باب ذكر الاية الحادية والعشرين من هذه السورة


تفسير

رقم الحديث : 127

حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يوسُفَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّهُ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَهَيَ حَائِضٌ , فَسَأَلَ عُمَرُ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا ثُمَّ لِيُمْسِكْهَا حَتَّى تَطْهُرَ ثُمَّ تَحِيضَ ثُمَّ تَطْهُرَ ثُمَّ إِنْ شَاءَ أَمْسَكَ بَعْدُ وَإِنْ شَاءَ طَلَّقَ قَبْلَ أَنْ يَمَسَّ , فَتِلْكَ الْعِدَّةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُطَلَّقَ لَهَا النِّسَاءُ " . قَالَ الْمُحْتَجُّ : فَتِلْكَ إِشَارَةٌ إِلَى الطُّهْرِ . وَفِي حَدِيثِ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : وَتَلا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , " فَطَلِّقُوهُنَّ فِي قُبُلِ عِدَّتِهِنَّ " , قَالَ : " فَقُبُلُ عِدَّتِهِنَّ َهُوَ الطُّهْرُ " . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَمُخَالِفُهُ يُحْتَجُّ عَلَيْهِ بِالْحَدِيثِ بِعَيْنِهِ وَسَيَأْتِي ذَلِكَ , وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ بِأَنَّهُ مِنْ قَرَيْتُ الْمَاءَ أَيْ حَبَسْتُهُ , فَكَذَا الْقُرْءُ هُوَ احْتِبَاسُ الْحَيْضِ , وَهَذَا غَلَطٌ بَيِّنٌ لأَنَّ قَرَيْتُ الْمَاءَ غَيْرُ مَهْمُوزٍ وَهَذَا مَهْمُوزٌ فَاللُّغَةُ تَمْنَعُ أَخْذَ هَذَا مِنْ هَذَا وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ بِأَنَّ الآيَةَ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ سورة البقرة آية 228 بِالتَّاءِ فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ لِلطُّهْرِ لأَنَّ الطُّهْرَ مُذَكَّرٌ وَعَدَدُ الْمُذَكَّرِ يَدْخُلُ فِيهِ التَّاءُ وَلَوْ كَانَ لِلْحَيْضَةِ لَقِيلَ ثَلاثٌ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَهَذَا غَلَطٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ لأَنَّ الشَّيْءَ يَكُونُ لَهُ اسْمَانِ مُذَكَّرٌ وَمُؤَنَّثٌ فَإِذَا جِئْتَ بِالْمُؤَنَّثِ أَنَّثْتَهُ , وَإِذَا جِئْتَ بِالْمُذَكَّرِ ذَكَّرْتَهُ , كَمَا تَقُولُ رَأَيْتُ ثَلاثَ أَدْوُرٍ وَرَأَيْتُ ثَلاثَةَ مَنَازِلَ لأَنَّ الدَّارَ مُؤَنَّثَةٌ وَالْمُنْزِلُ مُذَكَّرٌ وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ وَأَمَّا احْتِجَاجُ الَّذِينَ قَالُوا الأَقْرَاءُ الْحَيْضُ فَبِشَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَمِنَ الإِجْمَاعِ وَمِنَ السُّنَّةِ وَمِنَ الْقِيَاسِ , قَالُوا : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ سورة الطلاق آية 4 فَجَعَلَ الْمَيْئُوسَ مِنْهُ الْمَحِيضَ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ هُوَ الْعِدَّةُ وَجَعَلَ الْعِوَضَ مِنْهُ الأَشْهُرَ إِذَا كَانَ مَعْدُومًا وَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ سورة الطلاق آية 1 وَبَيَّنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مَعْنَى فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ سورة الطلاق آية 1 أَنْ تُطَلَّقَ فِي طُهْرٍ لَمْ تُجَامَعْ فِيهِ وَلا يَخْلُو " لِعِدَّتِهِنَّ " مِنْ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ لَيَعْتَدِدْنَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَوْ يَكُونُ لِلْحَالِ أَوِ الْمَاضِي ، وَمُحَالٌ أَنْ تَكُونَ الْعِدَّةُ قَبْلَ الطَّلاقِ أَوْ أَنْ يُطَلِّقَهَا فِي حَالِ عِدَّتِهَا فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ لِلْمُسْتَقْبَلِ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَالطُّهْرُ كُلُّهُ جَائِزٌ أَنْ يُطَلَّقَ فِيهِ وَلَيْسَ بَعْدَ الطُّهْرِ إِلا الْحَيْضُ وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ سورة البقرة آية 228 وَقَالُوا : فَإِذَا طَلَّقَهَا فِي الطُّهْرِ ثُمَّ احْتَسَبَتْ بِهِ قُرْءًا فَلَمْ تَعْتَدَّ إِلا قُرْئَيْنِ وَشَيْئًا وَلَيْسَ هَكَذَا نَصُّ الْقُرْآنِ , وَقَدِ احْتَجَّ مُحْتَجٌّ فِي هَذَا فَقَالَ : التَّثْنِيَةُ جَمْعٌ وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ سورة البقرة آية 197 وَإِنَّمَا ذَلِكَ شَهْرَانِ وَأَيَّامٌ فَهَذَا الاحْتِجَاجُ غَلَطٌ لأَنَّهُ لَمْ يَقُلْ عَزَّ وَجَلَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ فَيَكُونُ مِثْلَ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ سورة البقرة آية 228 , وَإِنَّمَا هَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا سورة البقرة آية 234 فَلا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَقَلَّ مِنْهَا وَكَذَا فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ سورة البقرة آية 196 .

الرواه :

الأسم الرتبة
عُمَرُ بْنِ الْخَطَّابِ

صحابي

ابْنِ عُمَرَ

صحابي

نَافِعٍ

ثقة ثبت مشهور

مَالِكٌ

رأس المتقنين وكبير المتثبتين

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يوسُفَ

ثقة متقن من أثبت الناس في الموطأ

بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ

مقبول

Whoops, looks like something went wrong.