أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ ، أنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ ، نا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيُّ ، نا الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى الأَشْيَبَ ، نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، نا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ مَرَّةً عَلَى مِنْبَرِهِ : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ سورة الزمر آية 67 ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ : " كَذَا يُمَجِّدُ نَفْسَهُ عَزَّ وَجَلَّ ، أَنَا الْجَبَّارُ ، أَنَا الْعَزِيزُ الْمُتَكَبِّرُ " ، فَرَجَفَ بِهِ الْمِنْبَرَ حَتَّى قُلْنَا لَيَخِرَّنَّ بِهِ الأَرْضَ ، قَالَ الشَّيْخُ : وَمَعْنَى قَوْلِ مَنْ قَالَ : اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى إِنَّهُ نَفْسٌ ، إِنَّهُ مَوْجُودٌ ثَابِتٌ غَيْرُ مُنْتَفٍ ، وَلا مَعْدُومٍ ، وَكُلُّ مَوْجُودٍ نَفْسٌ ، وَكُلُّ مَعْدُومٍ لَيْسَ بِنَفْسٍ . وَالنَّفْسُ فِي كَلامِ الْعَرَبِ عَلَى وُجُوهٍ ؛ فَمِنْهَا : نَفْسٌ مَنْفُوسَةٌ مُجَسَّمَةٌ مُرَوَّحَةٌ ، وَمِنْهَا : مُجَسَّمَةٌ غَيْرُ مُرَوَّحَةٍ ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ هَذَيْنِ عُلُوًّا كَبِيرًا ، وَمِنْهَا : نَفْسٌ بِمَعْنَى إِثْبَاتِ الذَّاتِ كَمَا تَقُولُ فِي الْكَلامِ : هَذَا نَفْسُ الأَمْرِ ، تُرِيدُ إِثْبَاتَ الأَمْرِ لا أَنَّ لَهُ نَفْسًا مَنْفُوسَةً أَوْ جِسْمًا مُرَوَّحًا ، فَعَلَى هَذَا الْمَعْنَى يُقَالُ فِي اللَّهِ سُبْحَانَهُ إِنَّهُ نَفْسٌ ، لا أَنَّ لَهُ نَفْسًا مَنْفُوسَةً أَوْ جِسْمًا مُرَوَّحًا ، وَقَدْ قِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ سورة المائدة آية 116 , أَيْ تَعْلَمُ مَا أُكِنُّهُ وَأُسِرُّهُ وَلا عِلْمَ لِي بِمَا تَسْتُرُهُ عَنِّي وَتُغَيِّبُهُ ، وَمِثْلُ هَذَا قَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا رُوِّينَاهُ عَنْهُ " فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي " . أَيْ حَيْثُ لا يَعْلَمُ بِهِ أَحَدٌ وَلا يَطَّلِعُ عَلَيْهِ ، وَأَمَّا الاقْتِرَابُ وَالإِتْيَانُ الْمَذْكُورَانِ فِي الْخَبَرِ فَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِمَا إِخْبَارًا عَنْ سُرْعَةِ الإِجَابَةِ وَالْمَغْفِرَةِ كَمَا رُوِّينَاهُ عَنْ قَتَادَةَ . وَأَمَّا الْغَيْرَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، فَإِنَّمَا يَعْنِي بِهَا الزَّجْرَ فَقَوْلُهُ : " لا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى " . يَعْنِي لا أَحَدَ أَزْجَرُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَاللَّهُ غَيُورٌ عَلَى مَعْنَى أَنَّهُ زَجُورٌ يَزْجُرُ عَنِ الْمَعَاصِي ، وَلا يُحِبُّ دَنِيءَ الأَفْعَالِ . وَقَدْ رَوَى ذَلِكَ الْحَدِيثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ , وَأَبُو هُرَيْرَةَ , وَعَائِشَةُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : " لا أَحَدَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ " . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : " لا شَيْءَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ " . وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ , عَنْ وَرَّادٍ , عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ , عَلَى لَفْظٍ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
ابْنِ عُمَرَ | عبد الله بن عمر العدوي / توفي في :73 | صحابي |
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ | عبيد الله بن مقسم القرشي | ثقة مشهور |
إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ | إسحاق بن عبد الله الأنصاري | ثقة حجة |
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ | حماد بن سلمة البصري | تغير حفظه قليلا بآخره, ثقة عابد |
الْحَسَنُ يَعْنِي ابْنَ مُوسَى الأَشْيَبَ | الحسن بن موسى الأشيب | ثقة |
أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ الْحَرْبِيُّ | إسحاق بن الحسن الحربي | ثقة حجة |
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَنْبٍ | محمد بن أحمد الدهقان / ولد في :265 / توفي في :350 | صدوق حسن الحديث |
أَبُو سَهْلٍ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرَوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ | محمد بن نصرويه المروزي | ثقة |