الخامس من شعب الايمان وهو باب في ان القدر خيره وشره من الله عز وجل


تفسير

رقم الحديث : 177

أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ ، أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ ، أنا شَرِيكٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، وَعَاصِمٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : " فَقَدْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاتَّبَعْتُهُ ، فَانْتَهَى إِلَى الْمَقَابِرِ ، فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ دِيَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ أَنْتُمْ فَرَطٌ لَنَا ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ : وَيْحَهَا لَوِ اسْتَطَاعَتْ مَا فَعَلْتُ " ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْنَا فِي الاسْتِطَاعَةِ ، لأَنَّهُ نَفَى عَنْهَا الاسْتِطَاعَةَ فِي الْمُكْثِ دُونَ الاتِّبَاعِ ، فَإِنْ قِيلَ : يَقُولُونَ : إِنَّ اللَّهَ كَلَّفَ الْعَبْدَ مَا لا يُطِيقُهُ ، إِلا بِهِ وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ الْمُسْلِمِينَ : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ، وَلِذَلِكَ أَمَرَ اللَّهُ عِبَادَهُ أَنْ يَقُولُوا : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ سورة الفاتحة آية 5 ، وَلا تَكُونُ عِبَادَةُ الْعَبْدِ ، إِلا بِمَعُونَةِ الرَّبِّ ، وَقَوْلُهُ : لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا سورة البقرة آية 286 ، فَمَعْنَاهُ إِلا مَا يَحِلُّ لَهَا ، أَوْ لا تَعْجَزُ عَنْ فِعْلِهِ بِزَمَانِهِ أَوْ غَيْرِهَا ، أَوْ أَرَادَ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا مُؤْمِنَةً ، إِلا وُسْعَهَا لأَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الْعَفْوِ عَنِ الْمُؤَاخَذَةِ بِحَدِيثِ النَّفْسِ ، وَقَدْ قَالَ فِيمَا عَلِمْنَا : رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ سورة البقرة آية 286 ، وَلَوْلا جَوَازُ ذَلِكَ لَمَا عَلِمْنَا هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ ، وَإِذَا جَازَ تَكْلِيفُ مَا قَدْ عُلِمَ أَنَّهُ لا يَكُونُ فَقَدْ جَازَ تَكْلِيفُ مَا لا يُوَفَّقُ لَهُ ، وَلا يُعَانُ عَلَيْهِ ، فَإِنْ قِيلَ : أَفَتَقُولُونَ : إِنَّ فِي مَقْدُورِ اللَّهِ لُطْفًا لَوْ فَعَلَهُ بِالْكَافِرِ لآمَنَ ؟ قِيلَ : نَعَمْ ، وَذَلِكَ اللُّطْفُ هُوَ الْقُدْرَةُ الَّتِي بِهَا يَفْعَلُ الطَّاعَةَ ، وَهُوَ ضِدُّ مَا فَعَلَهُ بِالْكَافِرِ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا سورة السجدة آية 13 ، قَالَ : وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ سورة النحل آية 93 ، وَقَالَ : وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا سورة النساء آية 83 ، وَالآيَاتُ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ ، وَكَذَلِكَ الأَخْبَارُ ، وَلا يَجِبُ عَلَى اللَّهِ ذَلِكَ ، وَهُوَ مُتَفَضِّلٌ فِي فِعْلِهِ إِنْ شَاءَ فَعَلَ ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ سَوَّى بَيْنَ الْكَافِرِ فِي النَّظَرِ بَطَلَ قَوْلُهُ بِنَفْسَيْنِ : أَمَاتَ أَحَدَهُمَا قَبْلَ الْبُلُوغِ ، وَأَمَاتَ الآخَرَ بَالِغًا كَافِرًا مَعَ عِلْمِهِ بِأَنَّهُ لَوْ بَلَغَ كَانَ كَافِرًا ، وَنَفْسَيْنِ : أَمَاتَ أَحَدَهُمَا مُؤْمِنًا ، وَأَبْقَى الآخَرَ سَنَةً أُخْرَى حَتَّى كَفَرَ مَعَ عِلْمِهِ بِأَنَّهُ يَكْفُرُ وَالْكَلامُ فِي هَذَا يَكْثُرُ .

الرواه :

الأسم الرتبة
عَائِشَةَ

صحابي

الْقَاسِمِ

ثقة أفضل أهل زمانه

وَعَاصِمٍ

ضعيف الحديث

يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ

ثقة ثبت

شَرِيكٌ

صدوق سيء الحفظ يخطئ كثيرا

عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ

ثقة

أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ

ثقة

أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ

ثقة ثبت

عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ

ثقة

Whoops, looks like something went wrong.