امرؤ القيس يحمل لواء الشعر الى النار


تفسير

رقم الحديث : 21

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ فُرَاتٍ ، عَنْ أَسْبَاطٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، قَالَ : " كَانَ مَلِكٌ ، وَكَانَ لَهُ ابْنٌ ، يُقَالُ لَهُ الْخَضِرُ ، وَإِلْيَاسُ أَخُوهُ ، أَوْ كَمَا قَالَ ، فَقَالَ إِلْيَاسُ لِلْمَلِكِ : إِنَّكَ قَدْ كَبِرْتَ ، وَابْنُكَ الْخَضِرُ لَيْسَ يَدْخُلُ فِي مُلْكِكَ ، فَلَوْ زَوَّجْتَهُ لِيَكُونَ وَلَدُهُ مَلِكًا بَعْدَكَ ؟ فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، تَزَوَّجْ ، فَقَالَ : لا أُرِيدُ ، قَالَ : لابُدَّ لَكَ ، قَالَ : فَزَوِّجْنِي ، فَزَوَّجَهُ امْرَأَةً بِكْرًا ، فَقَالَ لَهَا الْخَضِرُ : إِنَّهُ لا حَاجَةَ لِي فِي النِّسَاءِ ، فَإِنْ شِئْتِ عَبَدْتِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعِي ، فَأَنْتِ فِي طَعَامِ الْمَلِكِ ، وَنَفَقَتِهِ ، وَإِنْ شِئْتِ طَلَّقْتُكِ ، قَالَتْ : بَلْ أَعْبُدُ اللَّهَ مَعَكَ ، قَالَ : فَلا تُظْهِرِي سِرِّي ، فَإِنَّكِ إِنْ حَفِظْتِ سِرِّي حَفِظَكِ اللَّهُ ، وَإِنْ أَظْهَرْتِ عَلَيْهِ أَهْلَكِ أَهْلَكَكِ اللَّهُ ، فَكَانَتْ مَعَهُ سَنَةً لَمْ تَلِدْ ، فَدَعَاهَا الْمَلِكُ ، فَقَالَ : أَنْتِ شَابَّةٌ ، وَابْنِي شَابٌّ ، فَأَيْنَ الْوَلَدُ ، وَأَنْتِ مِنْ نِسَاءٍ وُلَّدٍ ؟ فَقَالَتْ : إِنَّمَا الْوَلَدُ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَدَعَا الْخَضِرَ ، فَقَالَ : أَيْنَ الْوَلَدُ يَا بُنَيَّ ؟ فَقَالَ : الْوَلَدُ بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَقِيلَ لِلْمَلِكِ : لَعَلَّ هَذِهِ الْمَرْأَةَ عَقِيمٌ لا تَلِدُ ، فَزَوِّجْهُ امْرَأَةً قَدْ وَلَدَتْ ، فَقَالَ لِلْخَضِرِ : طَلِّقْ هَذِهِ ، قَالَ : لا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهَا ، فَقَدِ اغْتَبَطْتُ بِهَا ، فَقَالَ : لابُدَّ ، فَطَلَّقَهَا ، ثُمَّ زَوَّجَهُ ثَيِّبًا قَدْ وَلَدَتْ ، فَقَالَ لَهَا الْخَضِرُ : كَمَا قَالَ لِلأُولَى ، فَقَالَتْ : بَلْ أَكُونُ مَعَكَ ، فَلَمَّا كَانَ الْحَوْلُ دَعَاهَا ، فَقَالَ : إِنَّكَ ثَيِّبٌ قَدْ وَلَدْتِ قَبْلَ ابْنِي ، فَأَيْنَ وَلَدُكِ ؟ فَقَالَتْ : هَلْ يَكُونُ الْوَلَدُ إِلا مِنْ بَعْلٍ ؟ وَبَعْلِي مُشْتَغِلٌ بِالْعِبَادَةِ ، وَلا حَاجَةَ لَهُ فِي النِّسَاءِ ، فَغَضِبَ الْمَلِكُ ، وَقَالَ : اطْلُبُوهُ ، فَهَرَبَ ، فَطَلَبَهُ ثَلاثَةٌ ، فَأَصَابَهُ اثْنَانِ مِنْهُمْ ، فَطَلَبَ إِلَيْهِمَا أَنْ يُطْلِقَاهُ ، فَأَبَيَا ، وَجَاءَ الثَّالِثُ ، فَقَالَ : لا تَذْهَبَا بِهِ ، فَلَعَلَّهُ يَضْرِبُهُ ، وَهُوَ وَلَدُهُ ، فَأَطْلَقَاهُ ، ثُمَّ جَاءَا إِلَى الْمَلِكِ ، فَأَخْبَرَهُ الاثْنَانِ أَنَّهُمَا أَخَذَاهُ ، وَأَنَّ الثَّالِثَ أَخَذَهُ مِنْهُمَا ، فَحَبَسَ الثَّالِثَ ، ثُمَّ فَكَّرَ الْمَلِكُ ، فَدَعَا الاثْنَيْنِ ، فَقَالَ : أَنْتُمَا خَوَّفْتُمَا ابْنِي حَتَّى هَرَبَ ، فَذَهَبَ ، فَأَمَرَ بِهِمَا فَقُتِلا ، وَدَعَا بِالْمَرْأَةِ ، فَقَالَ لَهَا : أَنْتِ هَرَّبْتِ ابْنِي ، وَأَفْشَيْتِ سِرَّهُ ، وَلَوْ كَتَمْتِ عَلَيْهِ لأَقَامَ عِنْدِي ، فَقَتَلَهَا ، وَأَطْلَقَ الْمَرْأَةَ الأُولَى وَالرَّجُلَ ، فَذَهَبَتْ ، فَاتَّخَذَتْ عَرِيشًا عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ ، وَكَانَتْ تَحْتَطِبُ ، وَتَبِيعُهُ ، وَتَتَقَوَّتُ بِثَمَنِهِ ، فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ فَقِيرٌ ، فَقَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ ، فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ : وَأَنْتَ تَعْرِفُ اللَّهَ ؟ قَالَ : أَنَا صَاحِبُ الْخَضِرِ ، قَالَتْ : وَأَنَا امْرَأَةُ الْخَضِرِ ، فَتَزَوَّجَهَا ، وَوَلَدَتْ لَهُ ، وَكَانَتْ مَاشِطَةَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ ، فَقَالَ أَسْبَاطٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهَا بَيْنَمَا هِيَ تُمَشِّطُ ابْنَةَ فِرْعَوْنَ سَقَطَ الْمُشْطُ مِنْ يَدِهَا ، فَقَالَتْ : سُبْحَانَ رَبِّي ، فَقَالَتِ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ : أَبِي ؟ قَالَتْ : لا ، رَبِّي ، وَرَبُّ أَبِيكِ ، قَالَتْ : أُخْبِرُ أَبِي ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، فَأَخْبَرَتْهُ ، فَدَعَا بِهَا ، وَقَالَ : ارْجِعِي ، فَأَبَتْ ، فَدَعَا بِنُقْرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ ، فَأَخَذَ بَعْضَ وَلَدِهَا ، فَرَمَى بِهِ فِي النُّقْرَةِ ، وَهِيَ تَغْلِي ، ثُمَّ قَالَ : تَرْجِعِينَ ؟ قَالَتْ : لا ، فَأَخَذَ الْوَلَدَ الآخَرَ حَتَّى أَلْقَى أَوْلادَهَا أَجْمَعِينَ ، ثُمَّ قَالَ لَهَا : تَرْجِعِينَ ؟ قَالَتْ : لا ، فَأَمَرَ بِهَا ، قَالَتْ : إِنَّ لِي حَاجَةً ، فَقَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَتْ : إِذَا أَلْقَيْتَنِي فِي النُّقْرَةِ تَأْمُرُ بِالنُّقْرَةِ أَنْ تُحْمَلَ ، ثُمَّ تُطْفَأَ فِي بَيْتِيَ الَّذِي بِبَابِ الْمَدِينَةِ ، وَتُنَحِّيَ النُّقْرَةَ ، وَتَهْدِمَ الْبَيْتَ عَلَيْنَا حَتَّى تَكُونَ قُبُورَنَا ، فَقَالَ : نَعَمْ ، إِنَّ لَكِ عَلَيْنَا حَقًّا ، قَالَ : فَفَعَلَ بِهَا ذَلِكَ ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي ، فَشَمَمْتُ رَائِحَةً طَيِّبَةً ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ ، مَا هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا رِيحُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ ، وَوَلَدِهَا " .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنُ عَبَّاسٍ

صحابي

سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ

ثقة ثبت

عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ

صدوق حسن الحديث

أَسْبَاطٍ

صدوق كثير الخطا يغرب

عَامِرُ بْنُ فُرَاتٍ

مجهول الحال

حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ

صدوق حسن الحديث

أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.