أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَيْبَ الْمُفَسِّرُ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْحَمَّارُ الْكُوفِيُّ بِالْكُوفَةِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ بَارَوِيَّةَ أَبُو بَكْرٍ الْقَصْرِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ تَرَّاسٍ الْكُوفِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ ، قَالَ : بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ ، قَالَ : " أَيُّهَا النَّاسُ ، أَفِيكُمْ سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ ؟ قَالَ : فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ تِلْكَ السَّنَةَ ، فَلَمَّا كَانَتِ السَّنَةُ الْمُقْبِلَةُ ، قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، أَفِيكُمْ سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمَا سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ ؟ قَالَ : إِنَّ سَوَادَ بْنَ قَارِبٍ كَانَ بَدْءُ إِسْلامِهِ شَيْئًا عَجِيبًا ، قَالَ : فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ ، إِذْ طَلَعَ سَوَادُ بْنُ قَارِبٍ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : يَا سَوَادُ ، حَدَّثَنَا بِبَدءِ إِسْلامِكَ كَيْفَ كَانَ ؟ قَالَ سَوَادُ : فَإِنِّي كُنْتُ نَازِلا بِالْهِنْدِ ، وَكَانَ لِي رَئِيٌّ مِنَ الْجِنِّ ، قَالَ : فَبَيْنَا أَنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ نَائِمٌ ، إِذْ جَاءَنِي فِي مَنَامِي ذَلِكَ ، قَالَ : قُمْ فَافْهَمْ وَاعْقِلْ إِنْ كُنْتَ تَعْقِلُ ، قَدْ بُعِثَ رَسُولٌ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبٍ ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ : عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَأَنْجَاسِهَا وَشَدِّهَا الْعِيسَ بِأَحْلاسِهَا تَهْوِي إِلَى مَكَّةَ تَبْغِي الْهُدَى مَا مُؤمِنُوهَا مِثْلَ أَرْجَاسِهَا فَانْهَضْ إِلَى الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ وَاسْمُ بِعَيْنَيْكَ إِلَى رَاسِهَا ثُمَّ أَنْبَهَنِي وَأَفْزَعَنِي ، وَقَالَ : يَا سَوَادُ بْنَ قَارِبٍ ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ نَبِيًّا ، فَانْهَضْ إِلَيْهِ تَهْتَدِ وَتَرْشُدْ ، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّانِيَةِ أَتَانِي ، فَأَنْبَهَنِي ، ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ كَذَلِكَ : عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَتَطْلابِهَا وَشَدِّهَا الْعِيسَ بِأَقْتَابِهَا تَهْوِي إِلَى مَكَّةَ تَبْغِي الْهُدَى لَيْسَ قُدَّامُهَا كَأَذْنَابِهَا فَانْهَضْ إِلَى الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ وَاسْمُ بِعَيْنَيْكَ إِلَى نَابِهَا فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَتَانِي فَأَنْبَهَنِي ، ثُمَّ قَالَ كَذَلِكَ : عَجِبْتُ لِلْجِنِّ وَتَخْبَارِهَا وَشَدِّهَا الْعِيسَ بِأَكْوَارِهَا تَهْوِي إِلَى مَكَّةَ تَبْغِي الْهُدَى لَيْسَ ذَوُو الشَّرِّ كَأَخْيَارِهَا فَانْهَضْ إِلَى الصَّفْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ مَا مُؤمِنُو الْجِنِّ كَكُفَّارِهَا قَالَ : فَلَمَّا سَمِعْتُهُ يُكَرِّرُ لَيْلَةً بَعْدَ لَيْلَةٍ ، وَقَعَ فِي قَلْبِي حُبُّ الإِسْلامِ مِنْ أَمْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، قَالَ : فَانْطَلَقْتُ إِلَى رَحْلِي ، فَشَدَدْتُهُ عَلَى رَاحِلَتِي ، فَمَا حَلَلْتُ نِسْعَةً ، وَلا عَقَدْتُ أُخْرَى حَتَّى أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا هُوَ بِالْمَدِينَةِ ، وَالنَّاسُ عَلَيْهِ كَعُرْفِ الْفَرَسِ ، فَلَمَّا رَآنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَرْحَبًا بِكَ يَا سَوَادُ بْنَ قَارِبٍ ، قَدْ عَلِمْنَا مَا جَاءَ بِكَ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ قُلْتُ شِعْرًا فَاسْمَعْهُ مِنِّي ، قَالَ سَوَادٌ : فَقُلْتُ : أَتَانِي رَئِيٌّ بَعْدَ لَيْلٍ وَهَجْعَةٍ وَلَمْ يَكُ فِيمَا قَدْ بَلَوْتُ بِكَاذِبِ ثَلاثُ لَيَالٍ قَوْلُهُ كُلَّ لَيْلَةٍ أَتَاكَ رَسُولٌ مِنْ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ فَشَمَّرْتُ عَنْ سَاقِي الإِزَارَ وَوَسَّطَتْ بِيَ الذِّعْلِبُ الْوَجْنَاءُ عِنْدَ السَّبَاسِبِ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ لا شَيْءَ غَيْرُهُ وَأَنَّكَ مَأْمُونٌ عَلَى كُلِّ غَايبِ وَأَنَّكَ أَدْنَى الْمُرْسَلِينَ شَفَاعَةً إِلَى اللَّهِ يَابْنَ الأَكْرَمِينَ الأَطَايِبِ فَمُرْنَا بِمَا يَآتِيكَ يَا خَيْرَ مَنْ مَشَى وَإِنْ كَانَ فِيمَا جَاءَ شَيْبُ الذَّوَائِبِ وَكُنْ لِي شَفِيعًا يَوْمَ لا ذُو شَفَاعَةٍ سِوَاكَ بِمُغْنٍ عَنْ سَوَادِ بْنِ قَارِبِ قَالَ : فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، وَقَالَ لِي : أَفْلَحْتَ يَا سَوَادُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : هَلْ يَأْتِيكَ رَئِيُّكَ الآنَ ؟ فَقَالَ : مُنْذُ قَرَأْتُ الْقُرْآنَ لَمْ يَأْتِنِي ، وَنِعْمَ الْعِوَضُ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ الْجِنِّ " ، هَكَذَا رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ .
الأسم | الشهرة | الرتبة |
الْبَرَاءِ | البراء بن عازب الأنصاري | صحابي |
أَبِي إِسْحَاقَ | أبو إسحاق السبيعي / ولد في :30 / توفي في :126 | ثقة مكثر |
أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ | أبو بكر بن عياش الأسدي | صدوق حسن الحديث |
مُحَمَّدُ بْنُ تَرَّاسٍ الْكُوفِيُّ | محمد بن تراس الكوفي | مجهول |
زِيَادُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ بَارَوِيَّةَ أَبُو بَكْرٍ الْقَصْرِيُّ | زياد بن يزيد القصري | مجهول |
أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى الْحَمَّارُ الْكُوفِيُّ | أحمد بن موسى الكوفي | صدوق حسن الحديث |
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّفَّارُ الأَصْبَهَانِيُّ | محمد بن عبد الله الصفار / توفي في :339 | ثقة |
أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُبَيْبَ | الحسن بن محمد النيسابوري | مقبول |