أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحافظ ، أنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , نا أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، نا أَبُو كَامِلٍ ، نا أَبُو عَوَانَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ وَرَّادٍ كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ , عَنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : لَوْ رَأَيْتُ مَعَ امْرَأَتِي رَجُلا لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرَ مُصْفَحٍ . قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ : " أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ؟ فَوَاللَّهِ لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي ، وَمِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهْرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَلا شَخَصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ ، وَلا شَخَصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ الْمُرْسَلِينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ، وَلا شَخَصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمَدْحُ مِنَ اللَّهِ ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ الْجَنَّةَ " ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ , عَنْ أَبِي كَامِلٍ , وَعُبَيْدِ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيِّ , وكذلك رَوَاهُ جَمَاعَةٌ , عَنْ أَبِي عَوَانَةَ ، وَرَوَاهُ الْبُخَارِيُّ , عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ , عَنْ أَبِي عَوَانَةَ دُونَ ذِكْرِ الشَّخْصِ فِيهِ قَالَ : وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ : " لا شَخَصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ " . أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحافظ ، أنا أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ ، نا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، نا زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ ، نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ وَرَّادٍ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ نَحْوَهُ . وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ زَائِدَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ . قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِيمَا بَلَغَنِي عَنْهُ : " إِطْلاقُ الشَّخْصِ فِي صِفَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ غَيْرُ جَائِزٍ ، وَذَلِكَ لأَنَّ الشَّخْصَ لا يَكُونُ إِلا جِسْمًا مُؤَلَّفًا ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ شَخْصًا مَا كَانَ لَهُ شُخُوصٌ وَارْتِفَاعٌ ، وَمِثْلُ هَذَا النَّعْتِ مَنْفِيٌّ عَنِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَخَلِيقٌ أَنْ لا تَكُونَ هَذِهِ اللَّفْظَةُ صَحِيحَةً ، وَأَنْ تَكُونَ تَصْحِيفًا مِنَ الرَّاوِي ، وَالشَّيْءُ وَالشَّخْصُ فِي الشَّطْرِ الأَوَّلِ مِنَ الاسْمِ سَوَاءٌ ، فَمَنْ لَمْ يَنْعَمِ الاسْتِمَاعَ لَمْ يَأْمَنِ الْوَهْمَ ، قَالَ : وَلَيْسَ كُلُّ الرُّوَاةِ يُرَاعُونَ لَفْظَ الْحَدِيثِ حَتَّى لا يَتَعَدَّوْهُ ، بَلْ كَثِيرٌ مِنْهُمْ يُحَدِّثُ عَلَى الْمَعْنَى ، وَلَيْسَ كُلُّهُمْ بِفَقِيهٍ " . وَقَدْ قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ فِي كَلامٍ لَهُ : نِعْمَ الْمَرْءُ رَبُّنَا لَوْ أطَعنْاهُ مَا عَصَانَا . وَلَفْظُ الْمَرْءِ إِنَّمَا يُطْلَقُ فِي الْمَذْكُورِ مِنَ الآدَمِيِّينَ ، يَقُولُ الْقَائِلُ : الْمَرْءُ بِأَصْغَرَيْهِ ، وَالْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ , وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ كَلامِهِمْ . وَقَائِلُ هَذِهِ الْكَلِمَةِ لَمْ يَقْصِدْ بِهِ الْمَعْنَى الَّذِي لا يَلِيقُ بِصِفَاتِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَلَكِنَّهُ أَرْسَلَ الْكَلامَ عَلَى بَدِيهَةِ الطَّبْعِ ، مِنْ غَيْرِ تَأَمُّلٍ وَلا تَنْزِيلٍ لَهُ عَلَى الْمَعْنَى الأَخَصِّ بِهِ ، وَحَرِيُّ أَنْ يَكُونَ لَفْظُ الشَّخْصِ إِنَّمَا جَرَى مِنَ الرَّاوِي عَلَى هَذَا السَّبِيلِ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ غَلَطًا مِنْ قِبَلِ الصَّحِيفِ . قَالَ الشَّيْخُ : وَلَوْ ثَبَتَتْ هَذِهِ اللَّفْظَةُ لَمْ يَكُنْ فِيهَا مَا يُوجِبُ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ شَخْصًا ، فَإِنَّمَا قَصَدَ إِثْبَاتَ صِفَةِ الْغَيْرَةِ لِلَّهِ تَعَالَى وَالْمُبَالَغَةَ فِيهِ ، وَأَنَّ أَحَدًا مِنَ الأَشْخَاصِ لا يَبْلُغُ تَمَامَهَا ، وَإِنْ كَانَ غَيُورًا ، فَهِيَ مِنَ الأَشْخَاصِ جِبِلَّةٌ جَبَلَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهَا ، فَيَكُونُ كُلُّ شَخْصٍ فِيهَا بِمِقْدَارِ مَا جَبَلَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ مِنْهَا ، وَهِيَ مِنَ اللَّهِ عَلَى طَرِيقِ الزَّجْرِ عَمَّا يَغَارُ عَلَيْهِ . وَقَدْ زَجَرَ عَنِ الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَحَرَّمَهَا ، فَهُوَ أَغْيَرُ مِنْ غَيْرِهِ فِيهَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَدْ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَدِيبُ ، أَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِيُّ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَالَ : قَوْلُهُ : " لا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ " . لَيْسَ فِيهِ إِيجَابٌ أَنَّ اللَّهَ شَخْصٌ ، وَهَذَا كَمَا رُوِيَ : " مَا خَلَقَ اللَّهُ شَيْئًا أَعْظَمَ مِنْ آيَةِ الْكُرْسِيِّ " . فَلَيْسَ فِيهِ إِثْبَاتُ خَلْقِ آيَةِ الْكُرْسِيِّ ، وَلَيْسَ فِيهِ إِلا أَنْ لا خَلْقَ فِي الْعِظَمِ كَآيَةِ الْكُرْسِيِّ ، لا أَنَّ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مَخْلُوقَةٌ ، وَهَكَذَا يَقُولُ النَّاسُ : مَا فِي النَّاسِ رَجُلٌ يُشْبِهُهَا ، وَهُوَ يَذْكُرُ امْرَأَةً فِي خُلُقِهَا أَوْ فَضْلِهَا ، لا أَنَّ الْمَمْدُوحَ بِهِ رَجُلٌ . قَالَ الشَّيْخُ : هَذَا الأَثَرُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ بِهِ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، وَاخْتُلِفَ عَلَيْهِ فِي لَفْظِهِ ، وَرُوِيَ عَنْهُ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الْمُغِيرَةِ | المغيرة بن شعبة الثقفي / توفي في :50 | صحابي |
الْمُغِيرَةِ | المغيرة بن شعبة الثقفي / توفي في :50 | صحابي |
وَرَّادٍ | وراد الثقفي | ثقة |
وَرَّادٍ | وراد الثقفي | ثقة |
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ | عبد الملك بن عمير اللخمي / ولد في :33 / توفي في :136 | صدوق حسن الحديث |
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ | عبد الملك بن عمير اللخمي / ولد في :33 / توفي في :136 | صدوق حسن الحديث |
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو | عبيد الله بن عمرو الأسدي / ولد في :104 / توفي في :180 | ثقة |
أَبُو عَوَانَةُ | الوضاح بن عبد الله اليشكري / توفي في :176 | ثقة ثبت |
زَكَرِيَّا بْنُ عَدِيٍّ | زكريا بن عدي التيمي | ثقة يحفظ |
أَبُو كَامِلٍ | الفضيل بن الحسين الجحدري / ولد في :145 / توفي في :237 | ثقة حافظ |
أَحْمَدُ بْنُ النَّضْرِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ | أحمد بن النضر النيسابوري | ثقة حافظ |
الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ | الحارث بن أبي أسامة التميمي | ثقة |
أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ | عبد الله بن الحسين النضري / ولد في :260 / توفي في :357 | ثقة |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ | محمد بن يعقوب الشيباني / ولد في :250 / توفي في :344 | ثقة حافظ |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الحافظ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحافظ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |