقَالَ : اكْتُمِي هَذَا الأَمْرَ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْقَوْمِ ، فَقَالَ : يَا هَؤُلاءِ ، إِنِّي كُنْتُ قَدْ أَجَبْتُكُمْ ، إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ رَجَوْتُ فِيهِ الأَجْرَ ، وَأَنَا أَشْهَدُ أَنَّى قَدْ زَوَّجْتُ ابْنَتِي فُلانَةَ ابْنَ أَخِي فُلانًا ، فَلَمَّا انْقَضَى ذَلِكَ ، قَالَ الشَّيْخُ : أَدْخِلُوهَا عَلَيْهِ ، فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ : هِيَ بِالرَّحْمَنِ كَافِرَةٌ ، إِنْ دَخَلَ عَلَيْهَا سَنَةً أَوْ يَتَبَيَّنُ حَمْلُهَا ، قَالَ : فَمَا دَخَلَ بِهَا إِلا بَعْدَ حَوْلٍ ، فَعَلِمَ أَهْلُهَا أَنَّهَا احْتَالَتْ عَلَى أَبِيهَا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |