باب المختلفات التي يوجد على ما يؤخذ منها دليل على غسل لقدمين ومسحهما


تفسير

رقم الحديث : 100

وَأَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ : " أَسْبِغِ الْوُضُوءَ يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " . قَالَ الشَّافِعِيُّ : فَلا يُجْزِئُ مُتَوَضِّئًا إِلا أَنْ يَغْسِلَ ظُهُورَ قَدَمَيْهِ ، وَبُطُونَهُمَا ، وَأَعْقَابَهُمَا ، وَكَعْبَيْهِ مَعًا ، قَالَ : وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى ظُهُورِ قَدَمَيْهِ ، وَرُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَشَّ عَلَى ظُهُورِهِمَا . وَأَحَدُ الْحَدِيثَيْنِ مِنْ وَجْهٍ صَالِحِ الإِسْنَادِ ، قَالَ : فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : فَلِمَ لا يُجْزِئُ مَسْحُ ظُهُورِ الْقَدَمَيْنِ أَوْ رَشُّهُمَا ، وَلا يَكُونُ مُضَادًّا لِحَدِيثِ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَسَلَ قَدَمَيْهِ ، كَمَا أَجْزَأَ الْمَسْحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ ، وَلَمْ يَكُنْ مُضَادًّا لِغَسْلِ الْقَدَمَيْنِ ؟ قِيلَ لَهُ : الْخُفَّانِ حَائِلانِ دُونَ الْقَدَمَيْنِ ، فَلا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : الْمَسْحُ عَلَيْهِمَا يُضَادُّ غَسْلَ الْقَدَمَيْنِ ، وَهُوَ غَيْرُهُمَا ، وَالَّذِي قَالَ : مَسْحُ أَوْ رَشُّ ظُهُورِ الْقَدَمَيْنِ ، فَقَدْ زَعَمَ أَنْ لَيْسَ بِوَاجِبٍ عَلَى الْمُتَوَضِّئِ غَسْلُ بَطْنِ الْقَدَمَيْنِ ، وَلا تَخْلِيلٌ بَيْنَ أَصَابِعِهِمَا ، وَلا غَسْلُ أَصَابِعِهِمَا ، وَلا غَسْلُ عَقِبَيْهِ ، وَلا كَعْبَيْهِ ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ " ، وَقَالَ : " وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ " ، وَلا يُقَالُ : وَيْلٌ لَهُمَا مِنَ النَّارِ إِلا وَغَسْلُهُمَا وَاجِبٌ لأَنَّ الْعَذَابَ إِنَّمَا يَكُونُ عَلَى تَرْكِ الْوَاجِبِ ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَعْمَى يَتَوَضَّأُ : " بَطْنَ الْقَدَمِ ، بَطْنَ الْقَدَمِ " ، فَجَعَلَ الأَعْمَى يَغْسِلُ بَطْنَ الْقَدَمِ وَلا يَسْمَعُ النَّبِيَّ ، فَسُمِّيَ : الْبَصِيرَ ، فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : فَمَا جَعَلَ هَذِهِ الأَحَادِيثَ أَوْلَى مِنْ حَدِيثِ مَسْحِ ظُهُورِ الْقَدَمَيْنِ وَرَشِّهِمَا ؟ قِيلَ : أَمَّا أَحَدُ الْحَدِيثَيْنِ فَلَيْسَ مِمَّا يُثْبِتُ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ لَوِ انْفَرَدَ ، وَأَمَّا الْحَدِيثُ الآخَرُ فَحَسَنُ الإِسْنَادِ ، وَلَوْ كَانَ مُنْفَرِدًا ثَبَتَ ، وَالَّذِي يُخَالِفُهُ أَكْثَرُ وَأَثْبَتُ مِنْهُ ، وَإِذَا كَانَ هَكَذَا كَانَ أَوْلَى ، وَمَعَ الَّذِي خَالَفَهُ ظَاهِرُ الْقُرْآنِ كَمَا وَصَفْتُ ، وَهُوَ قَوْلُ الأَكْثَرِ مِنَ الْعَامَّةِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَائِشَةَ

صحابي

أَبِي سَلَمَةَ

ثقة إمام مكثر

سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ

ثقة

مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ

صدوق حسن الحديث

سُفْيَانُ

ثقة حافظ حجة

Whoops, looks like something went wrong.