باب ما جاء في النظر


تفسير

رقم الحديث : 991

أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَحْبُورٍ , أنا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ ، نا يُوسُفُ بْنُ بِلالٍ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ ، عَنِ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ : " وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا سورة البقرة آية 14 , وَهُمْ مُنَافِقُو أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَذَكَرَهُمْ ، وَذَكَرَ اسْتِهْزَاءَهُمْ , وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ سورة البقرة آية 14 , عَلَى دِينِكُمْ , إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِءُونَ سورة البقرة آية 14 , بِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ سورة البقرة آية 15 , فِي الآخِرَةِ يُفْتَحُ لَهُمْ بَابٌ فِي جَهَنَّمَ مِنَ الْجَنَّةِ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُمْ : تَعَالَوْا ، فَيُقْبِلُونَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ ، وَالْمُؤْمِنُونَ عَلَى الأَرَائِكِ : وَهِيَ السُّرُرُ فِي الْحِجَالِ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِمْ ، فَإِذَا انْتَهَوْا إِلَى الْبَابِ سُدَّ عَنْهُمْ , فَيَضْحَكُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُمْ ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ سورة البقرة آية 15 , فِي الآخِرَةِ وَيَضْحَكُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْهُمْ حِينَ غُلِّقَتْ دُونَهُمُ الأَبْوَابُ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ : فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ { 34 } عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ { 35 } سورة المطففين آية 34-35 , عَلَى السُّرُرِ فِي الْحِجَالِ , يَنْظُرُونَ إِلَى أَهْلِ النَّارِ , هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ سورة المطففين آية 36 " ، وَرُوِّينَا فِي مَعْنَى هَذَا مُخْتَصَرًا , عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، وَبَلَغَنِي عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْبَجَلِيِّ , أَنَّهُ قَالَ : أَظْهَرَ اللَّهُ لِلْمُنَافِقِينَ فِي الدُّنْيَا مِنْ أَحْكَامِهِ الَّتِي لَهُ عِنْدَهُمْ خِلافَهَا فِي الآخِرَةِ ، كَمَا أَظْهَرُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِلافَ مَا أَضْمَرُوا مِنَ الْكُفْرِ ، فَسَمَّى ذَلِكَ اسْتِهْزَءًا بِهِمْ . وَعَنْ قُطْرُبٍ قَالَ : اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ سورة البقرة آية 15 : أَيْ : يُجَازِيهِمْ جَزَاءَ الاسْتِهْزَاءِ ، وَكَذَلِكَ , سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ سورة التوبة آية 79 ، وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ سورة آل عمران آية 54 ، وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ سورة الشورى آية 40 , هِيَ مِنَ الْمُبْتَدِي سَيِّئَةٌ , وَمِنَ اللَّهِ جَزَاءٌ ، وَهُوَ مِنَ الْجَزَاءِ عَلَى الْفِعْلِ بِمِثْلِ لَفْظِهِ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ : فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ سورة البقرة آية 194 ؛ فَالْعُدْوَانُ الأَوَّلُ ظُلْمٌ ، وَالثَّانِي جَزَاءٌ ، وَالْجَزَاءُ لا يَكُونُ ظُلْمًا ؛ وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ : نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ سورة التوبة آية 67 , قَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُومٍ : أَلا لا يَجْهَلَنْ أَحَدٌ عَلَيْنَا فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَا " وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ , فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ مِنْ كِتَابِهِ : فَيَحْتَمِلُ قَوْلُهُ : فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَا : مَعْنَى فَنُعَاقِبُهُ بِأَغْلَظِ عُقُوبَةٍ ، فَسَمَّى ذَلِكَ جَهْلا ، وَالْجَهْلُ لا يَفْتَخِرُ بِهِ ذُو عَقْلٍ ، وَإِنَّمَا قَالَهُ لِيَزْدَوِجَ اللَّفْظَانِ , فَيَكُونَ ذَلِكَ أَخَفَّ عَلَى اللِّسَانِ مِنَ الْمُخَالَفَةِ بَيْنَهُمَا .

الرواه :

الأسم الرتبة
ابْنِ عَبَّاسٍ

صحابي

الْكَلْبِيِّ

متهم بالكذب

Whoops, looks like something went wrong.