قَالَ : حَدَّثَنَا نَصْرٌ ، قَالَ . ح أَبُو عِيسَى ، قَالَ . ح مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، قَالَ . ح أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ . ح أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ ، فَيُسِرُّهُ ، فَإِذَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ أَعْجَبَهُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَهُ أَجْرَانِ : أَجْرُ السِّرِّ ، وَأَجْرُ الْعَلانِيَةِ " ، قَالَ الشَّيْخُ الإِمَامُ الزَّاهِدُ الْمُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ سُرُورُهُ الَّذِي يُؤْجَرُ عَلَيْهِ سُرُورَهُ بِتَوْفِيقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُ عَلَى إِصْلاحِ سَرِيرَتِهِ ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَهُ مِنَ الَّذِينَ حَسُنَتْ سَرَايِرُهُمْ ، وَمَا ظَهَرَ مِنْهَا لَمْ يَكُنْ قَبَائِحَ ، وَقَبَائِحَ ، فَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يُفْتَضَحُونَ إِذَا ظَهَرَتْ سَرَايِرَهُمْ ، لأَنَّهَا تَكُونُ قَبَائِحَ أَسَرُّوهَا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَإِنْ حَسُنَتْ ظَوَاهِرُهُمْ ، فَهَذَا إِذَا ظَهَرَتْ سَرِيرَتُهُ ، وَوَافَقَتْ عَلانِيَتَهُ ، وَاسْتَوَيَا فِي الْحُسْنِ سُرَّ بِذَلِكَ لأَنَّهَا مِنْ أَوْصَافِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَعْنِي مُوَافَقَةَ السِّرِّ ، وَالْعَلانِيَةِ عَلَى مَا يُرْضِي اللَّهَ تَعَالَى ، فَيَكُونُ سُرُورُهُ عَلَى حُسْنِ إِيمَانِهِ ، وَتَوْفِيقِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِيَّاهُ بِحُسْنِ الْعَمَلِ فِي السِّرِّ كَتَحْسِينِ عَمَلِهِ فِي الْعَلانِيَةِ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ أَمَارَةَ الإِيمَانِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ " ، فَيَكُونُ سُرُورُهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ دُونَ أَنْ يَكُونَ لِحُسْنِ ثَنَائِهِ مِنَ النَّاسِ ، أَوْ تَعْظِيمٍ عِنْدَهُمْ ، أَوْ إِجْلالٍ فِي أَعْيُنِهِمْ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْعَمَلَ إِذَا صَحَّ فِي أَوَّلِهِ لَمْ يَضُرَّهُ فَسَادٌ يَكُونُ بَعْدَهُ ، لأَنَّ الرِّيَاءَ هُوَ مَا يَفْعَلُهُ الْعَبْدُ مِنَ الْعِلْمِ لِيُرَائِيَ بِهِ النَّاسَ ، وَيَكُونَ ذَلِكَ قَصْدَهُ ، وَمُرَادَهُ ، مَا كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ تَعَالَى ، وَمَا لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ تَعَالَى ، فَمُحبَطٌ بَاطِلٌ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى سورة البقرة آية 264 ، فَأَمَّا مَا وَقَعَ مِنَ الْعَمَلِ لِلَّهِ تَعَالَى ، وَإِرَادَةِ الدَّارِ الآخِرَةِ ، لَمْ يَلْحَقْهُ فَسَادٌ يَكُونُ بَعْدَهُ ، وَلَمْ يُحْبِطْهُ شَيْءٌ دُونَ الشِّرْكِ ، نَعُوذُ بِاللَّهِ تَعَالَى مِنْهُ ، عِنْدَ أَهْلَ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى : خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا ، لَوْ كَانَ الأَمْرُ عَلَى مَا تَزْعُمُ الْمُعْتَزِلَةُ مِنْ إِحْبَاطِ الطَّاعَاتِ بِالْمَعَاصِي ، لَمْ يَجُزِ اخْتِلاطُهُمَا ، وَاجْتِمَاعُهُمَا ، فَيَكُونُ مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَجْرَانِ " ، أَيْ : إِنْ عَمِلَ السِّرَّ قَدْ خَلَصَ لِلَّهِ تَعَالَى ، فَلا يَلْحَقُهُ فَسَادٌ ، وَسُرُورُهُ بِحَسَنَتِهِ إِذَا ظَهَرَتْ حَسَنَةٌ أُخْرَى ، فَصَارَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرَانِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
أَبِي هُرَيْرَةَ | أبو هريرة الدوسي / توفي في :57 | صحابي |
أَبِي صَالِحٍ | أبو صالح السمان | ثقة ثبت |
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ | حبيب بن أبي ثابت الأسدي | ثقة فقيه جليل |
أَبُو سِنَانٍ الشَّيْبَانِيُّ | سعيد بن سنان البرجمي | ثقة |
أَبُو دَاوُدَ | أبو داود الطيالسي | ثقة حافظ غلط في أحاديث |
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى | محمد بن المثنى العنزي / ولد في :167 / توفي في :252 | ثقة ثبت |
أَبُو عِيسَى | محمد بن عيسى الترمذي / توفي في :279 | أحد الأئمة ثقة حافظ |
نَصْرٌ | نصر بن الفتح الإشتيخني | مقبول |