وَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ قَالَتْ : صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ وَكَانَ لا يَصْعَدُ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ إِلا يَوْمَ جُمُعَةٍ ، أَوْ كَمَا قَالَتْ ، فَاسْتَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ ، فَبَيْنَ قَائِمٍ وَجَالِسٍ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ : " أَنِ اجْلِسُوا ، فَإِنِّي لَمْ أَقُمْ مَقَامِي هَذَا لأَمْرٍ يُنَغِّصُكُمْ لِرَهْبَةٍ وَلا لِرَغْبَةٍ ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَتَانِي ، فَأَخْبَرَنِي خَبَرًا مَنَعَنِي الْقَيْلُولَةَ مِنَ الْفَرَحِ وَقُرَّةِ الْعَيْنِ ، أَلا إِنَّ بَنِي عَمٍّ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ رَكِبُوا فِي الْبَحْرِ ، أَخَذَتْهُمْ عَاصِفٌ فِي الْبَحْرِ ، فَأَلْجَأَتْهُمْ إِلَى جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ لا يَعْرِفُونَهَا ، فَقَعَدُوا ، وَقَالَ خَلَفٌ مَرَّةً أُخْرَى : فَرَكِبُوا فِي قَوَارِبِ السَّفِينَةِ ، ثُمَّ خَرَجُوا فَصَعِدُوا إِلَى الْجَزِيرَةِ ، فَإِذَا هُمْ بِشَيْءٍ أَسْوَدَ أَهْدَبَ ، كَثِيرِ الشَّعْرِ ، فَقَالُوا لَهَا : مَا أَنْتِ ؟ قَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ ، فَقَالُوا لَهَا : أَخْبِرِينَا عَنِ النَّاسِ ، فَقَالَتْ : مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ شَيْئًا ، وَلا سَائِلَتِكُمْ عَنْهُ ، وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الدَّيْرِ فَأْتُوهُ ، فَإِنَّ فِيهِ رَجُلا بِالأَشْوَاقِ إِلَى أَنْ يُخَابِرَكُمْ وَتُخَابِرُوهُ ، فَأَتَوْهُ فَاسْتَأْذَنُوا عَلَيْهِ ، فَدَخَلُوا ، فَإِذَا هُمْ بِشَيْخٍ مُوثَقٍ شَدِيدِ الْوَثَاقِ ، شَدِيدِ التَّشَكِّي ، مُظْهِرٍ لِلْحُزْنِ ، فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ نَبَأْتُمْ ؟ فَقَالُوا : مِنَ الشَّامِ قَالَ : فَمَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ ؟ قَالُوا : نَحْنُ قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ عَمَّ تَسْأَلُ ؟ قَالَ : مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ ؟ فَقَالُوا : خَيْرًا نَاوَأَهُ قَوْمُهُ ، فَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ ، فَأَمْرُهُمْ جَمِيعٌ ، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ ، وَنَبِيُّهُمْ وَاحِدٌ ، وَإِلَهُهُمْ وَاحِدٌ قَالَ : ذَلِكَ خَيْرٌ لَهُمْ ، فَقَالَ : مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ ؟ فَقَالُوا : يَشْرَبُونَ مِنْهَا لِشَفَتِهِمْ ، وَيَسْقُونَ مِنْهَا زُرُوعَهُمْ قَالَ : مَا فَعَلَ نَخْلٌ مَا بَيْنَ عُمَانَ وَبَيْسَانَ ؟ فَقَالُوا : يُطْعِمُ جَنَاهُ كُلَّ حِينٍ قَالَ : مَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ الطَّبَرِيَّةَ ؟ فَقَالُوا : يَدْفُقُ جَانِبَاهَا مِنْ كَثْرَةِ الْمَاءِ قَالَ : فَزَفَرَ عِنْدَ ذَلِكَ ثَلاثَ زَفَرَاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : إِنِ انْفَلَتُّ مِنْ وَثَاقِي هَذَا : لَمْ أَدَعْ أَرْضًا إِلا وَطِئْتُهَا بِرِجْلَيَّ هَاتَيْنِ ، إِلا طَيْبَةَ لَيْسَ لِي عَلَيْهَا سُلْطَانٌ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِلَى هَذَا انْتَهَى فَرَحِي ، هَذِهِ طَيْبَةُ يَعْنِي : الْمَدِينَةَ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا فِيهَا طَرِيقٌ وَاحِدٌ ، ضَيِّقٌ وَلا وَاسِعٌ ، سَهْلٌ وَلا جَبَلٌ إِلا وَعَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرٌ سَيْفَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ | فاطمة بنت قيس الفهرية | صحابية |
الشَّعْبِيِّ | عامر الشعبي / ولد في :20 | ثقة |
مُجَالِدٍ | مجالد بن سعيد الهمداني / ولد في :48 / توفي في :144 | ضعيف الحديث |
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ | إسماعيل بن أبي خالد البجلي | ثقة ثبت |
أَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ | عبد ربه بن نافع الكناني / توفي في :171 | ثقة |
خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ | خلف بن هشام البزار | ثقة |
أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ | أحمد بن يحيى الحلواني | ثقة |