أَخْبَرَنَا الْمُعَافَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو عُمَرَ الْقَاضِي ، سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَثَلاثِ مِائَةٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيُّ ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ أَخْبَرَهُ : " أَنَّهُ لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ ، جَعَلَتْ قُرَيْشٌ لِمَنْ رَدَّهُ مِائَةَ نَاقَةٍ ، قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي نَادِي قَوْمِي ، إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَكْبًا ثَلاثَةً مَرُّوا عَلَيَّ آنِفًا ، إِنِّي لأَرَاهُ مُحَمَّدًا ، قَالَ : فَأَوْمَأْتُ إِلَيْهِ أَنِ اسْكُتْ ، إِنَّمَا هُمْ بَنُو فُلانٍ يَبْغُونَ ضَالَّتَهُمْ ، قَالَ : فَمَكَثْتُ قَلِيلا ، ثُمَّ قُمْتُ ، فَدَخَلْتُ ، فَأَمَرْتُ بِفَرَسِي ، فَقِيدَ إِلَى بَطْنِ الْوَادِي ، وَأَخْرَجْتُ سِلاحِي مِنْ وَرَاءِ حُجْرَتِي ، ثُمَّ أَخَذْتُ قِدَاحِي الَّتِي أَسْتَقْسِمُ بِهَا ، وَلَبِسْتُ لأْمَتِي ، ثُمَّ أَخْرَجْتُ قِدَاحِي ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا ، فَخَرَجَ السَّهْمُ الَّذِي أَكْرَهُ لا يَضُرُّهُ ، قَالَ : وَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ أَرُدَّهُ وَآخُذَ الْمِائَةَ نَاقَةٍ قَالَ الْقَاضِي : هَكَذَا هُوَ فِي الْحَدِيثِ ، وَالْوَجْهُ مِائَةُ النَّاقَةِ ، فَتَكُونُ الأَلِفُ وَاللامُ فِي الْمُضَافِ إِلَيْهِ دُونَ الْمُضَافِ ، كَمَا يُقَالُ : غُلامُ الْقَوْمِ ، وَلا يُقَالُ : الْغُلامِ قَوْمٍ فَرَكِبْتُ عَلَى أَثَرِهِ ، فَبَيْنَمَا فَرَسِي يَشْتَدُّ بِي عَثِرَ ، فَسَقَطْتُ عَنْهُ ، فَأَخْرَجْتُ قِدَاحِي ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا فَخَرَجَ السَّهْمُ الَّذِي أَكْرَهُ لا يَضُرُّهُ ، قَالَ : فَأَبَيْتُ إِلا أَنْ أَتْبَعَهُ ، فَرَكِبْتُ فَلَمَّا بَدَا لِيَ الْقَوْمُ ، فَنَظَرْتُ إِلَيْهِمْ عَثِرَ بِي فَرَسِي ، وَذَهَبَتْ يَدَاهُ فِي الأَرْضِ ، وَسَقَطْتُ عَنْهُ ، فَاسْتَخْرَجَ يَدَيْهِ ، وَانْبَعَثَ دُخَانٌ مثل الإِعْصَارِ ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ مُنِعَ مِنِّي ، وَأَنَّهُ ظَاهِرٌ ، فَنَادَيْتُهُمْ ، فَقُلْتُ : انْظُرُونِي ، فَوَاللَّهِ لا أُرِيبُكُمْ ، وَلا يَأْتِيكُمْ مِنِّي شَيْءٌ تَكْرَهُونَهُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَاذَا تَبْتَغِي ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : اكْتُبْ لِي كِتَابًا يَكُونُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ آيَةً ، قَالَ : اكْتُبْ لَهُ يَا أَبَا بَكْرٍ ، قَالَ : فَكَتَبَ لِي ، ثُمَّ أَلْقَاهُ إِلَيَّ . قَالَ : فَرَجَعْتُ ، فَسُئِلْتُ ، فَلَمْ أَذْكُرْ شَيْئًا مِمَّا كَانَ ، حَتَّى إِذَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مَكَّةَ ، وَفَرَغَ مِنْ حُنَيْنٍ ، خَرَجْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَلْقَاهُ ، وَمَعِي الْكِتَابُ الَّذِي كَتَبَ لِي ، فَبَيْنَا أَنَا عَامِدٌ لَهُ ، دَخَلْتُ بَيْنَ كَتِيبَةٍ مِنْ كَتَائِبِ الأَنْصَارِ ، فَطَفِقُوا يُفَزِّعُونَنِي بِالرِّمَاحِ ، وَيَقُولُونَ : إِلَيْكَ إِلَيْكَ ، حَتَّى دَنَوْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ أَنْظُرُ إِلَى سَاقِهِ فِي غَرْزِهِ كَأَنَّهَا جُمَّارَةٌ . قَالَ : فَرَفَعْتُ يَدِي بِالْكِتَابِ ، وَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا كِتَابُكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَوْمُ وَفَاءٍ وَبِرٍّ ، قَالَ : فَأَسْلَمْتُ وَسُقْتُ إِلَيْهِ صَدَقَةَ مَالِي " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكٍ | سراقة بن جعشم المدلجي | صحابي |
أَبَاهُ | مالك بن جعشم المدلجي | له إدراك |
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيُّ | عبد الرحمن بن مالك المدلجي | ثقة |
ابْنِ شِهَابٍ | محمد بن شهاب الزهري / ولد في :52 / توفي في :124 | الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه |
صَالِحٍ | صالح بن كيسان الدوسي | ثقة ثبت |
أَبِيهِ | إبراهيم بن سعد الزهري | ثقة حجة |
عَمِّي | يعقوب بن إبراهيم القرشي / توفي في :208 | ثقة |
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ | عبيد الله بن سعد القرشي / توفي في :260 | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ أَبُو عُمَرَ | محمد بن يوسف الأزدي / ولد في :243 / توفي في :320 | ثقة إمام |