وَأَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ نَاجِيَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ زِيَادٍ الْهِلالِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ الْمَدِينِيِّ ، مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، قَالَ : " قَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةِ بْنِ رَبِيعَةَ لأَبِيهَا : يَا أَبَةُ إِنِّي قَدْ مَلَكْتُ أَمْرِي ، قَالَ : وَذَلِكَ حِينَ فَارَقَهَا الْفَاكِهُ بْنُ الْمُغِيرَةِ فَلا تُزَوِّجْنِي رَجُلا حَتَّى تَعْرِضَهُ عَلَيَّ ، قَالَ : ذَلِكَ لَكِ ؛ قَالَ : فَقَالَ لَهَا ذَاتَ يَوْمٍ : يَا بُنَيَّةُ قَدْ خَطَبَكِ رَجُلانِ مِنْ قَوْمِكِ وَلَسْتُ بِمُسَمٍّ لَكِ وَاحِدًا مِنْهُمَا حَتَّى أَصِفَهُ لَكِ ، أَمَّا الأَوَّلُ فَفِي الشَّرَفِ الصَّمِيمِ وَالْحَسَبِ الْكَرِيمِ تَخَالِينَ بِهِ هَوَجًا مِنْ غَفْلَتِهِ وَذَلِكَ أَسْجَاحٌ مِنْ شِيمَتِهِ ، حَسَنُ الصُّحْبَةِ ، سَرِيعُ الإِجَابَةِ ، إِنْ تَابَعْتِيهِ تَابَعَكِ وَإِنَّ مِلْتِ بِهِ كَانَ مَعَكِ ، تَقْضِينَ عَلَيْهِ فِي مَالِهِ وَتَكْتَفِينَ بِرَأْيِكَ عَنْ رَأْيِهِ ، وَأَمَّا الآخَرُ ففي الحسب والرأي الأريب بدر أرومته وعز عشيرته ، يؤدب أهله ولا يؤدبونه إن اتبعوه أسهل بهم ، وإن جابوه توعر بهم ، شديد الغيرة ، سريع الطير ، صعب حجاب القبة ، إن حاج فغير منزور ، وإن نوزع فغير مقصور ، قد بينت لك أمرهما كلاهما ، قَالَتْ لَهُ : أَمَّا الأَوَّلُ فَسَيِّدٌ مُطَاعٌ لِكَرِيمَتِهِ ، مَوَاتٌ لَهَا فِيمَا عَسَى إِنْ لَمْ تَعْتَصِمْ أَنْ تَلِينَ بَعْدَ إِبَائِها وَتَضِيعَ تَحْتَ خِبَائِهَا ، وَإِنْ جَاءَتْ لَهُ بِوَلَدٍ أَحْمَقَتْ ، فَإِنْ أَنْجَبَتْ فَعَنْ حُطَاءٍ أَنْجَبَتْ ، اطْوِ ذِكْرَ هَذَا عَنِّي ، فَلا تُسَمِّهِ لِي . وَأَمَّا الآخَرُ فبعل الحرة الكريمة إني لأخلاق هذا لواقعة ، وإني له لموافقة ، وإني لآخذ بأدب البعل مع لزومي لقبتي وقلة بلغتي ، وإن السليل بيني وبينه لحري أَنْ يَكُونَ الْمُدَافِعَ عَنْ حَرِيمِ عَشِيرَتِهِ الذَّائِدَ عَنْ كَتِيبَتِهَا الْمُحَامِي عَنْ حَفِيظَتِهَا الزَّائِنُ لأَرُومَتِهَا غَيْرَ مُوَاكِلٍ وَلا زَمِيلٍ عِنْدَ ضَعْضَعَةِ الْحَوَادِثِ فَمَنْ هُوَ ؟ ، قَالَ : ذَلِكَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ . قَالَتْ : زَوِّجْنِي مِنْهُ ، وَلا تُلْقِنِي إِلَيْهِ إِلْقَاءَ الْمُسْتَسْلِسِ السَّلِسِ وَلا تَسِمْهُ بِي سَوْمَ الْمُغَاطِسِ الضَّرِسِ ، وَاسْتَخِرِ اللَّهَ فِي السَّمَاءِ يَخِرْ لَكَ بِعِلْمِهِ فِي الْقَضَاءِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |