نسب يزيد بن الحكم واخباره


تفسير

رقم الحديث : 159

حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلانَ الثَّقَفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ زُرْعَةَ أَبُو رَاشِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ : " كُنَّا قَوْمًا تُجَّارًا ، وَكَانَتِ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ حَصَرَتْنَا حَتَّى نَهَكَتْ أَمْوَالَنَا ، فَلَمَّا كَانَتِ الْهُدْنَةُ هُدْنَةُ الْحُدَيْبِيَةُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلَى الشَّامِ ، وَكَانَ وَجْهُ مَتْجَرِنَا مِنْهُ غَزَّةَ ، فَقَدِمْنَاهَا حِينَ ظَهَرَ هِرَقْلُ عَلَى مَنْ كَانَ بِأَرْضِهِ مِنَ الْفُرْسِ فَأَخْرَجَهُمْ مِنْهَا وَانْتَزَعَ مِنْهُمْ صَلِيبَهُ الأَعْظَمَ وَكَانُوا قَدِ اسْتَلَبُوهُ إِيَّاهُ ، فَلَمَّا بَلَغَهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ وَبَلَغَهُ أَنَّ صَلِيبَهُ قَدِ اسْتُنْقِذَ مِنْهُمْ ، وَكَانَتْ حِمْصٌ مَنْزِلَهُ خَرَجَ مِنْهَا يَمْشِي عَلَى قَدَمَيْهِ شُكْرًا لِلَّهِ حِينَ رَدَّ عَلَيْهِ مَا رَدَّ لِيُصِلِّيَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ تُبْسَطُ لَهُ الْبُسُطُ وَتُلْقَى عَلَيْهَا الرَّيَاحِينُ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى إِيلِيَاءَ فَقَضَى فِيهَا صَلاتَهُ وَكَانَ مَعَهُ بَطَارِقَتُهُ وَأَشْرَافُ الرُّومِ ، أَصْبَحَ ذَاتَ غَدْوَةَ مَهْمُومًا يَقْلِبُ طَرَفَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَالَ لَهُ بَطَارِقَتُهُ : وَاللَّهِ لَكَأَنَّكَ أَصْبَحْتَ الْغَدَاةَ مَهْمُومًا ، فَقَالَ : أَجَلْ ، رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ أَنَّ مَلِكَ الْخِتَانِ ظَاهِرٌ ، فَقَالُوا : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، مَا نَعْلَمُ أُمَّةً تَخْتَتِنُ إِلا الْيَهُودُ وَهُمْ فِي سُلْطَانِكَ وَتَحْتَ يَدِكَ ، فَابْعَثْ إِلَى كُلِّ مَنْ لَكَ عَلَيْهِ سُلْطَانٌ فِي بِلادِكَ فَمُرْهُ فَلْيَضْرِبْ أَعْنَاقَ مَنْ تَحْتَ يَدِكَ مِنْهُمْ مِنْ يَهُودٍ وَاسْتَرِحْ مِنْ هَذَا الْهَمِّ ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُمْ لَفِي ذَلِكَ مِنْ رَأْيِهِمْ يُدَبِّرُونَهُ إِذْ أَتَاهُ رَسُولُ صَاحِبِ بُصْرَى بِرَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ يَقُودُهُ ، وَكَانَتِ الْمُلُوكُ تَتَهَادَى الأَخْبَارَ بَيْنَهُمْ ، فَقَالَ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، إِنَّ هَذَا رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ أَهْلِ الشَّاءِ وَالإِبِلِ يُحَدِّثُ عَنْ أَمْرٍ حَدَثَ فَاسْأَلْهُ ، فَلَمَّا انْتَهَى بِهِ إِلَى هِرَقْلَ رَسُولُ صَاحِبِ بُصْرَى ، قَالَ هِرَقْلُ لِمَنْ جَاءَ بِهِ : سَلْهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي كَانَ بِبَلَدِهِ ، فَسَأَلَهُ : فَقَالَ خَرَجَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، وَقَدِ اتَّبَعَهُ نَاسٌ فَصَدَّقُوهُ ، وَخَالَفَهُ آخَرُونَ ، وَقَدْ كَانَتْ بَيْنَهُمْ مَلاحِمُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ، وَتَرَكْتُهُمْ عَلَى ذَلِكَ فَلَمَّا أَخْبَرَهُ الْخَبَرَ قَالَ : جَرَّدُوهُ فَإِذَا هُوَ مَخْتُونٌ ، فَقَالَ : هَذَا وَاللَّهِ النَّبِيُّ الَّذِي رَأَيْتُ لا مَا تَقُولُونَ أَعْطُوهُ ثِيَابَهُ وَيَنْطَلِقُ ، ثُمَّ دَعَا صَاحِبَ شُرْطَتِهِ ، فَقَالَ لَهُ : اقْلِبِ الشَّامَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ حَتَّى تَأْتِينِي بِرَجُلٍ مِنْ قَوْمِ هَذَا الرَّجُلِ ، فَإِنَّا لَبِغَزَّةَ إِذْ هَجَمَ عَلَيْنَا صَاحِبُ شُرْطَتِهِ فَقَالَ : أَنْتُمْ مِنْ قَوْمِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بِالْحِجَازِ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : انْطَلِقُوا إِلَى الْمَلِكِ ، فَانْطَلَقُوا بِنَا ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهِ ، قَالَ : أَنْتُمْ مِنْ رَهْطِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بِالْحِجَازِ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَيُّكُمْ أَمَسُّ بِهِ رَحِمًا ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنَا ، قَالَ أَبُو سُفْيَانُ : وَايْمُ اللَّهِ مَا رَأَيْتُ رَجُلا أَرَى أَنَّهُ أَنْكَرَ مِنْ ذَلِكَ الأَغْلَفِ يَعْنِي هِرَقْلَ ، ثُمَّ قَالَ : ادْنُهْ ، فَأَقْعَدَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَقْعَدَ أَصْحَابِي خَلْفِي ، وَقَالَ : إِنِّي سَأَسْأَلُهُ ، فَإِنْ كَذَبَ فَرُدُّوا عَلَيْهِ ، قَالَ : فَوَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنْ لَوْ كَذَبْتُ مَا رَدُّوا عَلَيَّ ، وَلَكِنِّي كُنْتُ امْرَأً سَيِّدًا أَتَبَرَّمُ عَنِ الْكَذِبِ ، وَعَرَفْتُ أَنَّ أَيْسَرَ مَا فِي ذَلِكَ إِنْ أَنَا كَذَبْتُهُ أَنْ يَحْفَظُوهُ عَلَيَّ ثُمَّ يُحَدِّثُوا بِهِ عَنِّي ، فَلَمْ أَكْذِبْهُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَنْ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي خَرَجَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ يَدَّعِي مَا يَدَّعِي ، فَجَعَلْتُ أُزَهِّدُ لَهُ شَأْنَهُ وَأُصَغِّرُ لَهُ أُمُورَهُ ، وَأَقُولُ لَهُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، مَا يَهِمُّكَ مِنْ شَأْنِهِ إِنَّ أَمْرَهُ مَا بَلَغَكَ ، فَجَعَلَ لا يَلْتَفِتُ إِلَى ذَلِكَ مِنِّي ، ثُمَّ قَالَ : أَنْبِئْنِي فِيمَا أَسْأَلُكَ عَنْهُ مِنْ شَأْنِهِ ، قَالَ : قُلْتُ : سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ ، قَالَ : كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ ؟ قُلْتُ : مَحْضُ هُوَ أَوْسَطُنَا نَسَبًا ، قَالَ : أَخْبَرَنِي هَلْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَقُولُ مَا يَقُولُ فَهُوَ يَتَشَبَّهُ بِهِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لا ، قَالَ : هَلْ كَانَ لَهُ فِيكُمْ مُلْكٌ فَسَلَبْتُمُوهُ إِيَّاهُ فَجَاءَ بِهَذَا الْحَدِيثِ لِتَرُدُّوا عَلَيْهِ مُلْكَهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : لا ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَنْ أَتْبَاعِهِ مِنْكُمْ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : قُلْتُ : الضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ وَالأَحْدَاثُ مِنَ الْغِلْمَانِ وَالنِّسَاءِ ، فَأَمَّا ذَوُو الأَسْنَانِ مِنَ الأَشْرَافِ مِنْ قَوْمِهِ فَلَمْ يَتَّبِعُهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، قَالَ : فأَخْبَرَنِي عَمَّنْ يَتَّبِعُهُ أَيُحِبُّهُ وَيَلْزَمُهُ أَمْ يَقْلِيهِ وَيُفَارِقْهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : قَلَّمَا يَتْبَعُهُ أَحَدٌ فَيُفَارِقُهُ ، قَالَ : فأَخْبَرَنِي كَيْفَ الْحَرْبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : سِجَالٌ يُدَالُ عَلَيْنَا وَنُدَالُ عَلَيْهِ ، قَالَ : فأَخْبَرَنِي هَلْ يَغْدِرُ ؟ فَلَمْ أَجِدْ شَيْئًا سَأَلَنِي عَنْهُ أَغْتَمِزُ فِيهِ غَيْرَهَا ، قَالَ : قُلْتُ : لا ، وَنَحْنُ مِنْهُ فِي مُدَّةٍ وَلا نَأْمَنُ غَدْرَهُ ، قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا مِنِّي ، ثُمَّ كَرَّرَ عَلَيَّ الْحَدِيثَ فَقَالَ : سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فِيكُمْ ، فَزَعَمْتَ أَنَّهُ مَحْضُ مِنْ أَوْسَطِكُمْ نَسَبًا ، فَكَذَلِكَ يَأْخُذُ اللَّهُ النَّبِيَّ لا يَأْخُذُهُ إِلا مِنْ أَوْسَطِ قَوْمِهِ نَسَبًا وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يَقُولُ مِثْلَ قَوْلِهِ فَهُوَ يَتَشَبَّهُ بِهِ ، فَزَعَمْتَ أَنْ لا ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ لَهُ مُلْكٌ فِيكُمْ فَسَلَبْتُمُوهُ إِيَّاهُ فَجَاءَ بِهَذَا الْحَدِيثِ يَطْلُبُ مُلْكَهُ ، فَزَعَمْتَ أَنْ لا ، وَسَأَلْتُكَ عَنْ أَتْبَاعِهِ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمُ الضُّعَفَاءُ وَالأَحْدَاثُ وَالْمَسَاكِينُ وَالنِّسَاءُ ، وَكَذَلِكَ أَتْبَاعُ الأَنْبِيَاءِ فِي كُلِّ زَمَانٍ ، وَسَأَلْتُكَ عَمَّنْ يَتْبَعُهُ أَيُحِبُّهُ وَيَلْزَمُهُ أَمْ يَقْلِيهِ وَيُفَارِقُهُ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ لا يَتْبَعُهُ أَحَدٌ فَيُفَارِقُهُ ، فَكَذَلِكَ حَلاوَةُ الإِيمَانِ لا تَدْخُلُ قَلْبَ رَجُلٍ فَتَخْرُجُ مِنْهُ ، وَسَأَلْتُكَ عَنِ الْحَرْبِ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ فَزَعَمْتَ أَنَّهَا سِجَالٌ تُدَالُونَ عَلَيْهِ وَيُدَالُ عَلَيْكُمْ ، وَكَذَلِكَ حَرْبُ الأَنْبِيَاءِ وَلَهُمْ تَكُونُ الْعَاقِبَةُ ، وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ فَزَعَمْتَ أَنْ لا ، فَلَئِنْ كُنْتَ صَدَقْتَنِي عَنْهُ فَلْيَغْلِبَنَّ عَلَيَّ مَا تَحْتَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ ، وَلَوَدَدْتُ أَنِّي عِنْدَهُ فَأَغْسِلُ قَدَمَيْهِ ، انْطَلِقْ لِشَأْنِكَ فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَأَنَا أَضْرِبُ بِإِحْدَى يَدَيَّ عَلَى الأُخْرَى وَأَقُولُ : يِالِعِبَادِ اللَّهِ ، لَقَدْ أَمِرَأَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ أَصْبَحَتْ مُلُوكُ بَنِي الأَصْفَرِ يَهَابُونَهُ فِي مُلْكِهِمْ وَسُلْطَانِهِمْ ، قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : فَقَدِمَ عَلَيْهِ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ فِيهِ : " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ ، السَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ ، فَأَسْلِمْ تَسْلَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ ، وَإِنْ تَتَوَلَّ فَإِنَّ إِثْمَ الأَكَابِرِ عَلَيْكَ " , قَالَ ابْنُ شِهَابٍ : فَأَخْبَرَنِي أُسْقُفُّ النَّصَارَى فِي زَمَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ زَعَمَ أَنَّهُ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمْرِ هِرَقْلَ وَعَقْلِهِ ، قَالَ : فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ كِتَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قِبَلِ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ أَخَذَهُ هِرَقْلُ فَجَعَلَهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ وَخَاصِرَتِهِ ، ثُمَّ كَتَبَ إِلَى رَجُلٍ بِرُومِيَّةَ كَانَ يَقْرَأُ الْعِبْرَانِيَّةَ مَا تَقْرَءُونَهُ ، فَذَكَرَ لَهُ أَمْرَهُ وَوَصَفَ لَهُ شَأْنَهُ وَأَخْبَرَهُ بِمَا جَاءَ مِنْهُ . فَكَتَبَ إِلَيْهِ صَاحِبُ رُومِيَّةَ : إِنَّهُ النَّبِيُّ الَّذِي كُنَّا نَنْتَظِرُهُ لا شَكَّ فِيهِ ، فَاتَّبِعْهُ وَصَدِّقْهُ . قَالَ : فَأَمَرَ هِرَقْلُ بِبَطَارِقَةِ الرُّومِ فَجَمَعُوا لَهُ فِي دَسْكَرَةِ مُلْكِهِ ، وَأَمَرَ بِهَا فَأُغْلِقَتْ عَلَيْهِمْ أَبْوَابُهَا ، ثُمَّ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ مِنْ عِلِّيَّةٍ وَخَافَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الرُّومِ ، قَدْ جَمَعْتُكُمْ لِخَبَرٍ ، أَتَانِي كِتَابُ هَذَا الرَّجُلِ يَدْعُو إِلَى دِينِهِ ، فَوَاللَّهِ إِنَّهُ النَّبِيُّ الَّذِي كُنَّا نَنْتَظِرُهُ ، وَنَجِدُهُ فِي كِتَابِنَا ، فَهَلُمَّ فَلْنُبَايِعْهُ وَلْنُصَدِّقْهُ فَتَسْلَمْ لَنَا دُنْيَانَا وَآخِرَتُنَا ، قَالَ : فَنَخَرَتِ الرُّومُ نَخْرَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَابْتَدَرُوا أَبْوَابَ الدَّسْكَرَةِ لِيَخْرُجُوا فَوَجَدُوهَا قَدْ أُغْلِقَتْ دُونَهُمْ ، فَقَالَ : كُرُّوهُمْ عَلَيَّ . وَخَافَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ ، فَكَرُّوهُمْ عَلَيْهِ فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الرُّومِ ، إِنَّمَا قُلْتُ لَكُمُ الْمَقَالَةَ الَّتِي قُلْتُ لأَنْظُرَ كَيْفَ صَلابَتِكُمْ فِي دِينِكُمْ فِي هَذَا الأَمْرِ الَّذِي قَدْ حَدَثَ ، فَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكُمُ الَّذِي أُسَرُّ بِهِ ، فَخَرُّوا سُجَّدًا ، وَأَمَرَ بِأَبْوَابِ الدَّسْكَرَةِ فَفُتِحَتْ لَهُمْ فَانْطَلَقُوا .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ

صحابي

ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عُتْبَةَ

ثقة فقيه ثبت

الزُّهْرِيُّ

الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه

مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ

صدوق مدلس

الْمُثَنَّى بْنُ زُرْعَةَ أَبُو رَاشِدٍ

مجهول الحال

دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ

ثقة

عُمَرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي غَيْلانَ الثَّقَفِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.