وَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفِ بْنِ سُفْيَانَ الطَّائِيُّ الْحِمْصِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ ، أَنَّهُ ذُكِرَ لَهُ أَنَّ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : نَزَلَ بِنَا ضَيْفٌ بَدَوِيٌّ فَجَلَسَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَمَامَ بُيُوتِهِ ، فَجَعَلَ يَسْأَلُهُ عَنِ النَّاسِ كَيْفَ فَرَحُهُمْ بِالإِسْلامِ وَكَيْفَ حُزْنُهُمْ فِي الصَّلاةِ ، فَمَا زَالَ يُخْبِرُهُ مِنْ ذَلِكَ بِالَّذِي يَسُرُّهُ حَتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ نَضِرًا ، حَتَّى إِذَا انْتَفَخَ النَّهَارُ ، وَحَانَ أَكْلُ الطَّعَامِ أَنْ يُؤْكَلَ ، دَعَانِي فَأَشَارَ إِلَيَّ مُسْتَخْفِيًا لا يَأْلُوا أَنِ ائْتِ بَيْتَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَأَخْبِرْهَا أَنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَيْفًا ، قَالَتْ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ مَا أَصْبَحَ فِي بَيْتِنَا شَيْءٌ يَأْكُلُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ فَرَدَّنِي إِلَى نِسَائِهِ ، كُلُّهُنَّ يَعْتَذِرْنَ بِمَا اعْتَذَرَتْ بِهِ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، حَتَّى رَأَيْتُ لَوْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُسِفَ ، وَكَانَ الْبَدَوِيُّ عَاقِلا فَفَطِنَ ، فَمَا زَالَ الْبَدَوِيُّ يُعَارِضُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، حَتَّى قَالَ : إِنَّا أَهْلُ الْبَادِيَةِ مُعَانُونَ فِي زَمَانِنَا لَسْنَا كَأَهْلِ الْحَضَرِ ، إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَنَا الْقَبْضَةُ مِنَ التَّمْرِ يَشْرَبُ عَلَيْهَا أَوِ الشَّرْبَةُ مِنَ اللَّبَنِ ، فَذَلِكَ الْخِصْبُ ، فَمَرَّتْ عِنْدَ ذَلِكَ عَنْزٌ لَنَا قَدِ احْتَلَبَتْ ، كُنَّا نُسَمِّيهَا ثَمْرَاءَ ، فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِاسْمِهَا وَقَالَ : " ثمرا ثمرا " ، فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ تُحَمْحِمُ فَأَخَذَ بِرِجْلِهَا وَمَسَحَ ضَرْعَهَا وَقَالَ : " بِاسْمِ اللَّهِ " فَحَفَلَتْ ، فَدَعَانِي بِمِحْلَبٍ لَنَا ، فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَحَلَبَ وَقَالَ : " بِسْمِ اللَّهِ ، فَمَلأَهُ ، ثُمَّ قَالَ : " ادْفَعْ بِاسْمِ اللَّهِ " فَدَفَعْتُ إِلَى الضَّيْفِ فَشَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً ضَخْمَةً ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَضَعَهُ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عُدْ " فَعَادَ ، ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَضَعَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ : " عُدْ " فَكَرَّرَ حَتَّى امْتَلأَ وَشَرِبَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ حَلَبَ فِيهِ وَقَالَ : " بِاسْمِ اللَّهِ " وَمَلأَهُ ثُمَّ قَالَ : " أَبْلِغْ هَذَا عَائِشَةَ فَلْتَشْرَبْ مِنْهُ مَا بَدَا لَهَا " ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَحَلَبَ فِيهِ وَقَالَ : " بِاسْمِ اللَّهِ " فَمَلأَهُ ثُمَّ أَرْسَلَنِي إِلَى نِسَائِهِ كُلَّمَا شَرِبَتِ امْرَأَةٌ رَدَّنِي إِلَى الأُخْرَى وَقَالَ : " بِاسْمِ اللَّهِ " حَتَّى رَدَّهُنَّ كُلَّهُنَّ ، ثُمَّ رَدَدْتُ إِلَيْهِ وَقَالَ : " بِاسْمِ اللَّهِ " وَقَالَ : " ارْفَعْ إِلَيَّ " فَرَفَعْتُهُ فَقَالَ : " بِاسْمِ اللَّهِ " فَشَرِبَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَعْطَانِي ، فَلَمْ آلُ أَنْ أَضَعَ شَفَتَيَّ عَلَى دَرَجِ الْقَدَحِ فَشَرِبْتُ شَرَابًا أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَأَطْيَبَ مِنَ الْمِسْكِ ، وَقَالَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لأَهْلِهَا فِيهَا " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ثَوْبَانَ | ثوبان بن بجدد القرشي | صحابي |
عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ | عروة بن رويم اللخمي / توفي في :135 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ | محمد بن المهاجر الأشهلي / توفي في :170 | ثقة |
عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ | عثمان بن كثير القرشي / توفي في :209 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفِ بْنِ سُفْيَانَ الطَّائِيُّ الْحِمْصِيُّ | محمد بن عوف الطائي / توفي في :272 | ثقة حافظ |
أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ | محمد بن يحيى البغدادي / ولد في :228 / توفي في :318 | ثقة ثبت حافظ فقيه واسع الرحلة |