أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : " ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ يَعْنِي إِلَى بُخْتَنَصَّرَ ، فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ : هَلْ تَعْلَمُ يَا عَدُوَّ اللَّهِ كَمْ بَيْنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ؟ قَالَ : بُخْتَنَصَّرُ : لا ، قَالَ لَهُ الْمَلَكُ : فَإِنَّ بَيْنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَغِلَظُهَا مِثْلُ ذَلِكَ ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَرْشُ ذِي الْعِزَّةِ مَلِكِ الْمُلُوكِ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ عَلَى كَوَاهِلِهِمْ فَوْقَ أَجْنِحَتِهِمْ مَا بَيْنَ قَدَمِ أَحَدِهِمْ إِلَى كَعْبِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةِ ، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَغِلَظُهُنَّ وَمَا بَيْنَ الْكَعْبِ إِلَى الرُّكْبَةِ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَغِلَظُهُنَّ وَكَمَا بَيْنَ الْقَدَمِ إِلَى الرُّكْبَةِ ، وَإِلَى الْفَخِذِ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَغِلَظُهُنَّ وَكَمَا بَيْنَ الْقَدَمِ إِلَى الْفَخِذِ ، وَمَا بَيْنَ الْفَخِذِ إِلَى الأَجْنِحَةِ مَسِيرَةُ خَمْسِ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَغِلَظُهُنَّ وَكَمَا بَيْنَ الْفَخِذِ إِلَى الأَجْنِحَةِ مَا بَيْنَ الأَجْنِحَةِ إِلَى الْعُنُقِ خَمْسُ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَمَسِيرَةُ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَغِلَظُهَنَّ وَمَا بَيْنَ الْعُنُقِ إِلَى الرَّأْسِ وَمَا بَيْنَ الأَجْنِحَةِ إِلَى مَا فَوْقَهُنَّ الْعَرْشُ عَرْشُ ذِي الْعِزَّةِ وَالْمُلْكِ ، وَالسُّلْطَانِ وَالْقُدْرَةِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَبْدُو الْعَرْشُ بِبِهَائِهِ ، وَجَلالِهِ عَلَيْهِ مَلِكُ الْمُلُوكِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ ، فَأَنْتَ تَطْلُعُ إِلَى ذَلِكَ ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى عَدُوِّهِ بُخْتَنَصَّرَ لَعَنَهُ اللَّهُ الْبَعُوضَةَ ، فَقَتَلَتْهُ " .