ذكر الخبر في سرية زيد بن حارثة


تفسير

رقم الحديث : 311

هَارُون بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي هَارُون بْن مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ الْعَدَوِيُّ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَزْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْبِلادِ الْغَطَفَانِيُّ ، وَقَبِيصَةُ بْنُ مَيْمُونٍ الصَّادِرِيُّ ، قَالا : " سَأَلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَمْرَو بْنَ مَعْدِ يكَرِبَ الزُّبَيْدِيَّ : مَنْ أَشْجَعَ مَنْ رَأَيْتَ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لأُخْبِرَنَّكَ عَنْ أَحْيَلِ النَّاسِ ، وَعَنْ أَشْجَعِ النَّاسِ ، وَعَنْ أَجْبَنِ النَّاسِ . فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : هَاتِ . فَقَالَ : أَرْبَعْتُ الْمَدِينَةَ ، فَخَرَجْتُ كَأَحْسَنَ مَا رَأَيْتَ ، وَكَانَتْ لِي فَرَسٌ شَمَقْمَقَةٌ طَوِيلَةٌ سَرِيعَةُ الإِبْقَاءِ ، تَمَطَّقُ بِالْعَرَقِ تَمَطُّقَ الشَّيْخِ بِالْمَرَقِ ، فَرَكِبْتُهَا ، ثُمَّ آلَيْتُ لا أَلْقَى أَحَدًا إِلا قَتَلْتُهُ ، فَخَرَجْتُ وَعَلَيَّ مَقَدِيٌّ ، فَإِذَا أَنَا بِفَتًى بَيْنَ غَرَضَيْنِ ، فَقُلْتُ لَهُ : خُذْ حِذْرَكَ ، فَإِنَّي قَاتِلُكَ . فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَنْصَفْتَنِي يَا أَبَا ثَوْرٍ ، أَنَا كَمَا تَرَى أَعْزَلُ أَمِيلُ عَوَارَةً ، وَالْعَوَارَةُ الَّذِي لا تُرْسَ مَعَهُ ، فَأَنْظِرْنِي حَتَّى آخُذَ نَبْلِي ، فَقُلتُ : وَمَا غِنَاؤُهَا عَنْكَ ؟ قَالَ : أَمْتَنِعُ بِهَا . قُلْتُ : خُذْهَا . قَالَ : لا وَاللَّهِ أَوْ تُعْطِينِي مِنَ الْعُهُودِ مَا يُثْلِجُنِي أَنَّكَ لا تُرَوِّعُنِي حَتَّى آخُذَهَا . فَأَثْلَجْتُهُ ، فَقَالَ : وَإِلَهِ قُرَيْشٍ لا آخُذُهَا أَبَدًا . فَسَلِمَ وَاللَّهِ مِنِّي . وَذَهَبْتُ ، فَهَذَا أَحْيَلُ النَّاسِ . ثُمَّ مَضَيْتُ حَتَّى اشْتَمَلَ عَلَيَّ اللَّيْلُ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَسِيرُ فِي قَمَرٍ زَاهِرٍ ، كَالنُّورِ الظَّاهِرِ ، إِذَا بِفَتًى عَلَى فَرَسٍ يَقُودُ ظَعِينَةً ، وَهُوَ يَقُولُ : يَا لَدَيْنَا يَا لَدَيْنَا لَيْتَنَا يُعْدَى عَلَيْنَا ثُمَّ يُبْلَى مَا لَدَيْنَا ثُمَّ يُخْرِجُ حَنْظَلَةً مِنْ مِخْلاتِهِ ، فَيَرْمِي بِهَا فِي السَّمَاءِ ، فَلا تَبْلُغُ الأَرْضَ حَتَّى يَنْظِمَهَا بِمِشْقَصٍ مِنْ نَبْلِهِ فَصِحْتُ بِهِ خُذْ حَذَرَكَ ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ ، فَإِنِّي قَاتِلُكَ . فَمَالَ عَنْ فَرَسِهِ فَإِذَا هُوَ فِي الأَرْضِ . فَقُلْتُ : إِنَّ هَذَا إِلا اسْتِخْفَافٌ . فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، وَصِحْتُ بِهِ . وَيْلَكَ ، مَا أَجْهَلَكَ فَمَا تَحَلْحَلَ وَلا زَالَ عَنْ مَوْضِعِهِ ، فَشَكَكْتُ الرُّمْحَ فِي إِهَابِهِ ، فَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ قَدْ مَاتَ مِنْذُ سَنَةٍ ، فَمَضَيْتُ وَتَرَكْتُهُ فَهِذَا أَجْبَنُ النَّاسِ . ثُمَّ مَضَيْتُ فَأَصْبَحْتُ بَيْنَ دَكَادِكِ هَرْشَى إِلَى غَزَالٍ ، فَنَظَرْتُ إِلَى أَبْيَاتٍ ، فَعَدَلْتُ إِلَيْهَا فَإِذَا فِيهَا جَوَارٍ ثَلاثٍ ، كَأَنَّهُنَّ نُجُومُ الثُّرَيَّا ، فَبَكَيْنَ حِينَ رَأَيْنَنِي ، فَقُلْتُ : مَا يُبْكِيكُنَّ ؟ فَقُلْنَ : لِمَا ابْتُلِينَا بِهِ مِنْكَ ، وَمَنْ وَرَائَنَا أُخْتٌ هِيَ أَجْمَلُ مِنَّا . فَأَشْرَفَتْ مِنْ فَدْفَدٍ ، فَإِذَا بِمَنْ لَمْ أَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ وَجْهِهِ ، وَإِذَا بِغُلامٍ يَخْصِفُ نَعْلَهُ ، عَلَيْهِ ذُؤَابَةٌ يَسْحَبُهَا ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيَّ وَثَبَ عَلَى الْفَرَسِ مُبَادِرًا ، ثُمَّ رَكَضَ ، فَسَبَقَنِي إِلَى الْبُيُوتِ ، فَوَجَدَهُنَّ قَدِ ارْتَعْنَ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَهُنَّ : مَهْلا نُسَيَّاتِي إِذَنْ لا تَرْتَعْنْ إِنْ يُمْنَعِ الْيَوْمَ نِسَاءٌ تُمْنَعْنْ أَرْخِينَ أَذْيَالَ الْمُرُوطِ وَارْتَعْنْ فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ ، قَالَ : أَتَطْرُدُنِي أَمْ أَطْرُدُكَ ؟ قُلْتُ : أَطْرُدُكَ . فَرَكَضَ وَرَكَضْتُ فِي أَثَرِهِ حَتَّى إِذَا مَكَّنْتُ السِّنَانَ فِي لُفْتَتِهِ ، وَاللُّفْتَةُ أَسْفَلَ مِنَ الْكَتِفِ اتَّكَأَتُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ وَاللَّهِ مَعَ لُبَبِ فَرَسِهِ ، ثُمَّ اسْتَوَى فِي سَرْجِهِ ، فَقُلْتُ : أَقِلْنِي قَالَ اطْرُدْ فَتَبِعْتُهُ حَتَّى إِذَا ظَنَنْتُ أَنَّ السِّنَانَ فِي مَاضِغَيْهِ اعْتَمَدْتُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ وَاللَّهِ قَائِمٌ عَلَى الأَرْضِ ، وَالسِّنَانُ مَاضٍ زَالِجٍ . وَاسْتَوَى عَلَى فَرَسِهِ ، فَقُلْتُ : أَقِلْنِي . قَالَ : اطْرُدْ فَطَرَدْتُهُ حَتَّى إِذَا مَكَّنْتُ السِّنَانَ فِي مَتْنِهِ اتَّكَأْتُ عَلَيْهِ وَأَنَا أَظُنُّ أَنِّي قَدْ فَرَغْتُ مِنْهُ ، فَمَالَ فِي ظَهْرِ فَرَسِهِ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى يَدَيْهِ فِي الأَرْضِ ، وَمَضَى السِّنَانُ زَالِجًا ، ثُمَّ اسْتَوَى ، وَقَالَ : أَبَعْدَ ثَلاثٍ تُرِيدُ مَاذَا ؟ أَطْرِدْنِي ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ فَوَلَّيْتُ ، وَأَنَا مَرْعُوبٌ مِنْهُ ، فَلَمَّا غَشِيَنِي وَوَجَدْتُ حِسَّ السِّنَانِ الْتَفَتُّ ، فَإِذَا هُوَ يَطْرُدُنِي بِالرُّمْحِ بِلا سِنَانٍ ، فَكَفَّ عَنِّي وَاسْتَنْزَلَنِي ، فَنَزَلْتُ وَنَزَلَ ، فَجَزَّ نَاصِيَتِي ، وَقَالَ : انْطَلِقْ فَإِنِّي أَنْفُسُ بِكَ عَنِ الْقَتْلِ . فَكَانَ ذَلِكَ وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدِي أَشَدَّ مِنَ الْمَوْتِ ، فَذَاكَ أَشْجَعُ مَنْ رَأَيْتُ . وَسَأَلْتُ عَنِ الْفَتَى ، فَقِيلَ : رَبِيعَةُ بْنُ مُكَدَّمٍ الْفِرَاسِيُّ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.