لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به


تفسير

رقم الحديث : 250

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الْمَوْصِلِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْجُرْجَانِيِّ ، قَالَ : حَجَجْتُ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدِ ، فَدَخَلْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَيْنَا أَنَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ ، إِذَا أَنَا عَنْ يَمِينِي بِرَجُلٍ حَسَنِ الْهَيْئَةِ خَاضِبٍ ، مَعَهُ رَجُلٌ فِي مثل حَالِهِ ، فَحَانَتْ مِنِّي لَفْتَةٌ نَحْوَهُ فَإِذَا هُوَ يَكْسِرُ حَاجِبَهُ ، وَيَفْتَحُ فَاهُ ، وَيَلْوِي عُنُقَهُ ، وَيُشِيرُ بِيَدِهِ ، فَتَجَوَّزْتُ فِي صَلاتِي وَسَلَّمْتُ ، فَقُلْتُ : أَفِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَتَغَنَّى ؟ ، قَالَ : قَنَّعَكَ اللَّهُ دَارَ مَخْرَمَةَ ، مَا أَجْهَلَكَ ! قَالَ : وَدَارُ مَخْرَمَةَ صَخْرَةٌ ، أَمَا فِي الْجَنَّةِ غِنَاءٌ ؟ قُلْتُ : بَلَى ، فِيهَا مَا تَشْتَهِي الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ ، قَالَ : فَأَنَا فِي رَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، قُلْتُ : لا ، قَالَ : وَاحْرَبَاهْ ! أَتَرُدُّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ قَوْلَهُ : " بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ " ، فَنَحْنُ فِي تِلْكَ الرَّوْضَةِ ، فَقُلْتُ : قَبَّحَ اللَّهُ شَيْخًا وَشَارَةً ، مَا أَسْفَهَكَ ! فَقَالَ : بِالْقَبْرِ لَمَا أَنْصَتَّ إِلَيَّ ، فَتَخَوَّفْتُ أَلا أُنْصِتَ إِلَيْهِ ، فَانْدَفَعَ فَتَغَنَّى بِصَوْتٍ يُخْفِيهِ : فَلَيْسَتْ عَشِيَّاتُ الْحِمَى بِرَوَاجِعٍ عَلَيْكَ وَلَكِنْ خَلِّ عَيْنَكَ تَدْمَعَا فَوَاللَّهِ إِنْ قُمْتُ لِلصَّلاةِ مِمَّا دَخَلَ عَليَّ ، فَلَمَّا رَأَى مَا نزل بِي ، قَالَ : يَابْنَ أُمِّي ، أَرَى نَفْسَكَ قَدِ اسْتَجَابَتْ وَطَابَتْ ، فَهَلْ لَكَ فِي زِيَادَةٍ ؟ قُلْتُ : وَيْحَكَ ! مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَنَا أَعْرَفُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ مِنْكَ ، فَدَعْنَا مِنْ جَهْلِكَ ، وَتَغَنَّى : فَلَوْ كَانَ وَاشٍ بِالْيَمَامَةِ دَارُهُ وَدَارِي بِأَعْلَى حَضْرَمَوْتَ اهْتَدَى لِيَا وَمَا بَالُهُمْ لا أَحْسَنَ اللَّهُ حِفْظَهُمْ مِنَ الْحَظِّ هُمْ فِي نَصْرِهِمْ لَيْلَى حِيَالِيَا قَالَ : فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ : يَابْنَ أَخِي ، أَحْسَنْتَ وَاللَّهِ ، عَتَقَ مَا يَمْلِكُ لَوْ أَنَّ هَذَا فِي مَوْضِعِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدِ لَخَلَعَ عَلَيْكَ ثِيَابَهُ مَشْقُوقَةً طَرَبًا ، قَالَ : فَقُمْتُ وَهُمَا لا يَعْلَمَانِ مَنْ أَنَا ، فَدَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الرَّشِيدِ ، فَحَدَّثْتُهُ ، فَقَالَ : أَدْرِكْهُمَا لا يَفُوتَانِكَ ، فَوَجَّهْتُ مَنْ أَتَى بِهِمَا ، فَلَمَّا دَخَلا عَلَيْهِ وَدَخَلا بِوُجُوهٍ قَدْ ذَهَبَ مَاؤُهَا ، وَأَنَا قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ ، فَقَالَ : يَا إِبْرَاهِيمُ ، هَذَانِ هُمَا ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَنَظَرَ الْمُغَنِّي مِنْهُمَا إِلَيَّ ، وَقَالَ : سِعَايَةً فِي جِوَارِ قَبْرِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَسُرِّيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ بَعْضُ غَضَبِهِ ، فَقَالَ : مَا كُنْتُمَا فِيهِ ؟ ، قَالا : خَيْرٌ ، قَالَ : فَمَا مِنْ ذَلِكَ الْخَيْرِ ؟ فَسَكَّتْنَا ، فَقَالَ لِلْمُغَنِّي مِنْهُمَا : مَنْ أَنْتَ ؟ فَابْتَدَرَهُ جَمَاعَةٌ ، فَقَالُوا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَذَا ابْنُ جُرَيْجٍ فَقِيهُ أَهْلِ مَكَّةَ ، فَقَالَ : فَقِيهٌ يَتَغَنَّى فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِالْقَصْدِ مِنِّي ، وَلَكِنِّي كُنْتُ سَمِعْتُ مِنْ هَذَا الْمَخْزُومِيِّ يَعْنِي صَاحِبَهُ صَوْتَيْنِ لَمْ يَزَالا فِي قَلْبِي حَتَّى الْتَقَيْنَا وَأَحْبَبْتُ أَنْ يَأْخُذَهُمَا عَلَيَّ فَأَخَذَهُمَا عَلَيَّ ، وَحَلَفَ أَنِّي قَدْ أَحْسَنْتُ وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ مِنْ مَوْضِعِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ لَخَلَعَ عَلَيَّ ، وَسَكَتَ . فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ تَرَكْتَ مِنَ الْحَدِيثِ شَيْئًا فَهَاتِهِ ، فَقَالَ : مَا تَرَكْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ شَيْئًا ، قَالَ : وَاللَّهِ لَتَقُولَنَّ مَا قَالَ أَوْ لأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ . قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَ : لَوْ كُنْتُ فِي مَوْضِعِهِ لَخَلَعْتُ عَلَيْهِ ثِيَابَكَ مَشْقُوقَةً طَرَبًا ، فَتَبَسَّمَ الرَّشِيدُ ، وَقَالَ : أَمَّا هَذَا فَلا ، وَلَكِنْ سَأَنْبِذُهَا لَكَ صَحِيحَةً فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ، ثُمَّ دَعَا بِثِيَابٍ وَنَبَذَ إِلَيْهِ ثِيَابَهُ ، وَأَمَرَ لَهُ بِعَشَرَةِ آلافِ دِرْهَمٍ ، وَلِصَاحِبِهِ بِخَمْسَةِ آلافِ دِرْهَمٍ ، وَقَالَ : لا تَعُودَا لِمِثْلِ هَذَا . قَالَ : فَقَالَ صَاحِبُ ابْنِ جُرَيْجٍ : إِلا أَنْ تَحُجَّ ثَانِيَةً يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَضَحِكَ وَقَالَ : أَلْحِقُوهُ بِصَاحِبِهِ فِي الْجَائِزَةِ .

الرواه :

الأسم الرتبة
الْحُسَيْنُ بْنُ الْقَاسِمِ الْكَوْكَبِيُّ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.