باب استقبال القبلة للغائط والبول


تفسير

رقم الحديث : 148

أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَجِيدِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ : تُوُفِّيَتِ ابْنَةٌ لِعُثْمَانَ بِمَكَّةَ ، فَجِئْنَا نَشْهَدُهَا ، وَحَضَرَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ ، وَابْنُ عُمَرَ ، فَقَالَ : " إِنِّي لَجَالِسٌ بَيْنَهُمَا ، جَلَسْتُ إِلَى أَحَدِهَمَا ثُمَّ جَاءَ الآخَرُ فَجَلَسَ إِلَيَّ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ : أَلا تَنْهَى عَنِ الْبُكَاءِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَدْ كَانَ عُمَرُ يَقُولُ بَعْضَ ذَلِكَ ، ثُمَّ حَدَّثَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، فَقَالَ : صَدَرْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ مِنْ مَكَّةَ ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ إِذَا بِرَكْبٍ تَحْتَ ظِلِّ شَجَرَةٍ ، قَالَ : اذْهَبْ فَانْظُرْ مَنْ هَؤُلاءِ الرَّكْبُ ، فَذَهَبْتُ ، فَإِذَا صُهَيْبٌ ، قَالَ : ادْعُهُ ، فَرَجَعْتُ إِلَى صُهَيْبٍ ، فَقُلْتُ : ارْتَحِلْ فَالْحَقْ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ سَمِعْتُ صُهَيْبًا يَبْكِي وَيَقُولُ : وَاأُخَيَّاهُ ، وَاصَاحِبَاهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : يَا صُهَيْبُ ، تَبْكِي عَلَيَّ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : " إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " ، قَالَ : فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ ، فَقَالَتْ : يَرْحَمُ اللَّهُ عُمَرَ ، لا وَاللَّهِ مَا حَدَّثَ رَسُولُ اللَّهِ : إِنَّ اللَّهَ يُعَذِّبُ الْمُؤْمِنَ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَزِيدُ الْكَافِرَ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ " ، وَقَالَتْ عَائِشَةُ : حَسْبُكُمُ الْقُرْآنُ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى سورة الأنعام آية 164 . قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ عِنْدَ ذَلِكَ : وَاللَّهُ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ، وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ : فَوَاللَّهِ مَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ مِنْ شَيْءٍ . قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَمَا رَوَتْ عَائِشَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ أَشْبَهُ أَنْ يَكُونَ مَحْفُوظًا عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِدَلالَةِ الْكِتَابِ ثُمَّ السُّنَّةِ ، فَإِنْ قِيلَ : فَأَيْنَ دَلالَةُ الْكِتَابِ ؟ قِيلَ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى سورة الأنعام آية 164 ، وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى سورة النجم آية 39 ، وَقَوْلِهِ : فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ { 7 } وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ سورة الزلزلة آية 7-8 ، وَقَوْلِهِ : لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى سورة طه آية 15 . قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : وَعَمْرَةُ ، أَحْفَظُ عَنْ عَائِشَةَ ، مِنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، وَحَدِيثُهَا أَشْبَهُ الْحَدِيثَيْنِ أَنْ يَكُونَ مَحْفُوظًا ، فَإِنْ كَانَ الْحَدِيثُ عَلَى غَيْرِ مَا رَوَى ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ : " إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا ، وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ فِي قَبْرِهَا " ، فَهُوَ وَاضِحٌ لا يَحْتَاجُ إِلَى تَفْسِيرٍ لأَنَّهَا تُعَذَّبُ بِالْكُفْرِ ، وَهَؤُلاءِ يَبْكُونَ وَلا يَدْرُونَ مَا هِيَ فِيهِ ، وَإِنْ كَانَ الْحَدِيثُ كَمَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ ، فَهُوَ صَحِيحٌ لأَنَّ عَلَى الْكَافِرِ عَذَابًا أَعْلَى ، فَإِنْ عُذِّبَ بِدُونِهِ ، فَزِيدَ فِي عَذَابِهِ ، فَبِمَا اسْتَوْجَبَ ، وَمَا نِيلَ مِنْ كَافِرٍ مِنْ عَذَابٍ أَدْنَى مِنْ أَعْلَى مِنْهُ ، وَمَا زِيدَ عَلَيْهِ مِنَ الْعَذَابِ فَبِاسْتِيجَابِهِ لا بِذَنْبِ غَيْرِهِ فِي بُكَائِهِ عَلَيْهِ ، فَإِنْ قِيلَ : يَزِيدُهُ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ ، قِيلَ : يَزِيدُهُ بِمَا اسْتَوْجَبَ بِعَمَلِهِ ، وَيَكُونُ بُكَاؤُهُمْ سَبَبًا ، لا أَنَّهُ يُعَذَّبُ بِبُكَائِهِمْ ، فَإِنْ قِيلَ : أَيْنَ دَلالَةُ السُّنَّةِ ؟ قِيلَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِرَجُلٍ : " ابْنُكَ هَذَا ؟ " ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : " أَمَا إِنَّهُ لا يَجْنِي عَلَيْكَ ، وَلا تَجْنِي عَلَيْهِ " ، فَأَعْلَمَ رَسُولُ اللَّهِ مِثْلَ مَا أَعْلَمَ اللَّهُ مِنْ أَنَّ جِنَايَةَ كُلِّ امْرِئٍ عَلَيْهِ كَمَا عَمَلُهُ لَهُ ، لا لِغَيْرِهِ وَلا عَلَيْهِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنُ عُمَرَ

صحابي

لِعَائِشَةَ

صحابي

ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ

ثقة

ابْنِ جُرَيْجٍ

ثقة

عُمَرُ

صحابي

ابْنُ عَبَّاسٍ

صحابي

عَبْدُ الْمَجِيدِ

صدوق يخطئ

Whoops, looks like something went wrong.