ذكر الخبر في سرية زيد بن حارثة


تفسير

رقم الحديث : 309

أَخْبَرَنِي عَمِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَخْبَرَنِي عَمِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَشْيَخَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ ، قَالَ : حَضَرَتْ وُفُودُ الأَنْصَارِ بَابَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ حَاجِبَهُ سَعْدٌ أَبُو دُرَّةَ ، وَقَدْ حَجَبَ بَعْدَهُ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ ، فَقَالُوا لَهُ : اسْتَأْذِنْ لِلأَنْصَارِ . فَدَخَلَ إِلَيْهِ وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، فَاسْتَأْذَنَ لَهُمْ . فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : مَا هَذَا اللَّقَبُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ ارْدُدِ الْقَوْمَ إِلَى أَنْسَابِهِمْ . فَقَالَ مُعَاوِيَةُ : إِنِّي أَخَافُ مِنْ ذَلِكَ الشُّنْعَةَ . فَقَالَ : هِيَ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا ، إِنْ مَضَتْ عَضَّتْهُمْ وَنَقَصَتْهُمْ ، وَإِلا فَهَذَا الاسْمُ رَاجِعٌ إِلَيْهِمْ . فَقَالَ لَهُ : اخْرُجْ فَقُلْ : مَنْ كَانَ هَهُنَا مِنْ وَلَدِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ فَلْيدَخْلُ فَقَالَهَا الْحَاجِبُ ، فَدَخَلَ وَلَدُ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ كُلُّهُمْ إِلا الأَنْصَارَ . فَنَظَرَ مُعَاوِيَةُ إِلَى عَمْرٍو نَظَرًا مُنْكَرًا ، فَقَالَ لَهُ : بَاعَدْتَ جِدًّا . فَقَالَ اخْرُجْ ، فَقُلْ مَنْ كَانَ هَهُنَا مِنَ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ فَلْيَدْخُلْ فَخَرَجَ فَقَالَهَا ، فَلَمْ يَدْخُلْ أَحَدٌ . فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ : اخْرُجْ فَقُلْ : مَنْ كَانَ هَهُنَا مِنَ الأَنْصَارِ فَلْيَدْخُلْ . فَخَرَجَ فَقَالَهَا ، فَدَخَلُوا يَقْدُمُهُمُ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ وَهُوَ يَقُولُ : يَا سَعْدُ لا تَعِدِ الدُّعَاءَ فَمَا لَنَا نَسَبٌ نُجِيبُ بِهِ سِوَى الأَنْصَارِ نَسَبٌ تَخَيَّرَهُ الإِلَهُ لِقَوْمِنَا أَثْقَلَ بِهِ نَسَبًا عَلَى الْكُفَّارِ إِنَّ الَّذِينَ ثَوَوْا بِبَدْرٍ مِنْكُمُ يَوْمَ الْقَلِيبِ هُمْ وَقُودُ النَّارِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرٍو قَدْ كُنَّا أَغْنِيَاءَ عَنْ هَذَا . وَالنُّعْمَانُ بْن بَشِيرٍ هُوَ مِنَ الْمَعْرُوفِينَ فِي الشِّعْرِ سَلَفًا وَخَلَفًا ، جَدُّهُ شَاعِرٌ ، وَأَبُوهُ شَاعِرٌ ، وَعَمُّهُ شَاعِرٌ ، وَهُوَ شَاعِرٌ ، وَأَوْلادُهُ وَأَوْلادُ أَوْلادِهِ شُعَرَاءُ . فَأَمَّا جَدُّهُ سَعْدُ بْنُ الْحُصَيْنِ فَهُوَ الْقَائِلُ : إِنْ كُنْتِ سَائِلَةً وَالْحَقَّ مُعْتِبَةً فَالأَزْدُ نِسْبَتُنَا وَالْمَاءُ غَسَّانُ شُمُّ الأُنُوفِ لَهُمْ عِزٌّ وَمْكَرُمَةٌ كَانَتْ لَهُمْ مِنْ جِبَالِ الطَّوْدِ أَرْكَانُ وَعَمُّهُ الْحُسَيْنُ بْنُ سَعْدٍ أَخُو بَشِيرِ بْنِ سَعْدٍ الْقَائِلُ : إِذَا لَمْ أَزُرْ إِلا لآكِلِ أَكْلَةٍ فَلا رَفَعَتْ كَفِّي إِلَيَّ طَعَامِي فَمَا أَكْلَةٌ إِنْ نِلْتُهَا بِغَنِيمَةٍ وَلا جَوْعَةٍ إِنْ جُعْتُهَا بِغَرَامِ وَأَبُوهُ بَشِيرُ بْنُ سَعْدٍ الَّذِي يَقُولُ : لِعَمْرَةَ بِالْبَطْحَاءِ بَيْنَ مُعَرَّفٍ وَبَيْنَ الْمَطَافِ مَسْكَنٌ وَمَحَاضِرُ لَعَمْرِي لَحَيٌّ بَيْنَ دَارِ مُزَاحِمٍ وَبَيْنَ الْجُثَا لا يَجْشَمُ السَّيْرُ حَاضِرُ وَحَيٌّ حَلالٌ لا يُرَوَّعُ سِرْبُهُمْ لَهُمْ مِنْ وَرَاءِ الْقَاصِيَاتِ زَوَافِرُ أَحَقُّ بِهَا مِنْ فِتْيَةٍ وَرَكَائِبِ يُقَطِّعُ عَنْهَا اللَّيْلُ عُوجٌ ضَوَامِرُ تَقُولُ وَتَذْرِي الدَّمْعَ عَنْ حُرِّ وَجْهِهَا لَعَلَّكَ نَفْسِي قَبْلَ نَفْسِكَ بَاكِرُ أَبَاحَ لَهَا بِطْرِيقُ فَارِسَ غَائِطًا لَهَا مِنْ ذُرَا الْجَوْلانِ بَقْلٌ وَزَاهِرُ فَقَرَّبْتُهَا لِلرَّحْلِ وَهْيَ كَأَنَّهَا ظَلِيمُ نَعَامٍ بِالسَّمَاوَةِ نَافِرُ فَأَوْرَدْتُهَا مَاءً فَمَا شَرِبَتْ بِهِ سِوَى أَنَّهُ قَدْ بُلَّ مِنْهَا الْمَشَافِرُ فَبَاتَتْ سُرَاهَا لَيْلَةً ثُمَّ عَرَّسَتْ بِيَثْرِبَ وَالأَعْرَابُ بَادٍ وَحَاضِرُ قَالَ خَالِدُ بْنُ كُلْثُومٍ : وَدَخَلَ النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ لَمَّا هَجَا الأَخْطَلُ الأَنْصَارَ ، فَلَمَّا مَثُلَ بَيْنَ يَدَيْهِ أَنْشَأَ ، يَقُولُ : مُعَاوِيَ إِلا تُعْطِنَا الْحَقَّ تَعْتَرِفْ لِحَى الأَزْدِ مَشْدُودًا عَلَيْهَا الْعَمَائِمُ أَيَشْتُمُنَا عَبْدُ الأَرَاقِمِ ضَلَّةً وَمَاذَا الَّذِي تُجْدِي عَلَيْكَ الأَرَاقِمُ فَمَا لِيَ ثَأْرٌ غَيْرُ قَطْعِ لِسَانِهِ فَدُونَكَ مَنْ يُرْضِيهِ عَنْكَ الدَّرَاهِمُ وَارْعَ رُوَيْدًا لا تَسُمْنَا دَنِيَّةً لَعَلَّكَ فِي غِبِّ الْحَوَادِثِ نَادِمُ مَتَى تَلْقَ مِنَّا عُصْبَةً خَزْرَجِيَّةً أَوِ الأَوْسَ يَوْمًا تَخْتَرِمْكَ الْمَخَارِمُ وَتَلْقَكَ خَيْلٌ كَالْقَطَا مُسَبْطِرَةٌ شَمَاطِيطُ أَرْسَالٍ عَلَيْهَا الشَّكَائِمُ يَسُومُهَا الْعَمْرَانِ عَمْرُو بْنُ عَامِرٍ وَعِمْرَانُ حَتَّى تُسْتَبَاحَ الْمَحَارِمُ وَيَبْدُو مِنَ الْخَوْدِ الْغَرِيرَةِ حِجْلُهَا وَتَبْيَضُّ مِنْ هَوْلِ السُّيُوفِ الْمَقَادِمُ فَتَطْلُبُ شَعْبَ الصَّدْعِ بَعْدَ انْفِتَاقِهِ فَتَعْيَا بِهِ فَالآنَ وَالأَمْرُ سَالِمُ وَإِلا فَبَزِّي لأْمَةٌ تُبَّعِيَّةٌ مَوَارِيثُ آبَائِي وَأَبْيَضُ صَارِمُ وَأَجْرَدُ خَوَّارُ الْعَنَانِ كَأَنَّهُ بِدَوْمَةَ مُوشِيِّ الذِّرَاعَيْنِ صَائِمُ وَأَسْمَرُ خُطِّيٌّ كَأَنَّ كُعُوبَهُ نَوَى الْقَسْبِ فِيهَا لَهْذَمِيٌّ ضُبَارِمُ فَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَشْهَدْ بِبَدْرٍ وَقِيعَةً أَذَلَّتْ قُرَيْشًا وَالأُنُوفُ رَوَاغِمُ فَسَائِلْ بِنَا حَيَّيْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ وَأَنْتَ بِمَا تُخْفِي مِنَ الأَمْرِ عَالِمُ أَلَمْ تَبْتَدِرْكُمْ يَوْمَ بَدْرٍ سُيُوفُنَا وَلَيْلُكَ عَمَّا نَابَ قَوْمَكَ نَائِمُ ضَرَبْنَاكُمُ حَتَّى تَفَرَّقَ جَمْعُكُمْ وَطَارَتْ أَكُفٌّ مِنْكُمُ وَجَمَاجِمُ وَعَاذَتْ عَلَى الْبَيْتِ الْحَرَامِ عَوَانِسُ وَأَنْتَ عَلَى خَوْفٍ عَلَيْكَ تَمَائِمُ وَعَضَّتْ قُرَيْشٌ بِالأَنَامِلِ بُغْضَةً وَمِنْ قَبْلُ مَا عَضَّتْ عَلَيْنَا الأَبَاهِمُ فَكُنَّا لَهَا فِي كُلِّ أَمْرٍ تَكِيدُهُ مَكَانَ الشَّجَا وَالأَمْرُ فِيهِ تُفَاقِمُ فَمَا إِنْ رَمَى رَامٍ فَأَوْهَى صِفَاتَنَا وَلا ضَامِنًا يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ ضَائِمُ وَإِنِّي لأُغْضِي عَنْ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ سَتَرْقَى بِهَا يَوْمًا إِلَيْكَ السَّلالِمُ أُصَانِعُ فِيهَا عَبْدَ شَمْسٍ وَإِنَّنِي لِتِلْكَ الَّتِي فِي النَّفْسِ مِنِّي أُكَاتِمُ فَلا تَشْتُمَنَّا يَابْنَ حَرْبٍ فَإِنَّمَا تُرَقِّي إِلَى تِلْكَ الأُمُورِ الأَشَائِمُ فَمَا أَنْتَ وَالأَمْرُ الَّذِي لَسْتَ أَهْلَهُ وَلَكِنْ وَلِيُّ الْحَقِّ وَالأَمْرُ هَاشِمُ إِلَيْهِمْ يَصِيرُ الأَمْرُ بَعْدَ شَتَاتِهِ فَمَنْ لَكَ بِالأَمْرِ الَّذِي هُوَ لازِمُ بِهِمْ شَرَّعَ اللَّهُ الْهُدَى وَاهْتَدَى بِهِمْ وَمِنْهُمْ لَهُ هَادٍ إِمَامٌ وَخَاتِمُ قَالَ فَلَمَّا بَلَغَتْ هَذِهِ الأَبْيَاتُ مُعَاوِيَةَ أَمَرَ بِدَفْعِ الأَخْطَلِ إِلَيْهِ لِيَقْطَعَ لِسَانَهُ فَاسْتَجَارَ بِيَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، فَمُنِعَ مِنْهُ ، وَأَرْضَوُا النُّعْمَانَ حَتَّى رَضِيَ ، وَكَفَّ عَنْهُ . .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.