قَالَ الْفَقِيهُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْكَرَابِيسِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا ، قَالَ : " خَرَجَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ مِمَّنْ قَبْلَكُمْ يَنْبَسِطُونَ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَهُمُ الْمَطَرُ فَلَجَأُوا إِلَى غَارٍ فَبَيْنَمَا هُمْ فِيهِ إِذْ أُنْقِضَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمْ بَابَهُ ، فَقَالُوا : عَفَا الْأَثَرُ وَانْقَطَعَ الْخَبَرُ ، وَلَيْسَ لَكُمْ إِلَّا اللَّهُ وَصَالِحُ أَعْمَالِكُمْ يَعْنِي أَنَّهُ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : ادْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمُ الَّذِي عَمِلْتُمْ ، فَلَعَلَّ اللَّهَ يُفَرِّجُ عَنَّا ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي بِنْتُ عَمٍّ وَإِنَّهَا كَانَتْ تُعْجِبُنِي فَرَاوَدْتُهَا عَنْ نَفْسِهَا ، فَأَبَتْ فَأَصَابَتْهَا حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ ، فَأَتَتْنِي وَسَأَلَتْنِي فَقُلْتُ : لَا حَتَّى تُمَكِّنِينِي مِنْ نَفْسِكِ ، فَأَبَتْ ثُمَّ ذَهَبَتْ ، فَرَجَعَتْ وَقَدْ أَصَابَتْهَا حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ . وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّ زَوْجَهَا كَانَ مَرِيضًا ، وَكَانَ بَيْنَهُمَا أَوْلَادٌ صِغَارٌ وَقَدْ أَصَابَهُمُ الْقَحْطُ ، قَالَ : فَأَتَتْنِي فَسَأَلَتْنِي الْمَرَّةَ الثَّالِثَةَ وَالرَّابِعَةَ ، فَقُلْتُ : لَا حَتَّى تُمَكِّنِينِي مِنْ نَفْسِكِ ، فَقَالَتْ : دُونَكَ فَلَمَّا قَعَدْتُ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنَ امْرَأَتِهِ ارْتَعَدَتْ ، فَقَالَتْ : لَا يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَفُكَّ هَذَا الْخَاتَمَ إِلَّا بِحِلِّهِ فَتَرَكْتُهَا وَوَفَّرْتُ عَلَيْهَا مَا احْتَاجَتْ إِلَيْهِ . اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ هَذَا ابْتِغَاءً لِوَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا ، فَانْفَرَجَتْ مِنْ بَابِ الْغَارِ فُرْجَةٌ ، وَقَالَ الْآخَرُ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، وَإِنِّي حَلَبْتُ حِلَابًا فَجِئْتُ أُعَشِّيهُمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا ، وَخَشِيتُ عَلَى غَنَمَتِي لَوْ تَرَكْتُهَا لَضَاعَتْ مِنَ السِّبَاعِ ، فَتَرَكْتُ مَاشِيَتِي وَأَمْسَكْتُ الْإِنَاءَ عَلَى يَدِي حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ ، وَغَنَمِي فِي الْبَرِّيَّةِ . اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا ، فَانْفَرَجَتْ عَنْهُمْ فُرْجَةٌ أُخْرَى ، وَقَالَ الْآخَرُ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي اسْتَأْجَرْتُ أُجَرَاءَ يَعْمَلُونَ لِي كُلُّ رَجُلٍ بِمُدَّيْنِ مِنَ الطَّعَامِ ، فَعَمِلُوا لِي فَوَفَّيْتُهُمْ أُجُورَهُمْ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : كَانَ عَمَلِي أَفْضَلَ ، فَأَعْطِنِي أَفْضَلَ فَأَبَيْتُ فَغَضِبَ . وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ آخَرُ فِي نِصْفِ النَّهَارِ ، فَعَمِلَ فِي بَقِيَّةِ نَهَارِهِ مِثْلَ مَا عَمِلَ غَيْرُهُ فِي يَوْمِهِ كُلِّهِ ، فَرَأَيْتُ أَنْ لَا أَنْقُصَ مِنْ أُجْرَتِهِ شَيْئًا ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ : إِنَّهُ جَاءَ فِي وَسَطِ النَّهَارِ ، وَأَنَا جِئْتُ فِي أَوَّلِ النَّهَارِ فَسَوَّيْتَ بَيْنَنَا فِي الْأُجْرَةِ ، فَقُلْتُ : هَلْ نَقَّصْتُ مِنْ أُجْرَتِكَ شَيْئًا ، فَغَضِبَ وَتَرَكَ أُجْرَتَهُ وَذَهَبَ فَأَخَذْتُ الْمُدَّيْنِ فَزَرَعْتُهُمَا ، فَجَاءَ مِنْهُ الْمَالُ فَاشْتَرَيْتُ مِنْ ذَلِكَ الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْإِبِلَ وَشَيْئًا كَثِيرًا ، فَجَاءَنِي بَعْدَ ذَلِكَ يَطْلُبُهُ مِنِّي بَعْدَمَا اشْتَدَّتْ حَاجَتُهُ فَقُلْتُ انْظُرْ كُلَّ شَيْءٍ هَهُنَا فَخُذْهُ ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ ، فَفَرِّجْ عَنَّا ، فَانْفَرَجَ عَنْهُمْ فَخَرَجُوا مِنْهَا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ | عبد الله بن عمر العدوي / توفي في :73 | صحابي |
عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ | عمرو بن دينار الجمحي / ولد في :46 / توفي في :126 | ثقة ثبت |