حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مُجَاهِدٌ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : وَالَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنْ كُنْتُ لأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ ، وَإِنْ كُنْتُ لأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ ، فَمَرَّ بِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَسْأَلُهُ عَنْهَا إِلا لِيَسْتَتْبِعَنِي ، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ ، ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي وَمَا فِي وَجْهِي ، فَتَبَسَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : " أَبَا هِرٍّ الْحَقْ ، فَاتَّبَعْتُهُ ، فَدَخَلَ فَأَذِنَ لِي فَوَجَدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ ، فَقَالَ لأَهْلِهِ : " مِنْ أَيْنَ لَكُمْ هَذَا اللَّبَنُ ؟ " قَالُوا : أَهْدَاهُ لَكَ فُلانٌ أَوْ آلُ فُلانٍ ، فَقَالَ لِي : " يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ، انْطَلِقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ " قَالَ : فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ ، وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الإِسْلامِ ، لا يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلا مَالٍ ، إِذَا جَاءَتْ صَدَقَةٌ أَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَذَرْ مِنْهَا شَيْئًا ، وَإِذَا جَاءَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا وَأَصَابَ مِنْهَا ، فَأَحْزَنَنِي إِرْسَالُهُ إِيَّايَ ، وَقُلْتُ : كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَشْرَبَ مَنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَغَذَّى بِهَا ، فَمَا يُغْنِي هَذَا اللَّبَنُ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ وَأَنَا الرَّسُولُ ، فَإِذَا جَاءُوا أَمَرَنِي وَكُنْتُ أُعْطِيهِمْ ، قَالَ : وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَمِنْ طَاعَةِ رَسُولِهِ بُدٌّ ، فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِمْ فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُوا ، اسْتَأْذَنُوا ، فَأَذِنَ لَهُمْ ، فَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنَ الْبَيْتِ ، فَقَالَ : " أَيْ أَبَا هِرٍّ " قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " قُمْ فَأَعْطِهِمْ " قَالَ : فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ أُعْطِي الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يُرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّهُ إِلَيَّ ، ثُمَّ أُعْطِيَ الآخَرَ ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يُرْوَى ، ثُمَّ يَرُدُّهُ إِلَيَّ ، حَتَّى رُوِيَ جَمِيعُ الْقَوْمِ وَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ وَقَالَ : " أَبَا هِرٍّ " قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " اقْعُدْ فَاشْرَبْ " فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ ، وَقَالَ : " اشْرَبْ " فَشَرِبْتُ ، وَقَالَ : " اشْرَبْ " فَشَرِبْتُ ، فَمَا زَالَ يَقُولُ : " اشْرَبْ " وَأَشْرَبُ ، حَتَّى قُلْتُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكًا ، قَالَ : فَرَدَدْتُ إِلَيْهِ الإِنَاءَ فَسَمَّى وَحَمِدَ اللَّهَ وَشَرِبَ مِنْهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |
مُجَاهِدٌ | مجاهد بن جبر القرشي / ولد في :19 / توفي في :102 | ثقة إمام في التفسير والعلم |
عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ | عمر بن ذر الهمداني / توفي في :153 | ثقة |
أَبِي | يحيى بن سعيد الأموي / ولد في :114 / توفي في :194 | ثقة |
سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ | سعيد بن يحيى الأموي | ثقة |
أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ | محمد بن يحيى البغدادي / ولد في :228 / توفي في :318 | ثقة ثبت حافظ فقيه واسع الرحلة |