الملائكة وعيد الفطر


تفسير

رقم الحديث : 689

حَدَّثَنَا عبيد الله بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الأَزْدِيّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بكر بن أبي الدُّنْيَا ، قَالَ : حَدَّثَنِي القاسم بن هاشم أَبُو محْمَد ، قَالَ : حَدَّثَنَا الحكم بن نَافِع ، قَالَ : حَدَّثَنَا صفوان بن عَمْرو ، عَن عبد الرحمن بن عبد الله الخزاعي : " أن ذا القرنين أتى على أمة من الأمم لَيْسَ فِي أيديهم شيءٌ ، مما يستمتع بِهِ الناس من دنياهم ، قد احتفروا قبورًا ، فإذا أصبحوا تعهّدوا تِلْكَ القبور ، فكنسوها وصَلَّوْا عندها ، ورعوا البقل كما تَرْعَى البهائم ، وقد قُيّض لَهم فِي ذَلِكَ معاش من نبات الأرض ، فأرسلَ ذو القرنين إلى ملكهم ، فقال لَهُ : أجب الملك ذا القرنين ، فقال : ما لي إِلَيْهِ حاجة ، فأقبل إِلَيْهِ ذو القرنين ، فقال : إني أرْسَلْتُ إليكَ لتأتيني ، فأبيت ، أنا ذا قد جئتك ، فقال لَهُ : لو كانت لي إليكَ حاجة لأتيتُكَ ، فقال لَهُ ذو القرنين : ما لي أراكم على الحال التي رأيت ، لَمْ أرَ أحدًا من الأمم عليها ؟ قالوا : وما ذاك ؟ قَالَ : لَيْسَ لكم دنيا ولا شيء ، أفلا اتّخذتُم الذّهبَ ، والفضَّة ، فاستمتعتم بِهَا ؟ فقالوا : إنَّما كرهناها لأن أحدًا لَمْ يُعطَ منها شيئًا ، إلا تاقت نفسه ، وَدَعَتْهُ إلى أفضل منه ، فقال : ما بالكم قد احتفرتم قبورًا فإذا أصبحتم تعهدتموها ، فكنستموها وصليتم عندها ؟ قالوا : أردنا إذا نظرنا إليها ، فأمَّلنا الدُّنْيَا منعتنا قبورنا من الأمل ، قَالَ : وأراكم لا طعام لكم إلا البقل من الأرض ، أفلا اتّخذتم البهائم من الأنعام ، فاحتلبتموها ، وركبتموها ، واستمتعتم بِهَا ؟ قالوا : كرهنا أن نجعلَ بطوننا قبورًا لَهَا ، ورأينا أن فِي نبات الأرض بلاغًا ، وإنَّما يكفي ابن آدم أدْنَى العيش من الطعام ، وإنّ ما جاوزَ الحنك لَمْ نجد لَهُ طعمًا كائنًا ما كَانَ من الطعام . ثُمَّ بسط ملك تِلْكَ الأرض يده خلف ذي القرنين ، فتناول جمجمة ، فقال : يا ذا القرنين أتدري من هذا ؟ قَالَ : لا ، ومن هُوَ ؟ قَالَ : ملكٌ من ملوك الأرض ، أعطاهُ الله سلطانًا على أهل الأرض ، فغشم وظلم وعتا ، فلمَّا رأى الله عَزَّ وَجَلَّ ذَلِكَ منه حسمه بالموت ، فصار كالحجر الملقى قد أحصى عَلَيْهِ عمله ، حَتَّى يجزيه فِي الآخرة . ثُمَّ تناول جمجمة أخرى ، فقال : يا ذا القرنين ، هَلْ تدري من هذا ؟ قَالَ : لا ، ومن هُوَ ؟ قَالَ : هذا ملك ملّكه الله بعدهم ، قد كَانَ يرى ما يصنع الَّذِي قبله بالناس من الغشم ، والظلم ، والتجبّر ، فتواضع وخشع لله عَزَّ وَجَلَّ ، وعمل بالعدل فِي أهل مملكته ، فصار كما ترى ، قد أحصى الله عَلَيْهِ عمله حَتَّى يجزيه فِي آخرته . ثُمَّ أهوى إلى جُمجمة ذي القرنين ، فقال : وهذه الجمجمة كأن قد كانت كهاتين ، فانظر يا ذا القرنين ما أنت صانعٌ . فقال لَهُ ذو القرنين : هَلْ لك فِي صحبتي فأتخذك أخًا ، ووزيرًا وشريكًا ، فيما آتاني الله من هذا المال ؟ قَالَ : ما أصلحُ أنا وأنت فِي مكان ، ولا أن نكون جَميعًا . قَالَ ذو القرنين : ولِمَ ؟ قَالَ : من أجل أنّ النّاس كلهم لك عدو ، ولي صديق ، قَالَ : ولم ذاك ؟ قَالَ : يعادونك لِما فِي يديك من الملك ، والمال ، والدنيا ، ولا أجدُ أحدًا يُعاديني لرفضي لذلك ولما عندي من الحاجة ، وقلَّة الشيء ، فانصرف عَنْهُ ذو القرنين " .

الرواه :

الأسم الرتبة

Whoops, looks like something went wrong.