أخبرنا أَبُو جعفر أَحْمَد بْن عَبْد اللَّه بْن مسلم بْن قتيبة ، قَالَ : أخبرني أبي ، قَالَ : حدثني أَبُو حاتم سهل بْن مُحَمَّد السجستاني , قَالَ : كنت عند الأخفش سعيد بْن مسعده وعنده التوزي , فقال لي التوزي : ما صنعت فِي كتاب المذكر والمؤنث يا أبا حاتم ؟ قلت : قد جمعت منه شيئا ، قَالَ : فما تقول فِي الفردوس ؟ قلت : هو مذكر ، قَالَ : فإن اللَّه عز وجل يَقُولُ : الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ سورة المؤمنون آية 11 ، قلت : ذهب إلى معني الجنة فأنثه , كما قَالَ عز وجل : مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا سورة الأنعام آية 160 , فأنث والمثل مذكر ، لأنه ذهب إلى معنى الحسنات , قَالَ عمر بْن أبي ربيعة : فكان مجني دون من كنت أتقي ثلاث شخوص : كاعبان ومعصر فأنث والشخص مذكر ، لأنه ذهب إلى معني النساء , وأبان ذلك بقوله : كاعبان ومعصر , كما قَالَ الآخر : وإن كلابا هذه عشر أبطن وأنت بريء من قبائلها العشر فأنت والبطن مذكر ، لأنه ذهب إلى القبيلة . فقال لي : يا غافل ، الناس يقولون : نسألك الفردوس الأعلى ، فقلت : يا نائم , هذا حجتي ، لأن الأعلى من صفات الذكران , لأنه أفعل , ولو كان مؤنثا لقال العليا , كما تقول الأكبر والكبرى , والأصغر والصغرى . فسكت خجلا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |