أخبرني ابن قُدَيد ، عَنْ يحيى بْن عثمان ، " أن الحارث خُوصم إِلَيْهِ وكيل السيِّدة فِي دار من دُورها ، فحكم عَلَى وكيلها بإخراج الدار من يده إلى خصمه ، فرفع ذَلكَ إلى العِراق ، فورد الكتاب إلى عُتبَة بْن إِسْحَاق . وذكر الفضل بْن مَرْوان ، أن الحارث بْن مِسكين لم يزَلْ معروفًا بالانحراف عَن السُّلطان ، والمباعَدة لأسبابه فِي أيَّام المأمون ، وأن أمير المؤمنين أيَّده اللَّه أمر أن يُكتَب إليك ما رفع الفَضْل بْن مَرْوان من ذَلكَ ، وأن يُعلَم الحارث أن مقام وُكَلاء أمير المؤمنين فِي ضِياعها ودُورها ومُستَغلَّاتها بِمصر مقام من يحوطها ، ويجبي أموالها ، ويأمر بردّ الدار التي كانت قبل عرضه فيها ، وترك النظَر فِي شيء ممَّا فِي أيدي وكلاء أمير المؤمنين من الضِّياع والدُّور ، وغَلَّات مِصر ، والاعتراض من حقوق أمير المؤمنين ، وتُؤمَر بالتقدّم إلى الحارث فِي ترك النظَر فِي شيء من تِلْكَ الضِّياع ، والتعرّض لما فِي أيدي الوكلاء منها ، ومنعه من ذَلكَ أن حاوله وكُتِبَت بما أمر بِهِ أمير المؤمنين فِي ذَلكَ ، وبمنع الحارث من تعدّيه وتجاوزه ، واعمَلْ بما أمر بِهِ أمير المؤمنين وانْتَهِ إِلَيْهِ ، وقِفْ عنده وتوقَّ مجاوزته ، والتقصير فيما أُمرت بِهِ . وكتب أحمد بْن الخَصِيب يوم الإثنين لخمسٍ خلونَ من ربيع الآخر سنة أربعين ومائتين " . قَالَ ابن عثمان ورُفع عَلَى الحارث ، أن رجُلًا شهِد عنده وقد حلق شعر رأسه ، فقال لَهُ : شاميّ أو عِراقيّ ؟ فقال لَهُ الشاهِد : بل كُوفيّ . فقال لَهُ الحارث : فاخبث وأكسر . ورُفع عَلَيْهِ أَنَّهُ شهِد عنده شاهد ، أن ابن أَبِي الليث أشهده ، فقال لَهُ : تذكر ابن أَبِي الليث فِي مجلِسي لا تعُدْ إليَّ فِي شهادة . ورُفع عَلَيْهِ ، أن قَالَ لسهل بْن سلَمة الأسوانيّ : قد عُدّلت عندي ولست أقبَل شهادتك لأنَّك عمِلت لابن أَبِي الليث . ورُفِع عَلَيْهِ ، أَنَّهُ قَالَ لسليمان بْن أَبِي نصر : لا أُجيز وصيَّة من أوصى إليك وقد صحّ عندي أنَّك كُنتَ تأتي ابن أَبِي الليث . وأخرج الوصيّة من يده .
الأسم | الشهرة | الرتبة |