قَالَ : وَسَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ : " إِنَّ الأَمْرَاضَ ، وَالأَسْقَامَ ، وَالأَحْزَانَ ، وَالْمَصَائِبَ إِنَّمَا هِيَ كَفَّارَاتٌ لِلصَّغَائِرِ ، وَأَمَّا الْكَبَائِرُ فَلا يُسْقِطُهَا إِلا التَّوْبَةُ وَمَثَلُهُ كَمَثَلِ حِبْرٍ يُصِيبُ الثَّوْبَ فَلا يَقْلَعُهُ إِلا الصَّابُونُ الْحَادُّ وَالْمُعَالَجَاتُ بِالْخَلِّ وَالأُشْنَانُ وَغَيْرُهُ ، وَمَثَلُ الصَّغَائِرِ كَمَثَلِ قَلِيلِ دِبْسٍ يُصِيبُ الثَّوْبَ فَيُذْهِبُهُ الرِّيقُ وَقَلِيلٌ مِنَ الْمَاءِ ، فَقِيلَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، أَلَيْسَ قَدْ رُوِيَ أَنَّ الْمَصَائِبَ كَفَّارَاتٌ وَأَجْرٌ ؟ فَضَحِكَ وَقَالَ : يَا دَوْسَتْ ، إِنَّ الْمَصَائِبَ إِذَا ضُمَّ إِلَيْهَا الصَّبْرُ وَالاحْتِسَابُ تَكُونُ كَفَّارَةً وَأَجْرًا كِلاهُمَا ، فَأَمَّا إِذَا لَمْ يَصْبِرْ عَلَيْهَا وَلَمْ يَحْتَسِبْهَا تَكُونُ كَفَّارَاتٍ وَحِطَطًا لا أَجْرَ فِيهَا وَلا ثَوَابَ ، وَبَيَانُ ذَلِكَ أَنَّ الْمَصَائِبَ فِعْلُ غَيْرِكَ وَلا تُثَابُ عَلَى فِعْلِ غَيْرِكَ ، وَصَبْرُكَ وَاحْتِسَابُكَ فِعْلٌ لَكَ فَتُؤْجَرُ وَتُثَابُ " .