حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَرَجِ الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى الْجَرِيرِيُّ ، إِمْلاءً مِنْ لَفْظِهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ وَاقِدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ ، عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَمَّتِهَا زَيْنَبَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، قَالَ : " كَانَ أَبُو طَالِبٍ قَدْ تَبَنَّى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ أَمْلَقَ ، وَخَفَّ مَا بِيَدِهِ ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ خَدِيجَةَ تُوَجِّهُ غُلامَهَا مَيْسَرَةَ فِي تِجَارَةٍ إِلَى الشَّامِ ، فَأُكَلِّمُهَا لَكَ فَتَخْرُجَ مَعَهُ ، قَالَ : افْعَلْ يَا عَمُّ ، فَجَاءَ مَعَهُ إِلَى خَدِيجَةَ فَكَلَّمَهَا ، فَكَانَتْ تُعْطِي كُلَّ رَجُلٍ بَعِيرًا ، فَخَرَجَ مَعَ مَيْسَرَةَ ، فَأَصَابَ مَيْسَرَةُ ضِعْفَيْ مَا كَانَ يُصِيبُ مِنَ الرِّبْحِ ، ثُمَّ قَدِمَا ، وَوَقَعَ حُبُّهُ فِي قَلْبِ مَيْسَرَةَ ، فَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ مَكَّةَ ، قَالَ لَهُ مَيْسَرَةُ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ خَدِيجَةَ تُعْطِي كُلَّ أَجِيرٍ بَعِيرًا إِذَا ذَهَبَ إِلَيْهَا يُبَشِّرُهَا بِقُدُومِنَا ، فَاذْهَبْ فَإِنَّهَا سَتُعْطِيكَ بَعِيرَيْنِ ، فَفَعَلَ . وَكَانَتْ خَدِيجَةُ قَدْ قَدَّرَتْ قُدُومَهُمْ ، فَجَلَسَتْ فِي مَشْرَبَةٍ لَهَا ، وَمَعَهَا نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَنْتَظِرْنَ قُدُومَهُمْ ، إِذْ نَظَرَتْ فَإِذَا رَجُلٌ عَلَى بَعِيرٍ ، مُقْبِلٌ عَلَى رَأْسِهِ سَحَابَةٌ تُظِلُّهُ مِنَ الشَّمْسِ تَسِيرُ مَعَهُ ، فَجَعَلَتْ تَنْظُرُ إِلَيْهِ ، وَقَالَتْ لِلنِّسْوَةِ : هَلْ تَنْظُرْنَ مَا أَنْظُرُ ؟ قُلْنَ : نَرَى رَجُلا مُقْبِلا عَلَى بَعِيرٍ ، قَالَتْ : فَمَا تَرَيْنَ عَلَى رَأْسِهِ ؟ قُلْنَ : مَا نَرَى شَيْئًا ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِهَا أَنَّهُ شَيْءٌ خُصَّتْ بِهِ ، فَلَمَّا قَرُبَ مِنْهَا ، تَبَيَّنَتْهُ ثُمَّ نزلت ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهَا ، فَأَخْبَرَهَا بِكَثْرَةِ رِبْحِهِمْ ، فَقَالَتْ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي كُنْتُ أُعْطِي كُلَّ أَجِيرٍ بَعِيرًا ، وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ بَعِيرَيْنِ بِحِمْلَيْهِمَا ، فَاذْهَبْ بِهِمَا إِلَى مَنْزِلِكَ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ أَتَاهَا وَقَدْ دَخَلَ مَيْسَرَةُ ، فَسَأَلَتْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ أَحْسَنَ صُحْبَةً ، وَلا أَعْظَمَ بَرَكَةً ، مَا مَدَدْنَا أَيْدِيَنَا إِلَى شَيْءٍ إِلا نِلْنَاهُ ، فَوَقَعَ فِي قَلْبِهَا ، ثُمَّ خَلَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : يَا مُحَمَّدُ ، أَمَا لَكَ أَرَبٌ فِي النِّسَاءِ ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَالٌ ، قَالَتْ : فَهَلْ لَكَ أَنْ تَزَوَّجَ بِي ؟ قَالَ : وَتَفْعَلِينَ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ : أَسْتَأْذِنُ عَمِّي ، قَالَتْ : فَاسْتَأْذِنْهُ ، قَالَ : فَجَاءَ إِلَى عَمِّهِ فَأَخْبَرَهُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ خَدِيجَةَ أَيِّمُ قُرَيْشٍ ، وَأَكْثَرُهُمْ مَالا ، وَأَنْتَ يَتِيمُ قُرَيْشٍ ، وَلا مَالَ لَكَ ، وَلَكِنَّهَا قَالَتْ لَكَ هَذَا عَلَى الْعَبَثِ ، فَقَالَ : مَا قُلْتُ لَكَ إِلا مَا قَالَتْ لِي ، قَالَ : إِنَّكَ لَصَادِقٌ , ثُمَّ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ ، بَعَثَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِهِ إِلَى مَنْزِلِ خَدِيجَةَ لِيَعْلَمَ ذَلِكَ ، فَذَهَبَتْ ثُمَّ أَتَتْهُ ، فَقَالَتْ : يَا أَبَا طَالِبٍ ، مَا تَعْثُرُ بِشَيْءٍ إِلا قَالَتْ : لا شَقِيتَ يَا مُحَمَّدُ ، وَمَا تَعْجَبُ مِنْ شَيْءٍ ، إِلا قَالَتْ : لا شَقِيتَ يَا مُحَمَّدُ . فَمَضَى مَعَهُ أَبُو طَالِبٍ ، وَحَمْزَةُ ، وَالْعَبَّاسُ ، وَمَنْ حَضَرَ مِنْ عُمُومَتِهِ ، حَتَّى أَتَى أَبَاهَا فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ ، فَأَذِنَ لَهُ ، وَتَنَحَّى لَهُ عَنْ مَجْلِسِهِ ، قَالَ أَبُو طَالِبٍ : أَنْتَ أَوْلَى بِمَجْلِسِكَ ، قَالَ : مَا كُنْتُ لأَجْلِسَ إِلا بَيْنَ يَدَيْكَ ، قَالَ : فِيمَ قَصَدْتَ ؟ قَالَ : فِي حَاجَةٍ لِمُحَمَّدٍ ، قَالَ : لَوْ سَأَلَنِي مُحَمَّدٌ أَنْ أُزَوِّجَهُ خَدِيجَةَ ، لَفَعَلْتُ فَمَا أَحَدٌ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْهَا ، قَالَ : فَمَا جِئْنَاكَ إِلا لِنَخْطُبَكَ خَدِيجَةَ ، عَلَى مُحَمَّدٍ ، قَالَ : فَتَكَلَّمَ ، فَقَالَ : إِنَّ مُحَمَّدًا هُوَ الْفَحْلُ ، لا يُقْرَعُ أَنْفُهُ ، ثُمَّ تَكَلَّمَ أَبُو طَالِبٍ ، فَخَطَبَ ، فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ الْبَابِ وَمَنْ شَاهَدَهُ مِنْ قُرَيْشٍ حُضُورٌ ، ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنَا مِنْ زَرْعِ إِبْرَاهِيمَ ، وَذُرِّيَّةِ إِسْمَاعِيلَ ، وَجَعَلَ لَنَا بَيْتًا مَعْمُورًا ، وَحَرَمًا آمِنًا ، تُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَجَعَلَنَا الْحُكَّامَ عَلَى النَّاسِ فِي مَوْلِدِنَا الَّذِي نَحْنُ فِيهِ ، ثُمَّ إِنَّ ابْنَ أَخِي ، مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لا يُوزَنُ بِرَجُلٍ مِنْ قُرَيْشٍ إِلا رَجَحَ بِهِ ، وَلا يُقَاسُ بِأَحَدٍ مِنْهُمْ ، إِلا عَظُمَ عَنْهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي الْمَالِ قِلَّةٌ ، فَإِنَّ الْمَالَ رِزْقٌ جَاءٍ وَظِلٌّ زَائِلٌ ، وَلَهُ فِي خَدِيجَةَ رَغْبَةٌ ، وَلَهَا فِيهِ رَغْبَةٌ ، وَالصَّدَاقُ مَا سَأَلْتُمْ ، عَاجِلُهُ وَآجِلُهُ مِنْ مَالِي ، وَلَهُ خَطَرٌ عَظِيمٌ ، وَشَأْنٌ شَائِعٌ جَسِيمٌ . فَزَوَّجَهُ وَدَخَلَ بِهَا مِنَ الْغَدِ ، فَأَوَّلَ مَا حَمَلَتْ ، وَلَدَتْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ | عبد الله بن جعفر الهاشمي / ولد في :5 / توفي في :85 | صحابي |
زَيْنَبَ | زينب بنت علي القرشية | صحابية صغيرة |
فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ | فاطمة بنت الحسين الهاشمية / توفي في :101 | ثقة |
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ | عبد الله بن الحسن الهاشمي / ولد في :70 / توفي في :145 | ثقة |
الْحُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ | الحسين بن زيد الهاشمي | ضعيف الحديث |
شُعَيْبُ بْنُ وَاقِدٍ | شعيب بن واقد المرائي | ضعيف الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا | محمد بن زكريا الغلابي / توفي في :280 | يضع الحديث |
عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ | ابن قانع البغدادي / ولد في :265 / توفي في :351 | صدوق حسن الحديث |