وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ ، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ ، وَكَانَ لا يَصْعَدُ عَلَيْهِ إِلا يَوْمَ جُمُعَةٍ قَبْلَ ذَاكَ الْيَوْمِ ، فَاسْتَنْكَرَ النَّاسُ ذَلِكَ ، فَمِنْ بَيْنَ قَائِمٍ وَجَالِسٍ ، فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ بِيَدِهِ : أَنِ اجْلِسُوا فَقَالَ : " إِنِّي وَاللَّهِ مَا قُمْتُ مَقَامِي هَذَا بِأَمْرٍ يَنْهَمُكُمْ رَغْبَةً وَرَهْبَةً ، وَلَكِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي خَبَرًا مَنَعَ مِنِّي الْقَيْلُولَةَ مِنَ الْفَرَحِ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَنْشُرَ عَلَيْكُمْ فَرَحَ نَبِيِّكُمْ ، إِنَّ بَنِي عَمٍّ لِتَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَخَذَتْهُمْ عَاصِفَةٌ فِي الْبَحْرِ ، فَأَلْجَأَتْهُمُ الرِّيحُ إِلَى جَزِيرَةٍ لا يَعْرِفُونَهَا فَقَعَدُوا عَلَى قَوَارِبِ السَّفِينَةِ ، فَصَعِدُوا إِلَيْهَا فَإِذَا هُمْ بشَيْءٍ أَهْدَبَ أَسْوَدَ ، كَثِيرِ الشَّعْرِ فَقَالُوا : مَا أَنْتَ ؟ قَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ ، فَقَالُوا : أَخْبِرِينَا ، قَالَتْ : مَا أَنَا بِمُخْبِرَتِكُمْ وَلا سَائِلَتِكُمْ ، وَلَكِنْ هَذَا الدَّيْرُ قَدْ رَهِقْتُمُوهُ ، وَفِيهِ رَجُلٌ هُوَ بِالأَشْوَاقِ إِلَى أَنْ تُخْبِرُوهُ وَيُخْبِرَكُمْ ، فَعَمَدُوا حَتَّى أَتَوْهُ ، فَاسْتَأْذَنُوا ، فَإِذَا هُمْ بِشَيْخٍ مُوثَقٍ ، شَدِيدِ الْوَثَاقِ ، مُظْهِرِ الْحُزْنِ ، شَدِيدِ التَّشَكِّي ، فَقَالَ لَهُمْ : مِنْ أَيْنَ نَشَأْتُمْ ؟ قَالُوا مِنَ الشَّامِ قَالَ : مَا فَعَلَتِ الْعَرَبُ ؟ قَالُوا : نَحْنُ قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ ، عَمَّ تَسْأَلُ ؟ قَالَ : مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي خَرَجَ فِيكُمْ ؟ قَالُوا : خَيْرًا ، نَاوَأَهُ قَوْمٌ ، وَصَدَّقَهُ قَوْمٌ ، فَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ قَالَ : فَدِينُهُمْ وَاحِدٌ وَإِلَهُهُمْ وَاحِدٌ ؟ قَالُوا : نَعَمْ قَالَ : ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ قَالَ : مَا فَعَلَتْ عَيْنُ زُغَرَ ؟ قَالُوا : خَيْرًا ، يَشْرَبُونَ ، وَيَسْقُونَ مِنْهَا زُرُوعَهُمْ قَالَ : فَمَا فَعَلَ نَخْلٌ بَيْنَ عُمَانَ وَبَيْسَانَ ؟ قَالُوا : يُطْعِمُ جَنَاهُ كُلَّ عَامٍ قَالَ : مَا فَعَلَتْ بُحَيْرَةُ الطَّبَرِيَّةِ ؟ فَقَالُوا : يَدْفُقُ جَنْبَاهَا ، كَثِيرَةُ الْمَاءِ قَالَ : فَزَفَرَ عِنْدَ ذَلِكَ ، ثُمَّ زَفَرَ ، ثُمَّ زَفَرَ ، ثُمَّ قَالَ : لَوْ قَدِ انْفَلَتُّ مِنْ وَثَاقِي هَذَا لَمْ أَتْرُكْ أَرْضًا إِلا وَطِئْتُهَا بِرِجْلَيَّ هَاتَيْنِ ، إِلا أَنْ تَكُونَ طَيْبَةً فَلَيْسَ لِي عَلَيْهَا سُلْطَانٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا فِيهَا طَرِيقٌ ضَيِّقٌ وَلا وَاسِعٌ ، وَلا سَهْلٌ وَلا جَبَلٌ إِلا عَلَيْهِ مَلَكٌ شَاهِرٌ بِالسَّيْفِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَلِهَذَا الْحَدِيثِ طُرُقٌ جَمَاعَةٌ ، حَدَّثَنَاهُ ابْنُ أَبِي دَاوُدَ ، فِي كِتَابِ " الْمَصَابِيحِ " . .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسٍ | فاطمة بنت قيس الفهرية | صحابية |
عَامِرٍ | عامر الشعبي / ولد في :20 | ثقة |
مُجَالِدٍ | مجالد بن سعيد الهمداني / ولد في :48 / توفي في :144 | ضعيف الحديث |
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ | إسماعيل بن أبي خالد البجلي | ثقة ثبت |
مُعْتَمِرٌ | معتمر بن سليمان التيمي / ولد في :106 / توفي في :187 | ثقة |
أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الْفَلاسُ | عمرو بن علي الفلاس / توفي في :249 | ثقة حافظ |
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ | عبد الله بن أبي داود السجستاني / ولد في :230 / توفي في :316 | ثقة |