من اعجب الخلق ايمانا قالوا الملائكة يا رسول الله قال وكيف لا تؤمن الملائكة وهم يعاينو...


تفسير

رقم الحديث : 345

حَدَّثَنَا أَبُو عُمَروَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ ، قَالَ . ح إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعَبْسِيُّ ، قَالَ . ح وَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدًا أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ ، وَلا نَصِيفَهُ " ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا فِي فَضِيلَةِ السَّبْقِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا سورة الحديد آية 10 ، فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الَّذِينَ لَهُمُ السَّبْقُ بِالإِنْفَاقِ وَالإِيمَانِ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ غَيْرِهِمْ ، وَالسَّبْقُ سَبْقَانِ : سَبْقٌ فِي الْعَمَلِ ، وَسَبْقٌ فِي الدَّهْرِ ، فَمَنْ كَانَ فِي عَصْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَهُمْ سَبْقُ الدَّهْرِ عَلَى مَنْ بَعْدَهُمْ ، وَلَهُمْ فِي ذَلِكَ فَضْلٌ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي الاكْتِسَابِ ، وَإِنَّمَا هُوَ فَضْلُ اللَّهِ آتَاهُ مَنْ شَاءَ ، وَسَبْقُ الْعَمَلِ هُوَ بِاكْتِسَابٍ ، فَالَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلُوا كَانُوا أَفْضَلَ مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا مِنْ وَجْهَيْنِ : فَمَنْ كَانَ سَبْقُهُ مِنْ قِبَلِ الزَّمَانِ ، وَهُوَ أَنْ يَتَقَدَّمَ زَمَانُ إِنْفَاقِهِ وَقِتَالِهِ ، فَلَهُ فَضِيلَةُ سَبْقِ الزَّمَانِ الَّذِي لا يُلامُ مَنْ تَأَخَّرَ زَمَانُهُ عَلَى تَأَخُّرِهِ ، وَمَنْ كَانَ قِتَالُهُ وَإِنْفَاقُهُ مُتَأَخِّرًا عَنِ الْفَتْحِ مِنْ قِبَلِ فِعْلِهِ ، فَإِنَّهُ مَلُومٌ مِنْ نَفْسِهِ ، لأَنَّهُ كَانَ لَهُ إِمْكَانُ الإِنْفَاقِ وَالْقِتَالِ قَبْلَ الْفَتْحِ فَلَمْ يَفْعَلْ . فَأَمَّا تَأَخُّرُ آخِرِ هَذِهِ الأُمَّةِ فَمِنْ قِبَلِ الزَّمَانِ لَيْسَ مِنْ قِبَلِ الْفِعْلِ فَمَنْ أَنْفَقَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَاتَلَ مَعَهُ فَازَ بِفَضِيلَةِ السَّبْقِ الَّذِي هُوَ مِنْ فِعْلِهِ لا اكْتِسَابِهِ ، فَأَمَّا الإِنْفَاقُ وَالْقِتَالُ اللَّذَانِ هُمَا مِنْ بَابِ الاكْتِسَابِ فَيَجُوزُ اسْتِوَاءُ آخِرِ هَذِهِ الأُمَّةِ بِأَوَّلِهَا غَيْرِ الْمَخْصُوصِينَ مِنْهُمْ ، فَيَكُونُ مَعْنَى قَوْلِهِ : " لَمْ يُدْرِكْ مُدَّ أَحَدِهِمْ أَوْ نَصِيفَهُ " مِنْ جِهَةِ السَّبْقِ الَّذِي هُوَ سَبْقُ الزَّمَانِ ، وَيَكُونُ تَسَاوِيهِ بِالْخَبَرِ مِنْ جِهَةِ الاكْتِسَابِ ، فَيَكُونُ مَعْنَى قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ " : مِنْ جِهَةِ أَفْعَالِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ وَبَذْلِهِمْ وَإِنْفَاقِهِمْ وَمَا هُوَ مِمَّا يَكْتَسِبُونَهُ ، فَإِنْ أَخْبَرَهُمْ بِفِعْلِ ذَلِكَ كَمَا فَعَلَ إِبْرَاهِيمُ فَتَسَاوَوْا فِيهِ . وَقَوْلُهُ : " خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي " وَسَائِرُ مَا جَاءَ فِي ذَلِكَ فَهُوَ مِنْ فِعْلَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأُولَئِكَ ، فَأُولَئِكَ لَهُمْ فَضِيلَةُ السَّبْقِ فَهُمْ خَيْرُ النَّاسِ مِنْ قِبَلِ الزَّمَانِ ، وَالْمَعْدُودُونَ خَيْرَ النَّاسِ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ إِلا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ " فِي الْمَعْدُودِينَ وَمَنْ سِوَاهُمْ ، يَجُوزُ فِيهِ تَسَاوِي أُولاهُمْ وَأُخْرَاهُمْ تَفْضِيلا وَاكْتِسَابًا ، وَمَنْ سِوَاهُمْ فَأَوَّلُهُمْ وَآخِرُهُمْ سَوَاءٌ فِي الْخَيْرِ الَّذِي هُوَ أَفْعَالُهُمْ وَاكْتِسَابُهُمْ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
أَبِي سَعِيدٍ

صحابي

أَبِي صَالِحٍ

ثقة ثبت

الأَعْمَشِ

ثقة حافظ

وَكِيعٌ

ثقة حافظ إمام

إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ الْعَبْسِيُّ

ثقة

أَبُو عُمَروَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْعَطَّارُ

مجهول الحال

Whoops, looks like something went wrong.