فحَدَّثَنِي عليّ بْن قُدَيد ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْد اللَّه بْن سَعِيد بْن عُفَير ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنِي القاسم بْن الْحَسَن بْن راشد : " أن يحيى بن حَنْظَلة مَولى بني سَهم نزَّه عبد الله بْن عَبْد الملك إلى مُنية لَهُ بالجِيزة ، فما رَأَى طعامًا كَانَ أكثر من طعامه ، إنَّ الرجُل من الجُند ليأخذ الخرُوف ما ينازعه أحد ، فلمَّا متع النهار أقبل قُرَّة بْن شَرِيك عَلَى أربعة من دَوابّ البَريد إحداهنَّ عليها الفُرانِق ، فنزل بباب المجد ، ونزل صاحباه ، فدخل فصلَّى عند القِبلة وتحوَّل ، فجلس صاحباه عَنْ يمينه ويَساره ، فأتاهم حرَس المسجد ، وكان لَهُ شُرَط يذبُّون عَنْهُ ، فقالوا : إِنَّ هذا مجلس الوالي ولكم فِي المسجد سَعَة قَالَ : وأين الوالي ؟ قَالُوا : فِي مَنْتَزَه . قَالَ : فادْعُ خليفته . فانطلق شُرَطيّ منهم إلى عبد الأعلى فأَعلمه ، فقال أصحابه : أَرْسِل إلهي يأْتِك صاغرًا . قَالَ : ما بعث إليَّ إلَّا وله عليَّ سلطان لسرِجوا . فركب حتى أتاه فسلَّم ، قَالَ : أنت خليفة الوالي ؟ قَالَ : نعم . قَالَ : انطلق فاطبع الدواوين وبيت المال . قال : إن كُنتَ والي خَراج ، فلسنا أصحابك ، قَالَ : ممَّن أَنت ؟ قَالَ : من فَهْم . فقال قُرَّة : لَنْ تَجِدَ الفهميّ إلَّا مُحافظًا عَلَى الخلق الأعلى وبالحقّ عالمًا : سَأُثْنِي عَلَى فَهْمٍ ثَنَاءً يَسُرُّهَا أُوَافِي بِهِ أَهْلَ القُرَى والمَوَاسِما فقال : السلام عليكم أيّها الأمير . وكتب إلى عبد الله بْن عَبْد الملك يُعلمه ، فأَتاه الخَبر وقد أُهديَت لَهُ جارية ، فبكى ولبِس خُفَّه قبل سراويله دهشًا " ، قَالَ : وكتب رجُل من قُرَيش إلى الوليد : عَجَبًا مَا عَجِبْتُ حِينَ أَتَانَا أَنْ قَدَ أمَّرْتَ قُرَّةَ بْنَ شَرِيكَ وَعَزَلْتَ الْفَتَى المُبَارَكَ عَنَّا ثمَّ فَيَّلْتَ فِيهِ رَأْيَ أَبِيكَ يعني بالمبارك هاهنا : الميشُوم . وقال عبد الله بْن الحجَّا الثَّعْلَبيّ : فَإِنَّ بِمِصْرَ عَبْدَ اللهِ يا شُؤْمَ عَبْدٍ كُلَّ ذِي عَظْمٍ هَشَم . فكانت ولاية عبد الله عليها عشرة أشهُر .
الأسم | الشهرة | الرتبة |