وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ , رَحِمَهُ اللَّهُ , أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ , نا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ , نا أَبُو دَاوُدَ , نا شُعْبَةُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , قَالَ : سَمِعْتُ صِلَةَ بْنَ زُفَرَ , يُحَدِّثُ عَنْ حُذَيْفَةَ , قَالَ : يُجْمَعُ النَّاسُ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَلا تَكَلَّمُ نَفْسٌ فَيَكُونُ أَوَّلَ مَدْعُوٍّ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولُ : " لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ , وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ , وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ , وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ , وَعَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ , أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ , لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجَى مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ , سُبْحَانَكَ رَبَّ الْبَيْتِ , فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا " . هَذَا مَوْقُوفٌ وَهُوَ الْمَعْرُوفُ وَقَوْلُهُ : " الشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ " : مَعْنَاهُ . فِيمَا أُخْبِرْتُ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الْخَطَّابِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ الإِرْشَادُ إِلَى اسْتِعْمَالِ الأَدَبِ فِي الثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْمَدْحِ لَهُ بِأَنْ يُضَافَ إِلَيْهِ مَحَاسِنَ الأُمُورِ دُونَ مَسَاوِيهَا , وَلَمْ يَقَعِ الْقَصْدُ بِهِ إِلَى إِثْبَاتِ شَيْءٍ وَإِدْخَالِهِ تَحْتَ قُدْرَتِهِ وَنَفْيِ ضِدِّهِ عَنْهَا , فَإِنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ صَادِرَانِ عَنْ خَلْقِهِ وَقُدْرَتِهِ لا مُوجِدَ لِشَيْءٍ مِنْ خَلْقِهِ غَيْرُهُ , وَقَدْ يُضَافُ مَحَاسِنُ الأُمُورِ وَمَحَامِدُ الأَفْعَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ دُونَ مَسَاوِيهَا وَمَذَامِّهَا كَقَوْلِهِ : وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ وَكَقَوْلِهِ : وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَلَمْ يُضِفْ سَبَبَ وُقُوعِهِ فِي السِّجْنِ إِلَيْهِ , وَكَمَا يُضَافُ مَعَاظِمُ الْخَلِيقَةِ إِلَيْهِ عِنْدَ الثَّنَاءِ وَالدُّعَاءِ فَيُقَالُ : رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ , كَمَا يُقَالُ : يَا رَبَّ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ , وَلا يَحْسُنُ أَنْ يُقَالَ : يَا رَبَّ الْكِلابِ وَيَا رَبَّ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ وَنَحْوِهَا مِنْ سَفَلِ الْحَيَوَانِ وَحَشَرَاتِ الأَرْضِ , وَإِنْ كَانَتْ إِضَافَةُ جَمِيعِ الْمُكَوِّنَاتِ إِلَيْهِ مِنْ جِهَةِ خَلْقِهِ لَهَا وَالْقُدْرَةِ عَلَيْهَا شَامِلَةٌ لِجَمِيعِ أَصْنَافِهَا , وَرُوِّينَا عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الْمُزَنِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي مَعْنَاهُ قَرِيبًا مِنْ هَذَا , فَقَالَ : هُوَ مَوْضِعُ تَعْظِيمٍ كَمَا لا يُقَالُ : يَا خَالِقَ الْعُذْرَةِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
حُذَيْفَةَ | حذيفة بن اليمان العبسي | صحابي |
صِلَةَ بْنَ زُفَرَ | صلة بن زفر العبسي | ثقة |
أَبِي إِسْحَاقَ | أبو إسحاق السبيعي / ولد في :30 / توفي في :126 | ثقة مكثر |
شُعْبَةُ | شعبة بن الحجاج العتكي | ثقة حافظ متقن عابد |
أَبُو دَاوُدَ | أبو داود الطيالسي | ثقة حافظ غلط في أحاديث |
يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ | يونس بن حبيب العجلي / توفي في :267 | ثقة |
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ | عبد الله بن جعفر الأصبهاني / ولد في :248 / توفي في :346 | ثقة |
أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ | محمد بن الحسن الأشعري / توفي في :406 | صدوق حسن الحديث |