حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّلَمَنْكِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُفَرِّجٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الصَّمُوتُ ، حَدَّثَنَا الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ ، وَطُلَيْقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ , قَالا : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى ، قَالَ : إِنَّمَا " جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ ؛ لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُ لا يَحُجُّ بَعْدَ عَامِهِ ذَلِكَ " . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : لَمْ يَخْفَ عَنَّا أَنْ قَدْ قِيلَ : إِنَّ يَزِيدَ بْنَ عَطَاءٍ أَخْطَأَ فِي إِسْنَادِهِ ، وَلَكِنْ مَنِ ادَّعَى الْخَطَأَ عَلَى الرَّاوِي فَعَلَيْهِ الدَّلِيلُ ، وَهَؤُلاءِ اثْنَا عَشَرَ مِنَ الصَّحَابَةِ بِالأَسَانِيدِ الصِّحَاحِ كُلُّهُمْ يَصِفُ بِغَايَةِ الْبَيَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ قَارِنًا ، وَهُمْ : عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، وَعِمْرَانُ بْنُ الْحُصَيْنِ ، وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ ، وَحَفْصَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَأَبُو قَتَادَةَ ، وَابْنُ أَبِي أَوْفَى ، وَقَدْ رُوِيَ أَيْضًا أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَنَ بَيْنَ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ عَنْ سُرَاقَةَ ، وَأَبِي طَلْحَةَ ، وَالْهِرْمَاسِ بْنِ زِيَادٍ الْبَاهِلِيِّ " وَرُوِيَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَهْلَهُ بِالْقِرَانِ . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَظَاهِرُ الأَمْرِ أَنَّ الرِّوَايَةَ مُخْتَلِفَةٌ عَنْ عَائِشَةَ ، وَجَابِرٍ ، وَابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ فَإِنَّ هَؤُلاءِ عَنْهُمْ كَمَا ذَكَرْنَا مَا يَدُلُّ عَلَى الإِفْرَادِ لِلْحَجِّ ، وَمَا يَدُلُّ عَلَى التَّمَتُّعِ وَمَا يَدُلُّ عَلَى الْقِرَانِ حَاشَا جَابِرًا فَإِنَّهُ إِنَّمَا رُوِيَ عَنْهُ الْقِرَانُ وَالإِفْرَادُ فَقَطْ . وَحَاشَا سُرَاقَةَ فَإِنَّهُ إِنَّمَا رُوِيَ عَنْهُ التَّمَتُّعُ وَالْقِرَانُ فَقَطْ ، وَكَذَلِكَ أَيْضًا عَنْ عُمَرَ ، وَعَلِيٍّ ، وَعِمْرَانَ فَإِنَّهُ رُوِيَ عَنْهُمُ التَّمَتُّعُ وَالْقِرَانُ . وَأَمَّا عُثْمَانُ ، وَسَعْدٌ ، وَمُعَاوِيَةُ فَلَمْ يُرْوَ عَنْهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِلا مُتَمَتِّعًا فَقَطْ ، وَكَذَلِكَ الاسْتِدْلالُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مُوسَى أَيْضًا إِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى التَّمَتُّعِ فَقَطْ ؛ لأَنَّهُ أَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهُ أَهَلَّ إِهْلالا كَإِهْلالِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنْ يَحِلَّ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ مِنْ شَهْرِهِ ذَلِكَ . وَأَمَّا حَفْصَةُ ، وَالْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، وَأَبُو قَتَادَةَ ، وَابْنُ أَبِي أَوْفَى فَلَمْ يُرْوَ عَنْهُمْ مِنْ فِعْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ شَيْءٌ غَيْرُ الْقِرَانِ فَقَطْ . فَأَمَّا عَنْ صِحَّةِ الْبَحْثِ وَتَحْقِيقِ النَّظَرِ فَلَيْسَ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ مُضْطَرِبًا ، بَلْ كُلُّهُ مُتَّفِقٌ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَلَى مَا بَيَّنْتُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ . وَأَوَّلُ مَا نَبْدَأُ بِهِ بِحَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَقُوَّتِهِ فَبَيَانُ سُقُوطِ أَشْيَاءَ ظَنَّ قَوْمٌ أَنَّهَا عِلَلٌ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ الْمَذْكُورِ ، وَبِاللَّهِ تَعَالَى نَسْتَعِينُ ، فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ قَائِلا قَالَ : إِنَّ إِسْمَاعِيلَ ابْنَ عُلَيَّةَ رَوَاهُ عَنُ أَيُّوبَ فَقَالَ فِيهِ عَنْ رَجُلٍ , عَنْ أَنَسٍ , قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَيُقَالُ لِمَنْ قَالَ هَذَا وَبِاللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ : إِنَّ وُهَيْبًا وَمَعْمَرًا قَدْ عَنْ أَيُّوبَ ، كَمَا ذَكَرْنَا فَسَمَّيَا الرَّجُلَ الَّذِي لَمْ يُسَمِّهِ إِسْمَاعِيلُ وَهُوَ أَبُو قِلابَةَ الْعَدْلُ الإِمَامُ وَالْجَلِيلُ ، وَمَنْ عَلِمَ أَوْلَى مِمَّنْ جَهِلَ ، وَمَعْمَرٌ وَحْدَهُ لَوِ انْفَرَدَ هُوَ حُجَّةٌ عَلَى إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ ، لأَنَّهُ أَجَلُّ مِنْهُ وَأَضْبَطُ وَأَحْفَظُ وَأَرْفَعُ طَبَقَةً بِلا خِلافٍ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّقْلِ ، فَكَيْفَ وَقَدْ وَافَقَ مَعْمَرًا عَلَى ذَلِكَ وُهَيْبٌ ؟ وَهُوَ ثِقَةٌ لَيْسَ بِدُونِ إِسْمَاعِيلَ ابْنِ عُلَيَّةَ ؟ فَكَيْفَ وَقَدْ وَافَقَهُمَا عَلَى إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ إِلَى أَنَسٍ الأَئِمَّةُ الأَكَابِرُ الْحُفَّاظُ كَالْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَقَتَادَةَ ، وَحُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ ، وَحُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطَّوِيلِ ، وَبَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ ، وَثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، وَيَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ ؟ وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلاءِ لا يُعْدَلُ بِهِ ابْنُ عُلَيَّةَ لَوِ انْفَرَدَ ، فَكَيْفَ إِذَا اجْتَمَعُوا ؟ وَهَذَا لا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالْحَدِيثِ وَرُوَاتِهِ . وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ قَائِلا قَالَ : إِنَّ أَبَا خَالِدٍ الأَحْمَرَ رَوَى عَنْ مَرْوَانَ الأَصْفَرِ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ عَلِيًّا قَدِمَ مِنَ الْيَمَنِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بِمَ أَهْلَلْتَ " ؟ قَالَ : أَهْلَلْتُ بِإِهْلالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَوْلا أَنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ لأَحْلَلْتُ " ، فَقَالَ هَذَا الْقَائِلُ : إِنَّ تَسْوِيغَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ الإِحْلالَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مُفْرِدًا لا قَارِنًا ؛ لأَنَّ الْقَارِنَ لا يَحِلُّ أَصْلا كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ أَوْ لَمْ يَكُنْ . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : فَنَقُولُ : إِنَّ هَذَا الْقَائِلَ أَتَى بِمَا قَالَ مُدَّعِيًا دُونَ أَنْ يَتَعَلَّقَ بِشَيْءٍ يَشْغَبُ بِهِ ، وَنَحْنُ نَحْتَجُّ لَهُ بِمَا يَتَّسِعُ الاحْتِجَاجُ بِهِ لِمَقَالَتِهِ فَنَذْكُرُ فِي ذَلِكَ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ أَبِي أَوْفَى | عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي / توفي في :87 | صحابي |
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ | إسماعيل بن أبي خالد البجلي | ثقة ثبت |
يَزِيدُ بْنُ عَطَاءٍ | يزيد بن عطاء السكسكي | مقبول |
سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ | سعيد بن سليمان الضبي | ثقة حافظ |
وَطُلَيْقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ | طليق بن محمد الواسطي | ثقة |
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ | إبراهيم بن عبد الله الختلي | ثقة |
الْبَزَّارُ | أحمد بن عمرو العتكي | ثقة حافظ |
مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الصَّمُوتُ | محمد بن أيوب الرقي | ضعيف الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُفَرِّجٍ | محمد بن مفرح القرطبي / ولد في :315 / توفي في :380 | ثقة حافظ |
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّلَمَنْكِيُّ | أحمد بن لب الأندلسي | ثقة حافظ |