أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُقَاتِلٍ ، بِبَغْدَادَ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بِبَغْدَادَ , قَالا : أَخْبَرَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ الصَّرِيفِينِيُّ , أَخْبَرَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ , عَنْ دَاوُدَ بْنِ نُصَيْرٍ الطَّائِيِّ , عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ , عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمُرَ , قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا مَعَ صَاحِبٍ لِي بِمَدِينَةِ الرَّسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ أبَصرْنَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ , فَقُلْتُ لِصَاحِبِي : هَلْ لَك أَنْ نَأْتِيَهُ فَتَسْأَلَهُ عَنِ الْقَدَرِ ؟ قَالَ : نَعَمْ , فَقُلْتُ : دَعْنِي حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَسْأَلُهُ فَإِنَّهُ بِي أَعْرَفُ مِنْك بِكَ , قَالَ : فَانْتَهَيْنَا إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَسَلَّمْنَا عَلَيْهِ , ثُمَّ قَعَدْنَا إِلَيْهِ , فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّا نَتَقَلَّبُ فِي هَذِهِ الأَرْضِ , فَرُبَّمَا قَدِمْنَا الْبَلْدَةَ بِهَا قَوْمٌ يَقُولُونَ : لا قَدَرَ , فَمَا ترُدُّ عَلَيْهِمْ ؟ قَالَ : " أَبْلِغْهُمْ أَنِّي مِنْهُمْ بَرِيءٌ وَلَوْ أَنِّي وَجَدْتُ أَعْوَانًا لَجَاهَدْتُهُمْ " . ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا , قَالَ : " بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِهِ , إِذْ أَقْبَلَ شَابٌّ جَمِيلٌ أَبْيَضُ , حَسَنُ اللِّمَّةِ , طَيِّبُ الرِّيحِ , عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِياضٌ , فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ السَّلام عَلَيْكُمْ , فَرَدَّ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَرَدَدْنَا مَعَهُ , قَالَ : أَدْنُو يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ادْنُ , فَدَنَا دَنْوَةً أَوْ دَنْوَتَيْنِ , ثُمَّ قَامَ مُوَقِّرًا لَهُ , ثُمَّ قَالَ : أَدْنُو يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : ادْنُهْ , فَدَنَا حَتَّى أَلْصَقَ رُكْبَتَيْهِ بِرُكْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وقَالَ لَهُ : أَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ ؟ فَقَالَ : " الإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَلِقَائِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ، وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى " . فَقَالَ : صَدَقْتَ , فَتعَجِبْنَا مِنْ تَصْدِيقِهِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَوْلِهِ : صَدَقْتَ , كَأَنَّهُ يَعْلَمُ , قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ شَرَائِعِ الإِسْلامِ , مَا هِيَ ؟ قَالَ : " إِقَامُ الصَّلاةِ , وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ وَحَجُّ الْبَيْتِ وَصَوْمُ رَمَضَانَ وَالاغْتِسَالُ مِنَ الْجَنَابَةِ " . قَالَ : صَدَقْتَ , فَتعَجَّبْنَا لقَوْلِهِ صَدَقْتَ , قَالَ : فَأَخْبَرَنَي عَنِ الإِحْسَانِ ؟ قَالَ : " الإِحْسَانُ أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ كَأَنَّكَ تَرَاهُ , فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ , فَإِنَّهُ يَرَاكَ " . فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ , فَأَنْتَ مُحْسِنٌ , قَالَ : نَعَمْ صَدَقْتَ , قَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ مَتَى هِيَ ؟ قَالَ : " مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ المسَّائِلِ , وَلَكِنْ لَهَا أَشْرَاطٌ فَهِيَ مِنَ الْخَمْسِ الَّتِي اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِهَا " , فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ سورة لقمان آية 34 , قَالَ : صَدَقْتَ , ثُمَّ انْصَرَفَ ، وَنَحْنُ نَرَاهُ , فقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَلَيَّ بِالرَّجُلِ , فَقُمْنَا فِي أَثَرِهِ , فَمَا نَدْرِي , أَيْنَ تَوَجَّهَ ، وَلا رَأَيْنَا شَيْئًا فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : " هَذَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ مَعَالِمَ دِينِكُمْ , وَاللَّهِ مَا أَتَانِي فِي صُورَةٍ إِلا وَأَنَا أَعْرِفُهُ فِيهَا إِلا فِي هَذِهِ الصُّورَةِ " .