ثنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ النَّيْسَابُورِيَّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : " قَالَ اللَّهُ لآدَمَ : يَا آدَمُ ، إِنِّي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَمَنْ رَجَا غَيْرَ فَضْلِي وَخَافَ غَيْرَ عَدْلِي لَمْ يَعْرِفْنِي ، يَا آدَمُ ، إِنَّ لِي صَفْوَةً وَضَنَائِنَ وَخِيرَةً مِنْ عِبَادِي أَسْكَنْتُهُمْ صُلْبَكَ بِعَيْنِي مِنْ بَيْنِ خَلْقِي أُعِزُّهُمْ بِعِزِّي وَأُقَرِّبُهُمْ مِنْ وَصْلِي ، وَأَمْنَحُهُمْ كَرَامَتِي ، وَأُبِيحُ لَهُمْ فَضْلِي ، وَأَجْعَلُ قُلُوبَهُمْ خَزَائِنَ كُتُبِي ، وَأَسْتُرُهُمْ بِرَحْمَتِي ، وَأَجْعَلُهُمْ أَمَانًا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ عِبَادِي فَبِهِمْ أُمْطِرُ السَّمَاءَ ، وَبِهِمْ أُنْبِتُ الأَرْضَ ، وَبِهِمْ أَصْرِفُ الْبَلاءَ ، هُمْ أَوْلِيَائِي وَأَحِبَّائِي دَرَجَاتُهُمْ عَالِيَةٌ ، وَمَقَامَاتُهُمْ رَفِيعَةٌ ، وَهِمَمُهُمْ بِي مُتَعَلِّقَةٌ صَحَّتْ عَزَائِمُهُمْ ، وَدَامَتْ فِي مَلَكُوتِ غَيْبِي فِكْرَتُهُمْ فَارْتَهَنَتْ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِي فَسَقَيْتُهُمْ بِكَأْسِ الأُنْسِ صَرْفَ مَحَبَّتِي ، فَطَالَ شَوْقُهُمْ إِلَى لِقَائِي وَإِنِّي إِلَيْهِمْ لأَشُدُّ شَوْقًا ، يَا آدَمُ ، مَنْ طَلَبَنِي مِنْ خَلْقِي وَجَدَنِي ، وَمَنْ طَلَبَ غَيْرِي لَمْ يَجِدْنِي ، فَطُوبَى يَا آدَمُ لَهُمْ ، ثُمَّ طُوبَى لَهُمْ ، ثُمَّ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ، يَا آدَمُ ، هُمُ الَّذِينَ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِمْ هَانَ عَلَيَّ غُفْرَانُ ذُنُوبِ الْمُذْنِبِينَ لِكَرَامَتِهِمْ عَلَيَّ ، قُلْتُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، زِدْنَا مِنْ هَذَا الضَّرْبُ رَحِمَكَ اللَّهُ فَإِنَّهَا تَرْتَاحُ الْقُلُوبُ وَتَتَحَرَّكُ ، فَقَالَ : نَعَمْ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى دَاودَ عَلَيْهِ السَّلامُ : يَا دَاودُ ، إِذَا رَأَيْتَ لِيَ طَالِبًا فَكُنْ لَهُ خَادِمًا ، فَكَانَ دَاودُ ، يَقُولُ فِي مَزَامِيرِهِ : وَاهًا لَهُمْ يَا لَيْتَنِي عَايَنْتُهُمْ يَا لَيْتَ خَدِّي نَعْلُ مَوْطِئهِمْ ، ثُمَّ احْمَرَّتْ بَعْدُ أُدْمَتُهُ أَوِ اصْفَرَّ لَوْنُهُ ، وَجَعَلَ يَقُولُ : جَعَلَ اللَّهُ نَبِيَّهُ وُخُلِيفَتَهُ خَادِمًا لِمَنْ طَلَبَهُ ، لَوْ عَقَلْتَ وَمَا أَظُنُّكَ تَعْقِلُ قَدْرَ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ وَطُلابِهِ ، وَلَوْ عَرَفْتَ قَدْرَهُمْ لاسْتَغْنَمْتَ قُرْبَهُمْ وَمُجَالَسَتَهُمْ ، وَبِرَّهُمْ ، وَخِدْمَتَهُمْ ، وَتَعَاهُدَهُمْ " .
الأسم | الشهرة | الرتبة |