قَالَ الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا الثِّقَةُ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ قَالَ : " بَعَثَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بَعْضَ الْجَمَاعَةِ بِعَطَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَكَتَبَ إِلَى وَالِي الْيَمَامَةِ أَنْ يَحْمِلَ مِنَ الْيَمَامَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ يُتَمِّمُ بِهَا عَطَاءَهُمْ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَالُ إِلَى الْمَدِينَةِ أَبَوْا أَنْ يَأْخُذُوهُ ، وَقَالُوا : أَتُطْعِمُنَا أَوْسَاخَ النَّاسِ ، وَمَا لا يَصْلُحُ لَنَا أَنْ نَأْخُذَهُ لا نَأْخُذُهُ أَبَدا ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الْمَلِكِ فَرَدَّهُ ، وَقَالَ : لا يَزَالُ فِي الْقَوْمِ بَقِيَّةٌ مَا فَعَلُوا هَكَذَا " ، قَالَ : قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، : وَمَنْ كَانَ يَوْمَئِذٍ يَتَكَلَّمُ ؟ ، قَالَ : أَوَّلُهُمْ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَد اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ فِي رِجَالٍ كَثِيرٍ ، قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَقَوْلُهُمْ : لا يَصْلُحُ لَنَا ، أَيْ لا يَحِلُّ لَنَا أَنْ نَأْخُذَ الصَّدَقَةَ ، وَنَحْنُ أَهْلُ الْفَيْءِ ، وَلَيْسَ لأَهْلِ الْفَيْءِ فِي الصَّدَقَةِ حَقٌّ ، وَمِنْ أَنْ لا يُنْقَلَ عَنْ قَوْمٍ إِلَى غَيْرِهِمْ ، قَالَ أَحْمَدُ : وَذَكَرَ الشَّافِعِيُّ مَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ ، أَنَّهُ كَانَ يُؤْتَى بِنَعَمٍ مِنْ نَعَمِ الصَّدَقَةِ ، وَحَمَلَ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يُؤْتَى بِهَا مِنْ أَطْرَافِ الْمَدِينَةِ ، وَلَعَلَّهُمُ اسْتَغْنَوْا ، فَنَقَلَهَا إِلَى أَقْرَبِ النَّاسِ بِهِمْ دَارا وَنَسَبا .
الأسم | الشهرة | الرتبة |