سليم بن عتر التجيبي


تفسير

رقم الحديث : 58

حَدَّثَنَا عاصم بْن رازح بْن رجَب الخَولانيّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا محمد بْن حُمَيد بن هشام الرُّعَينيّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَسَن بْن مُعاوية النُّصيريّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابن أَبِي ليلى التُّجيبيّ ، عَنْ عَبْد الحَميد بْن حُميد الكاتب مولى خُزاعة ، عَنْ أبيه ، قَالَ : " كَانَ مُوسَى بْن نُصَير يكاتب عَبْد العزيز بن مَرْوان ، فلمَّا هلك عَبْد العزيز ولَّى عَبْدُ الملك عبد اللَّه بْن عَبْد الملك ، فلم يكاتبه مُوسَى وكاتب عَبْد الملك ، فكتب إِلَيْهِ عبد الله بْن عَبْد الملك : أمَّا بعد ، فإنَّك كنت من عَبْد العزيز وبِشر بين مِهَادَيْن تعلو عَن الحضيض مهودهما ، ويُدْفِئك دِثارهما حتى عَفا مَخبَرك ، وسمتْ بك نفسك فلا تحسبني كمَن كنتَ تخلبه وأعداء بيته ، وتقول اكفِياني أكفكما ، ولا كأضبع كنت تمينه بكهانتك ، وأَيم اللَّه لأَضعنَّ منك ما رفعا ، ولَأُقلّن منك ما كثَّرا ، فَضَحِّ رُوَيدًا ، فكأَن قد أصبحت سادمًا تَعضّ أناملك نادمًا والسلام . فكتب إِلَيْهِ مُوسَى بْن نُصَير : أمَّا بعد ، فقد قرأت كتابك ، وفهِمت ما وصفت فِيهِ من إِركاني إلى أَبَويك وعمّك ، ولَعَمري إن كنت لذلك أهلًا ، ولو خبرتَ منّي ما خبَرا لَما صغّرت منّي ما عظَّما ، ولا جهِلت من أمرنا ما علِما ، فكيف أتاه اللَّه لك ، فأمَّا انتقاصك لهما فهما لك ، وأنت منهما ولهما منك ناصر لو قَالَ وجد عليك مقالًا ، وكفاك جَزاء العاقّ ، فأمَّا ما نِلتَ من عِرْضي فذلك ، موهوب لحقّ أمير المؤمنين لا لك ، وأمَّا تهدُّدك إيَّاي بأنَّك واضع مني ما رفعا فليس ذَلكَ بيدك ، فأرعُد وأَبرُق لغيري ، وأمَّا ما ذكرت ممَّا كنتُ آتي بِهِ عمَّك عَبْد العزيز فَلَعمري إِني ممَّا نسبتني إِلَيْهِ من الكهانة لبعيد ، وإنّي من غيرها من العِلم لقريب ، فعلى رِسلك ، فكأنَّك قد أظلَّك البدر الطالع ، والسيف القاطع ، والشِّهاب الساطع ، فقد تمَّ لها وتَّمت لَهُ ، ثمَّ بعث إليك الأعرابيّ الحِلف الجافي فلم تشعُر بِهِ حتَّى يحلّ بعقْوتك فيسلبك سُلطانك ، فلا يعود إليك ولا تعود إِلَيْهِ فيومئذٍ تعلَم أكاهن أمْ عالمٌ ، وتُوقن أيّنا النادم السادم ، والسلام . فلمَّا قرأَ عبد الله الكتاب كتب إلى عَبْد الملك كتابًا ، وأدرج كتاب مُوسَى فِيهِ ، فلم يصل الكتاب إلى عَبْد الملك حتى قُبِض ، ووقع الكتاب فِي يد الوَليد بعد أن عزل عبد الله عَنْ مِصر وولَّى قُرَّة بْن شَريك ، فلمَّا قرأه الوَليد استضحك ، ثمّ قَالَ : لله دَرّه إن كَانَ عنده لآثره من علمٍ ، ولقد كَانَ عبد الله غنيًّا أن يتعرّضه " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.