أَنْبَأَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، إِجَازَةً أَنَّ أَبَا عَلِي الْحَافِظُ ، أَخْبَرَهُمْ نا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّيْنَوَرِيُّ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحرَّانِيُّ ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ ، نا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ عَلِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَقْرَأَ الإِمَامُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ مِنْ صَلاةِ الظُّهْرِ بِأُمِّ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ ، سِرًّا فِي نَفْسِهِ ، وَيُنْصِتُونَ مِنْ خَلْفِهِ ، وَيَقْرَءُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ، وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُخْرَيَيْنِ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ ، وَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، وَيَذْكُرُهُ ، وَيَفْعَلُ فِي الْعَصْرِ مِثْلَ ذَلِكَ " . قَوْلُهُ : وَيُنْصِتُونَ مِنْ خَلْفِهِ ، وَيَقْرَءُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ، دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الإِنْصَاتَ إِنَّمَا هُوَ تَرْكُ الْجَهْرِ ، وَإِنَّهُ إِذَا قَرَأَ فِي نَفْسِهِ ولَمْ يَجْهَرْ بِقِرَاءَتِهِ ، وَلا مَعْنَى لِعَيْبِ مِنْ عَابَ قَوْلَ مِنَ اخْتَارَ الإِنْصَاتَ جُمْلَةً حَالَ قِرَاءَةِ الإِمَامِ ، وَالْقِرَاءَةَ حَالَ سُكُوتِ الإِمَامِ ، لِيَكُونَ ذَلِكَ أَبْلَغَ فِي الإِنْصَاتِ الْمَأمُورِ بِهِ فِي الآيَةِ ، عِنْدَ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ، فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، فِي الإِنْصَاتِ وَالْقِرَاءَةِ بِضَرَرِ الأَمْثَالِ فِي قَدْرِ السُّكُوتِ وَإِمْكَانِ الْقِرَاءَةِ فِيهِ ، وَعَدَمِ إِمْكَانِهَا ، وَإِنْكَارِ الْخَبَرِ الْوَارِدِ فِي سَكْتَتَيِ الإِمَامِ ، وَمُعَارَضَتِهِ بِخَبَرِ تَرْكِ السُّكُوتِ عِنْدَ الْقِيَامِ مِنَ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ ، فَحَدِيثُ السُّكُوتِ بَيْنَ التَّكْبِيرَةِ الأُولَى وَالْفَاتِحَة ، ثُمَّ حَدِيثُ السَّكْتَتَيْنِ ، أَثْبَتَ مِنْ كُلِّ حَدِيثٍ ، يَحْتَجُّ بِهِ مَنْ يقُولُ بِتَرْكِ الْقِرَاءَةِ خَلْفَ الإِمَامِ ، فِي جَمِيعِ الصَّلَوَاتِ ، عِنْدَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ ، وَذَهَبَ إِلَى هَذَا الْمَذْهَبِ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الإِنْصَاتِ عِنْدَ قِرَاءَةِ الإِمَامِ ، وَقِرَاءَةِ الْفَاتِحَة عِنْدَ سُكُوتِ الإِمَامِ ، مِنْ سَمَّيْنَاهُمْ فِي الْجُزْءِ قَبْلَهُ ، مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ ، وَهُوَ وَإِنْ لَمْ يَسْكُتْ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ عِنْدَ الابْتِدَاءِ بِالْفَاتِحَة ، فَيَسْكُتُ عِنْدَ الْفَرَاغِ مِنْهَا ، وَقِرَاءَةُ الْفَاتِحَة فِي ذَلِكَ السُّكُوتِ مُمْكِنَةٌ ، لِمَنْ أَرَادَ قِرَاءَتَهَا ، ثُمَّ إِنْ لَمْ يُمْكِنْهُ ، قَرَأَهَا سِرًّا فِي نَفْسِهِ مَعَ الإِمَامِ ، كَمَا أَمَرَ بِهِ صَاحِبُ الشَّرْعِ فِي خَبَرِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَغَيْرِهِ ، وَأَمَرَ بِهِ مِنْ سَمَّيْنَاهُمْ مِنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، وَلا يَخْرُجُ بِقِرَاءَتِهِ إِيَّاهَا سِرًّا مِنْ أَنْ يَكُونَ لِقِرَاءَةِ إِمَامِهِ مُسْتَمِعًا ، وَلَهَا مُنْصِتًا ، لِمَا ذَكَرْنَا مِنَ الدَّلالَةِ ، وَخَبَرُ السُّكُوتِ بَيْنَ التَّكْبِيرَةِ الأُولَى وَالْقِرَاءَةِ قَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي هَذَا الْجُزْءِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
عَلِي | علي بن أبي طالب الهاشمي / توفي في :40 | صحابي |
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ | عبيد الله بن أسلم المدني | ثقة |
مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ | معقل بن عبيد الله العبسي / توفي في :166 | صدوق حسن الحديث |
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ | الحسن بن أعين الحراني | ثقة |
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحرَّانِيُّ | محمد بن المغيرة الحراني | مجهول الحال |
أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّيْنَوَرِيُّ | عبد الله بن حمدان الدينوري / توفي في :308 | متروك متهم بالوضع |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ | الحاكم النيسابوري / ولد في :321 / توفي في :405 | ثقة حافظ |