خبر الحطيئة ونسبه والسبب الذي من اجله هجا الزبرقان بن بدر


تفسير

رقم الحديث : 77

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْجَعْدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيِّبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ ، أَنَّ هَذَا الْخَبَرَ كَانَ بَعْدَ غَزْوَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُصْطَلِقِ ، قَالَ : وَكَانَ فِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ رَجُلٌ يُقال لَهُ : سِنَانٌ ، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي غِفَارٍ ، يُقال لَهُ : جَهْجَاهُ ، فَخَرَجَ جَهْجَاهُ بِفَرَسٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفَرَسٍ لَهُ يَوْمَئِذٍ يَسْقِيهُمَا ، فَأَوْرَدَهُمَا الْمَاءَ ، فَوَجَدَ عَلَى الْمَاءِ فِتْيَةً مِنَ الأَنْصَارِ ، فَتَنَازَعُوا فَاقْتَتَلُوا ، فَقال عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ : هَذَا مَا جَزَوْنَا بِهِ آوَيْنَاهُمْ ، ثُمَّ هُمْ يُقَاتِلُونَنَا ، وَبَلَغَ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ الَّذِي بَيْنَ جَهْجَاهُ وَبَيْنَ الْفِتْيَةِ الأَنْصَارِ ، فَقال وَهُوَ يُرِيدُ الْمُهَاجِرِينَ مِنَ الْقَبَائِلِ الَّذِينَ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الإِسْلامِ ، وَهَذَا الشِّعْرُ مِنْ رِوَايَةِ مُصْعَبٍ دُونَ الزُّهْرِيِّ : أَمْسَى الْجَلابِيبُ قَدْ عَزُّوا وَقَدْ كَثُرُوا وَابْنُ الْفُرَيْعَةِ أَمْسَى بَيْضَةَ الْبَلَدِ يَمْشُونَ بِالْقَوْلِ سِرًّا فِي مُهَادَنَةٍ تَهَدُّدًا لِي كَأَنِّي لَسْتُ مِنْ أَحَدٍ قَدْ ثَكَلَتْ أُمُّهُ مَنْ كُنْتُ صَاحِبَهُ أَوْ كَانَ مُنْتَشِبًا فِي بُرْثُنِ الأَسَدِ مَا لِلْقَتِيلِ الَّذِي أَسْمَوْا فَأَقْتُلُهُ مِنْ دِيَةٍ فِيهِ أُعْطِيهَا وَلا قَوَدِ مَا الْبَحْرُ حِينَ تَهُبُّ الرِّيحُ شَامِيَةً فَيَغْطَئِلُّ وَيَرْمِي الْعِبْرَ بِالزَّبَدِ يَوْمًا بِأِغَلْبَ مِنِّي حِينَ تُبْصِرُنِي أَفْرِي مِنَ الْغَيْظِ فَرْيَ الْعَارِضِ الْبَرَدِ أَمَّا قُرَيْشٌ فَإِنِّي لَسْتُ تَارِكَهُمْ حَتَّى يُنِيبُوا مِنَ الْغَيَّاتِ بِالرَّشَدِ وَيَتْرُكُوا اللاتَ وَالْعُزَّى بِمَعْزِلَةٍ وَيَسْجُدُوا كُلُّهُمْ لِلْوَاحِدِ الصَّمَدِ وَيَشْهَدُوا أَنَّ مَا قَالَ الرَّسُولُ لَهُمْ حَقٌّ وَيُوفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ فِي سُدَدِ أَبْلِغْ بَنِيَّ بِأَنِّي قَدْ تَرَكْتُ لَهُمْ مِنْ خَيْرِ مَا تَرَكَ الآبَاءُ لِلْوَلَدِ الدَّارُ وَاسِطَةٌ وَالنَّخْلُ شَارِعَةٌ وَالْبِيضُ يَرْفُلْنَ فِي الْقِسِّيِّ كَالْبَرَدِ قَالَ : فَقال رَسُولُ اللَّهِ : " يَا حَسَّانُ ، نَفِسْتَ عَلَي إِسْلامِ قَوْمِي ، وَأَغْضَبَهُ كَلامُهُ ، فَغَدَا صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ عَلَى حَسَّانٍ فَضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ . وَقال صَفْوَانُ : تَلَقَّ ذُبَابَ السَّيْفِ عَنِّي فَإِنَّنِي غُلامٌ إِذَا هُوجِيتُ لَسْتُ بِشَاعِرِ فَوَثَبَ قَوْمُهُ عَلَى صَفْوَانَ فَحَبَسُوهُ ، ثُمَّ جَاءُوا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ بْنِ دُلَيْمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ أَبِي حُزَيْمَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ طَرِيفِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ سَاعِدَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ ، وَهُوَ مُقْبِلٌ عَلَى نَاضِحِهِ بَيْنَ الْقِرْبَتَيْنِ ، فَذَكَرُوا لَهُ مَا فَعَلَ حَسَّانٌ وَمَا فَعَلُوا ، فَقال : أَشَاوَرْتُمْ فِي ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالُوا : لا ، فَقَعَدَ إِلَى الأَرْضِ وَقال : وَانْقِطَاعَ ظَهْرَاهُ ، أَتَأْخُذُونَ بِأَيْدِيكُمْ وَرَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ ظَهْرَانِيكُمْ ؟ وَدَعَا بِصَفْوَانَ فَأُتِيَ بِهِ فَكَسَاهُ وَخَلاهُ ، فَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقال لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَسَاكَ كَسَاهُ اللَّهُ ، وَقال حَسَّانٌ لأَصْحَابِهِ : احْمِلُونِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَرْضَاهُ فَفَعَلُوا ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَرَدُّوهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُمْ فَحَمَلُوهُ إِلَيْهِ الثَّانِيَةَ ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَانْصَرَفُوا بِهِ ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ : عُودُوا بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالُوا لَهُ : قَدْ جِئْنَا بِكَ مَرَّتَيْنِ كُلَّ ذَلِكَ يَعْرِضُ فَلا نُبْرِمُهُ بِكَ ، فَقال : احْمِلُونِي إِلَيْهِ هَذِهِ الْمَرَّةَ وَحْدَهَا ، فَفَعَلُوا ، فَقال : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، احْفَظْ قَوْلِي : هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ فَرَضِيَ عَنْهُ رَسُولُ اللَّهِ ، وَوَهَبَ لَهْ سِيرِينَ أُخْتَ مَارِيَةَ أُمِّ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيمَ " . هَذِهِ رِوَايَةُ مُصْعَبٍ ، وَأَمَّا الزُّهْرِيُّ ، فَإِنَّهُ ذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَلَغَهُ ضَرْبُ السُّلَمِيِّ حَسَّانًا ، قَالَ لَهُمْ : خُذُوهُ ، فَإِنْ هَلَكَ حَسَّانٌ فَاقْتُلُوهُ فَأَخَذُوهُ فَأَسَرُوهُ وَأَوْثَقُوهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ ، فَخَرَجَ فِي قَوْمِهِ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : أَرْسِلُوا الرَّجُلَ فَأَبَوْا عَلَيْهِ ، فَقَالَ : أَعَمِدْتُمْ إِلَى قَوْمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُؤْذُونَهُمْ وَتَشْتُمُونَهُمْ ، وَقَدْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ نَصَرْتُمُوهُمْ ، أَرْسِلُوا الرَّجُلَ ، فَأَبَوْا عَلَيْهِ حَتَّى كَادَ يَكُونُ قِتَالٌ ، ثُمَّ أَرْسَلُوهُ فَخَرَجَ بِهِ سَعْدٌ إِلَى أَهْلِهِ فَكَسَاهُ حُلَّةً ، ثُمَّ أَرْسَلَهُ سَعْدٌ إِلَى أَهْلِهِ ، فَبَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ لِيُصَلِّي فِيهِ فَرَآهُ ، فَقَالَ : مَنْ كَسَاكَ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : كَسَانِي سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ ، وَذَكَرَ بَاقِي الْخَبَرِ نَحْوَهُ . وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ حُمَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَمَةُ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ أَعْطَاهُ عِوَضًا مِنْهَا بَيْرَحَاءَ ، وَهِيَ قَصْرُ بَنِي جَدِيلَةَ الْيَوْمَ بِالْمَدِينَةِ ، كَانَتْ مَالا لأَبِي طَلْحَةَ بْنِ سَهْلٍ تَصَدَّقَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ، فَأَعْطَاهُ حَسَّانًا فِي ضَرْبَتِهِ ، وَأَعْطَاهُ سِيرِينَ أَمَةً قِبْطِيَّةً ، فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَسَّانٍ ، قَالَ : وَكَانَتْ عَائِشَةُ تَقُولُ : لَقَدْ سُئِلَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ ، فَإِذَا هُوَ حَصُورٌ لا يَأْتِي النِّسَاءَ ، قُتِلَ بَعْدَ ذَلِكَ شَهِيدًا ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي رِوَايَتِهِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتْبَةَ ، فَقَالَ حَسَّانٌ يَعْتَذِرُ مِنَ الَّذِي قَالَ فِي عَائِشَةَ : حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ فَإِنْ كُنْتُ قَدْ قُلْتُ الَّذِي قَدْ زَعَمْتُمُ فَلا رَفَعَتْ سَوْطِي إِلَيَّ أَنَامِلِي وَكَيْفَ وَوُدِّي مِنْ قَدِيمٍ وَنُصْرَتِي لآلِ رَسُولِ اللَّهِ زَيْنِ الْمَحَافِلِ فَإِنَّ الَّذِي قَدْ قِيلَ لَيْسَ بِلائِطٍ وَلَكِنَّهُ قَوْلُ امْرِئٍ بِيَّ مَاحِلِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ

ثقة

ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

ابْنِ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ

ثقة فقيه إمام في المغازي

سَلَمَةُ

صدوق كثير الخطأ

مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ

صدوق يهم

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْمُسَيِّبِيُّ

ثقة

ابْنُ حُمَيْدٍ

متروك الحديث

أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْجَعْدِ

ثقة

مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ

ثقة حافظ

Whoops, looks like something went wrong.